تقارير: اسانج مستعد للذهاب للسويد شريطة ألا تسلمه للولايات المتحدة
١٩ أغسطس ٢٠١٢أفادت تقارير صحفية صادرة في بريطانيا اليوم الأحد (19 آب/ أغسطس 2012) إمكانية التوصل إلى حل في الأزمة الدبلوماسية التي فجرتها قضية مؤسس موقع ويكيليكس جوليان أسانج اللاجئ لدى سفارة الإكوادور في بريطانيا والذي تسعى السلطات البريطانية للقبض عليه وتسليمه للسويد للتحقيق معه في جريمة اغتصاب. وقالت صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية الصادرة الأحد استناداً إلى أحد المقربين من الاسترالي أسانج رفض ذكر اسمه، إن مؤسس موقع ويكيليكس على استعداد لتسليم نفسه للسلطات السويدية شريطة حصوله على ضمان بألا تسلمه هذه السلطات إلى الولايات المتحدة والتي كان أسانج قد أثار غضبها في عام 2010 عندما نشر موقعه ويكيليكس مئات الآلاف من الوثائق الخاصة بالجيش الأمريكي حول الحرب في العراق وأفغانستان، إضافة إلى برقيات دبلوماسية تسببت في حرج بالغ لواشنطن. وكان أسانج قد أعلن اعتزامه الظهور بعد ظهر اليوم والحديث من أمام سفارة الإكوادور في لندن التي كان التجأ إليها قبل شهرين. وكانت الإكوادور قد منحت أسانج حق اللجوء السياسي، الأمر الذي أثار غضباً في كل من بريطانيا والسويد والولايات المتحدة.
إدانة وتحذيرات
من جانب آخر كانت الجمعية الوطنية في الإكوادور قد أدانت التهديدات التي أعلنتها الحكومة البريطانية بالقبض على أسانج داخل السفارة الإكوادورية في لندن. وقالت الجمعية في بيان لها الجمعة الماضية وافق عليه 73 من أعضائها البالغ عددهم ثمانين عضواً إن هذا الأمر يمثل "اعتداء على الاستقلال الوطني" للإكوادور، كما يمثل انتهاكاً للقانون الدولي. وهدد البريطانيون أولاً باقتحام السفارة استناداً لقانون يرجع إلى عام 1987 وإلقاء القبض على أيسانج، إلا أنهم تراجعوا عن ذلك الآن.
وحصلت الإكوادور على دعم من أصدقائها في التحالف البوليفاري للأميركيتين في حين يستعد مؤسس موقع ويكيليكس الأحد لظهوره العلني الأول منذ لجوئه إلى سفارة الإكوادور في لندن في 19 حزيران/ يونيو الماضي. وحذر وزراء خارجية دول الكتلة التي تضم الإكوادور وعدداً من الدول الحليفة لها وخصوصا كوبا وفنزويلا ونيكاراغوا من أن دخول الشرطة البريطانية إلى سفارة الإكوادور في لندن لاعتقال أسانج سيكون له "عواقب خطيرة على العالم أجمع"، وذلك عقب قمة طارئة مساء السبت في غواياكويل شمال غرب الإكوادور.
وقال وزراء خارجية دول الكتلة: "نوجه تحذيراً إلى حكومة بريطانيا من النتائج الخطيرة التي ستنجم في العالم في حال الاعتداء مباشرة على سلامة أراضي جمهورية الإكوادور في لندن". وأضافوا في بيان في ختام اجتماع، تلاه وزير الخارجية الفنزويلي نيكولاس مادورو: "نرفض التهديدات الترهيبية التي أطلقها المتحدثون باسم الحكومة البريطانية لأنها تنتهك مبدأ سيادة الأمم وسلامة أراضيها".
كما اعتبر وزراء خارجية التحالف البوليفاري لدول الأميركيتين أن "التهديدات التي أطلقتها حكومة بريطانيا والتي تثير احتمال الدخول عنوة إلى المقر الدبلوماسي للإكوادور في لندن لاعتقال جوليان أسانج تشكل خطوات تهويلية تنطوي على تعد على سلامة أراضي جمهورية الإكوادور"، وذلك على رغم نفي وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ وجود هذه النية لدى حكومته. وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ: "لا يوجد في هذه القضية أي تهديد بالهجوم على السفارة"، مشيراً في المقابل إلى أن حل مسألة أسانج قد يستغرق "وقتاً لا بأس به".
(ع.غ/ آ ف ب، د ب أ)
مراجعة: سمر كرم