تقارير: وفاة مئات الحجاج في مكة بسبب الحر الشديد
١٩ يونيو ٢٠٢٤أفادت تقارير إعلامية أن ما لا يقل عن 550 حاجا قضوا خلال أداء فريضة الحج في مكة المكرمة، ما يسلط الضوء على الطبيعة المرهقة لهذه المناسك التي تستغرق عدة أيام وتزامنت هذا العام من جديد مع فترة من الحر الشديد.
وقالت التقارير إن 323 من المتوفين على الأقل مصريون، وقضى معظمهم لأسباب مرتبطة بارتفاع درجة الحرارة، حسبما أفاد دبلوماسيان عربيان وكالة فرانس برس الثلاثاء. وقال أحد الدبلوماسيين اللذين ينسقان استجابة بلديهما، إن "جميعهم ماتوا بسبب الحرارة" باستثناء شخص أصيب بجروح قاتلة خلال تدافع بسيط بين حشد من الحجاج، مضيفاً أن الحصيلة مصدرها مشرحة المستشفى في حي المعيصم بمكة.
وأكد الدبلوماسيان لوكالة الأنباء الفرنسية أن 60 حاجاً أردنياً على الأقل لقوا حتفهم أيضاً، أي أكثر من العدد الرسمي الذي أعلنته عمّان في وقت سابق الثلاثاء والذي بلغ 41 وفاة. وبذلك ترتفع حصيلة الوفيات إلى 577، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس. وأضاف الدبلوماسيان أن العدد الإجمالي في مشرحة المعيصم، أكبر مشرحة في مكة، بلغ 550 جثة.
بدورها أعلنت وزارة الخارجية المصرية في وقت سابق الثلاثاء أن القاهرة تتعاون مع السلطات السعودية في عمليات البحث عن المصريين الذين فقدوا خلال موسم الحج. وبينما تحدثت الوزارة في بيان عن "وقوع أعداد من الوفيات"، فإنها لم تحدد ما إذا كان من بينهم مصريون. وأفادت السلطات السعودية بعلاج أكثر من 2000 حاج يعانون من الإجهاد الحراري، لكنها لم تقدم معلومات عن الوفيات.
من جانبها قالت الحكومة الأردنية إنه تم إصدار 41 تصريحاً لدفن حجاج متوفين في مكة، وكان قد أعلن الأحد عن 14 وفاة بسبب ضربات الشمس. وقالت وكالة الأنباء الرسمية (بترا) أيضاً إن عدداً غير محدد من الحجاج الأردنيين في عداد المفقودين وأن السلطات تحاول تحديد مكانهم وإعادتهم إلى بلدهم.
وقال أحد الدبلوماسيين اللذين تحدثا إلى وكالة فرانس برس إن عدد الوفيات في صفوف الحجاج المصريين ارتفع "بالتأكيد" لأن عدداً كبيراً منهم غير مسجلين. وأفاد مسؤول مصري يشرف على بعثة الحج المصرية بأن "الحجاج غير النظاميين تسببوا في فوضى كبيرة في مخيمات الحجاج المصريين ما تسبب في انهيار الخدمات". وتابع المسؤول المصري الذي رفض الكشف عن هويته: "الحجاج ظلوا لفترة طويلة دون أكل او مياه او مكيفات" مضيفا أنهم توفوا بسبب "الحر لأن ليس لهم مكان" يؤويهم.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، قال مسؤولون سعوديون إنهم قاموا بإجلاء مئات الآلاف من الأشخاص غير المسجلين من مكة قبل أداء الحج.
بدورها، قالت وزارة الخارجية التونسية الثلاثاء إن 35 حاجاً لقوا حتفهم وسط "ارتفاع حاد لدرجات الحرارة" في السعودية. ولم يذكر البيانان الأردني والتونسي على وجه التحديد عدد الوفيات التي يمكن أن تعزى إلى الحرارة مقارنة بعوامل أخرى.
يُذكر أنه في العام الماضي توفي أكثر من 240 حاجا من دول مختلفة، غالبيتهم إندونيسيون.
وكانت السلطات السعودية قد حذرت الحجاج من ارتفاع درجات الحرارة ونصحت وزارة الصحة السعودية الحجّاج بـ "تجنّب الإجهاد الحراري عبر حمل المظلة والإكثار من شرب الماء". غير أن العديد من الشعائر ومنها الوقوف على عرفة والتي كانت يوم السبت الماضي تجري في الهواء الطلق.
وشارك هذا العام نحو 1,8 مليون حاج، منهم 1,6 مليون من الخارج، بحسب السلطات السعودية.
ومن بين الدول الأخرى التي أبلغت عن وفيات خلال موسم الحج هذا العام تونس وإندونيسيا وإيران والسنغال.
ويتأثر الحج بشكل متزايد بتغير المناخ، وفق دراسة سعودية نشرت الشهر الماضي قالت إن درجات الحرارة في المنطقة التي يتم فيها أداء الشعائر ترتفع بنسبة 0.4 درجة مئوية كل عقد. وبلغت الحرارة 51,8 درجة مئوية في مكة المكرمة الإثنين، بحسب المركز الوطني السعودي للأرصاد.
وخلصت دراسة أجرتها جورنال أوف ترافل آند ميديسين في 2024 إلى أن ارتفاع درجات الحرارة العالمية قد يتخطى ما تتحسب له استراتيجيات التعامل مع الحرارة. وقالت دراسة أجرتها جيوفيزيكال ريسيرش ليترز في 2019 إنه مع ارتفاع درجات الحرارة في المملكة بسبب تغير المناخ، فإن الحجاج الذين يؤدون فريضة الحج سيواجهون "خطراً شديداً".
ع.غ/ ح.ز (رويترز، آ ف ب)