تكثيف الجهود الأوروبية والدولية لتخفيف حدة التوتر في الشرق الأوسط
٤ نوفمبر ٢٠٠٧من المقرر أن يجتمع غدا عديد من كبار الساسة في دول الاتحاد الأوروبي في العاصمة البرتغالية لشبونة مع وزير الإعلام الفلسطيني رياض المالكي، بالإضافة إلى وزراء خارجية دول المغرب العربي لبحث المساهمة الأوروبية في تخفيف الوضع الإنساني في قطاع غزة.
ويشارك في اجتماع الغد أيضا المنسق الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا، ووزير الخارجية البرتغالي لويس أمادو ومفوضة الخارجية بالاتحاد بنيتا فيرورفالدنر. ويسعى الاتحاد الأوروبي إلى تأكيد استعداده لتقديم المساعدة الإنسانية لنحو 1.5 مليون فلسطيني في أعقاب إعلان إسرائيل إجراء خفض على صادرات الوقود للقطاع.
تفعيل "الشراكة الاورومتوسطية"
ويعقب اللقاء مؤتمر لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي مع نظرائهم من الدول الواقعة جنوب الاتحاد الأوروبي وذلك في إطار "الشراكة الاورومتوسطية" والرامية لتوثيق التعاون مع الدول المطلة على البحر المتوسط مثل مصر وإسرائيل وسوريا والأراضي الفلسطينية.
من ناحية أخرى ذكرت مصادر في المفوضية الأوروبية أن التعاون بين الجانبين في المجالات "الصعبة" وفي مقدمتها "مكافحة الإرهاب" يشهد تقدما منذ قمة برشلونة قبل عامين على الرغم من أن الاتفاق على التعاون يرجع إلى عام 1995.
وفي الوقت نفسه أوضح دبلوماسيون أوروبيون أن استمرار النزاع في الشرق الأوسط سيؤدي إلى إعاقة التوصل لنجاحات أكبر حتى على مستوى المؤتمر "الاورومتوسطي" الذي تجلس فيه إسرائيل على طاولة واحدة مع دول الجوار للاتحاد الأوروبي.
تكثيف الجهود الأوروبية والدولية
وفي سياق متصل ذكرت الإذاعة الإسرائيلية اليوم أن توني بلير موفد اللجنة الرباعية الدولية للسلام في الشرق الأوسط التقى اليوم في رام الله رئيس الوزراء الفلسطيني المكلف سلام فياض. وأضافت إذاعة "صوت إسرائيل" باللغة العربية أن بلير سيلتقي في وقت لاحق اليوم بوزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس ووزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك.
وفي تطور جديد تلقت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس رسالة شديدة اللهجة من إسرائيل أكدت فيها أن أمنها يأتي قبل إقامة دولة فلسطينية في حين حاولت رأب الصدع قبل موعد مؤتمر السلام الدولي المزمع عقده في الولايات المتحدة قبل نهاية العام الحالي.
وتأتي هذه الرسالة قبل الجولة الثامنة لرايس في المنطقة، التي تهدف إلى إجراء محادثات جديدة مع المسئولين الإسرائيليين والفلسطينيين بالرغم من انها لا تتوقع التوصل الى اتفاق حول الوثيقة المشتركة التي ستستخدم أرضية لمؤتمر السلام الدولي.
وشددت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني، التي ترأس وفد المفاوضين الإسرائيليين، في رسالتها على أن ضمان امن إسرائيل يمر قبل إقامة دولة فلسطينية. وقالت ليفني: "هذا يعني ان الأمن بالنسبة لإسرائيل يأتي أولا ومن ثم إقامة دولة فلسطينية، لان لا احد يريد دولة إرهابية جديدة في المنطقة، فهذا ليس في مصلحة لا إسرائيل ولا الفلسطينيين البرغماتيين".
كما أضافت: "يجب الإدراك انه حتى لو توصلنا إلى أرضية توافق مع القادة البرغماتيين، فعليهم أن يفهموا أن تطبيق اي اتفاقات مستقبلية لن يتم الا بموجب مراحل خارطة الطريق". وميزت ليفني بشكل واضح بين القادة الفلسطينيين "البرغماتيين" مثل الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء سلام فياض وحماس التي وصفتها بـ"الإرهابية". كما ذكرت المسئولة الإسرائيلية ان "الوضع معقد أكثر من أي وقت مضى"، في اشارة الى سيطرة حماس على قطاع غزة منذ منتصف حزيران/يونيو الماضي.