تهديدات إسرائيلية لإيران وموفاز ينصح أحمدي نجاد بالعودة إلى التاريخ
٢٢ يناير ٢٠٠٦تحوّلت "الحرب الكلامية" التي غلبت في الأسابيع الماضية على لهجة المسؤولين الإيرانيين والإسرائيليين بخصوص الملف النووي الإيراني إلى تهديدات غير مباشرة باستخدام القوة وخاصة بعد التصريحات التي نُسبت اليوم إلى وزير الدفاع الإسرائيلي شاؤول موفاز. ففي تصريحات أدلى بها المسؤول الإسرائيلي لوسائل إعلام عبرية، أكد موفاز أن بلاده "لن تقبل بامتلاك إيران أسلحة نووية،" قائلا إنه على الرغم من رضاها على الجهود الدبلوماسية المبذولة بخصوص الملف النووي الإيراني، إلا أن إسرائيل "يجب عليها أن تكون جاهزة للدفاع عن نفسها." ولم يكتفِ الوزير الإسرائيلي بالإعراب عن رفض بلاده التام لمساعي طهران النووية، بل أنه وجه كلمات مباشرة إلى الرئيس الإيراني أحمدي نجاد اتهمه فيها بقيادة بلاده بما سماه بـ"أيدلوجية الكراهية والرعب والعداء للسامية." ووجه موفاز تصريحاته إلى الرئيس الإيراني، قائلا "..... ليت هؤلاء يرجعون إلى التاريخ ليروا ماذا حل بظالمين حاولوا إبادة الشعب اليهودي،" مُستنتجا أن هؤلاء (الظالمين) "أتوا فقط بالدمار لشعوبهم،" على حد قوله.
موفاز:رئيسكم سيجلب لكم المصائب
وفي تصريحات مماثلة وجهها الوزير إلى الشعب الإيراني، حذر موفاز الإيرانيين من أن رئيسهم "سيجلب لهم المصائب إذا ما واصل دعوته لإبادة إسرائيل." ووصف موفاز تصريحات الرئيس الإيراني الأخيرة بأنها "إجرامية ومتطرفة" ولن تأتِ إلا بالمصائب للشعب الإيراني. كما ناشد الوزير الإسرائيلي من أصل إيراني الشعب الإيراني بالقيام باللازم من أجل الحيلولة دون ذلك، قائلا إنه متأكد من وجود عدد كبير من الإيرانيين الذين لا يؤيدون أحمدي نجاد في تصريحاته" المعادية لإسرائيل.
تجدر الإشارة إلى أن أجهزة المخابرات الإسرائيلية تتوقع بعد قيام الحكومة الإيرانية مؤخرا باستئناف العمل في مفاعلاتها النووية أن تكون إيران قادرة حتى نهاية هذا العام على صناعة القنبلة النووية. في لوقت ذاته، تتوقع أجهزة مخابراتية أخرى أن إيران ستكون قادرة بعد أشهر قليلة على الإعلان عن امتلاكها للسلاح النووي، فقد كشفت الصحيفة الألمانية "باساور نويه بريسه" مؤخرا النقاب عن تقارير لشعبة المخابرات الألمانية الخارجية (بي إن دي) تفيد بوجود دلائل على احتمال تمكُن إيران خلال أشهر من صناعة القنبلة النووية. ونسبت الصحيفة الألمانية إلى مشاركين في اجتماع نظم بين ممثلين عن شبكة المخابرات ومسؤولين في وزارة الخارجية الألمانية، نسبت إليهم قولهم إن رئيس جهاز المخابرات إرنست أرلاو أكد في الاجتماع على وجود دلائل " تعتبر سببا كافيا لإثارة القلق" من خطط القيادة الإيرانية النووية.
نعم للاقتراح الروسي؟
وفي وقت واصل فيه الرئيس الإيراني مطالبته الدول الإسلامية باستخدام قوتها الاقتصادية ضد الغرب وفرض عقوبات اقتصادية على الدول الغربية، كشفت وسائل إعلامية ألمانية عن رسالة وجهتها الحكومة الإيرانية لوزارة الخارجية الألمانية أعربت فيها عن استعدادها لمواصلة المباحثات بخصوص ملفها النووي. وفي تصريحات جديدة، قال الرئيس الإيراني إن حربا اقتصادية مخفية تدور إلى جانب الحرب السياسية، مطالبا الدول الإسلامية باستخدام قدراتها الاقتصادية من أجل تكبيل أيدي الأعداء، على حد تعبيره. ونسب وكالة الأنباء الإيرانية (إيرنا) إلى الرئيس قوله إن الدول الإسلامية هي المذنبة إذا سمحت للغرب بممارسة ضغوطات اقتصادية عليها. يشار إلى أن إيران استبقت هذه التصريحات بتحذيرات من أزمة نفطية إذا تُرجمت تهديدات رفع ملفها النووي إلى مجلس الأمن إلى واقع. وفي برلين، لاحظ المراقبون تحركات خلف الكواليس بخصوص الملف النووي. فقد نسبت المجلة الألمانية الواسعة الإطلاع "دير شبيغل" إلى مسؤولين في وزارة الخارجية الألمانية قولهم إن وزير الخارجية الاتحادي فرانك ـ فالتر شتاينماير حصل على رسالة من الحكومة الإيرانية أعربت فيها طهران عن استعدادها للتفكير في المقترحات الروسية الداعية إلى تخصيب اليوارنيوم الإيراني في الأراضي الروسية وتحت إشراف الجهات الروسية المختصة. وفي الرسالة ذاتها، اشترطت القيادة الإيرانية مشاركة الصين في المشروع، على حد قول المسؤولين في وزارة الخارجية الألمانية. وكانت موسكو اقترحت تخصيب اليوارنيوم الإيراني في الأراضي الروسية.
ناصر جبارة