توقيفات في إيران على خلفية عمليات تسميم فتيات في المدارس
٧ مارس ٢٠٢٣أعلنت ايران الثلاثاء (السابع من مارس/آذار 2023) أولى عمليات التوقيف في إطار التحقيق بسلسلة حالات التسميم التي طالت مئات التلميذات وأثارت غضباً عارماً في البلاد.
تأتي هذه التوقيفات فيما يطالب أولياء أمور التلميذات السلطات بالتحرك، بعد مرور أكثر من ثلاثة أشهر على تسجيل أولى حالات التسمم.
"لديهم سجل قضائي سييء"
وقال ماجد مير أحمدي نائب وزير الداخلية للتلفزيون الرسمي: "أوقف العديد من الأشخاص في خمس محافظات بناءً على التحقيقات التي تجريها أجهزة الاستخبارات". ولم يذكر تفاصيل عن هويتهم ولا عن ظروف توقيفهم أو مدى تورطهم في هذه القضية.
وفي وقت لاحق، أفاد بيان لوزارته بأن أجهزة الأمن والمخابرات تمكّنت من "تحديد متورطين في هذه الحوادث في 6 محافظات، وهي خوزستان وأذربيجان الغربية وفارس وكرمانشاه وخراسان والبرز، واعتقال عدد من الأشخاص".
وأوضح البيان، بحسب وكالة الأنباء الإيرانية (ارنا)، أن "ثلاثة منهم لديهم سجل قضائي سيئ، بما في ذلك التورط في أعمال الشغب الأخيرة"، وهو مصطلح تطلقه السلطات لوصف الاحتجاجات التي اندلعت بعد وفاة الشابة الكردية مهسا أميني بعد أيام على اعتقالها.
وأضاف البيان أن أحدهم "قام بنقل المواد المهيجة إلى المدرسة بواسطة ابنته، حيث تم نشرها بين الطلاب" ثم قام بتصويرهم عبر الفيديو وإرسال المقاطع إلى "وسائل الاعلام المعادية من أجل استغلالها في سيناريو التهويل واثارة القلق في البلاد ولدى الوسط التعليمي، بما يؤدي إلى إغلاق المدارس"، على ما نقلت الوكالة عن الوزارة.
عقوبات قاسية متوقعة
من جانبه، طالب المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي الإثنين بإنزال "عقوبات شديدة" بحق الأشخاص الذين سيثبت تورطهم بسلسلة حوادث التسميم بالغاز. وقال خامنئي في أول تعليق له على القضية "يجب معاقبة مرتكبي هذه الجريمة بشدة"، و"لن يكون هناك عفو عن هؤلاء الناس".
على جانب آخر، أفاد محمد حسن أصفري عضو لجنة التحقيق البرلمانية المكلّفة التحقيق في حالات التسميم إنه في المجموع "تضررت أكثر من خمسة آلاف تلميذة" في "حوالى 230 مدرسة" في 25 محافظة من أصل 31 محافظة في البلاد منذ نهاية تشرين الثاني/نوفمبر. وأوضح أصفري أن "الاختبارات التي أجريت لتحديد" هذه المواد لم تسمح بتحديدها بدقة.
إلقاء اللوم على الحركة الاحتجاجية
ويوماً بعد آخر، تتكرّر الظاهرة: تلميذات في مدارس الفتيات يتنشّقن روائح "كريهة" أو "غير معروفة" ثمّ تظهر عليهن عوارض مثل الغثيان وضيق التنفّس والدوار. وقالت تلميذة للتلفزيون "انتشرت رائحة كريهة للغاية فجأة وشعرت بإعياء وسقطت على الأرض".
ورغم نقل بعضهن إلى المستشفى لفترة وجيزة، إلّا أنّ أيّ منهن لم تتأثّر بشكل خطير إلى الآن. واشارت وزارة الداخلية إلى أنه "لم يتم الكشف عن أي مادة خطرة لدى من تم فحصهم في المراكز الطبية".
بدوره، اتهم نائب وزير الداخلية ماجد مرحمدي، "مسببي حالات تسمم الفتيات" بالرغبة في "إغلاق المدارس" و"إلقاء اللوم على النظام" من أجل "إحياء أعمال الشغب الخامدة". ويشير مرحمدي بذلك إلى حركة الاحتجاج التي اندلعت في إيران منذ وفاة الشابة مهسا أميني في 16 أيلول/سبتمبر، بعد أيام على اعتقالها من قبل شرطة الأخلاق "لانتهاكها قواعد اللباس" الصارمة في البلاد.
من جهته، طالب الرئيس إبراهيم رئيسي الجمعة وزارتي الداخلية والاستخبارات بـ"إفشال مؤامرة العدو الهادفة الى بث الخوف واليأس بين السكان".
قلق يمتد لخارج إيران
كما أثارت هذه القضية القلق خارج إيران. ودعت الولايات المتحدة الاثنين إلى إجراء "تحقيق مستقلّ ذو مصداقية". وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان-بيار "إذا كانت عمليات التسميم هذه على صلة بالمشاركة في الاحتجاجات عندها يكون التحقيق فيها من ضمن صلاحيات بعثة الأمم المتحدة الدولية المستقلة لتقصّي الحقائق في إيران".
وفي الأسبوع الماضي، دعا مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان إلى "تحقيق شفاف" تنشر استنتاجاته. وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك الجمعة إن "المعلومات التي تفيد عن تسميم تلميذات في إيران صادمة".
ع.ح./ع.ش. (أ ف ب)