تونس: إطلاق سراح الصحفي نصر الدين بن سعيدة وتأجيل محاكمته
٢٣ فبراير ٢٠١٢أطلقت السلطات التونسية الخميس (23 شباط/ فبراير 2012) سراح الصحفي نصر الدين بن سعيدة مؤسس ومدير جريدة "التونسية" اليومية الذي اُعتُقل يوم 15 شباط/ فبراير الجاري على خلفية نشر صحيفته صورة يظهر فيها لاعب كرة القدم الألماني من أصل تونسي سامي خضيرة محتضناً صديقته العارية. وأجلت النظر في قضيته إلى 8 آذار/ مارس المقبل.
وقال مصدر قضائي لوكالة الأنباء الألمانية: "قررت محكمة تونس الابتدائية الإفراج بشكل مؤقت عن نصر الدين بن سعيدة وإرجاء النظر في القضية (التي اُعتُقل من أجلها) إلى يوم 8 آذار/ مارس المقبل". ونشرت جريدة "التونسية" في عددها الصادر يوم 15 شباط/ فبراير الجاري صورة لسامي خضيرة، لاعب خط وسط فريق ريال مدريد الإسباني، محتضناً صديقته عارضة الأزياء الألمانية "لينا غارْك" وهي عارية تماماً. والصورة في الأصل كانت غلاف العدد الأخير من مجلة "جي كو" الألمانية ويظهر فيها خضيرة مرتدياً بدلة زواج سوداء اللون وهو يحتضن صديقته ويغطي بيديه نهديها.
وأعربت ألمانيا أمس الأربعاء عن "انشغالها العميق" بعد إيقاف مدير الصحيفة التونسية، وذلك في بيان أصدرته سفارتها في تونس. ونشرت "التونسية" في عددها الصادر يوم 15 شباط/ فبراير الجاري صورة خضيرة وعارضة الأزياء الألمانية العارية على حوالي ربع صفحتها الأولى وكتبت أعلاها عنوان: "صورة اللاعب التونسي سامي خضيرة تهزّ إسبانيا".
واعتقلت السلطات التونسية في الخامس عشر من شباط/ فبراير الجاري نصر الدين بن سعيدة والحبيب القيزاني، رئيس التحرير الأول للجريدة ومحمد الهادي الحيدري المشرف على قسم الأخبار العالمية، بتهمة "المساس بالأخلاق الحميدة (الآداب العامة)". وقضت النيابة العامة في يوم 16 شباط/ فبراير بإطلاق سراح الصحفيين الاثنين على ذمة التحقيقات وبإصدار بطاقة إيداع بالسجن ضد نصر الدين بن سعيدة.
وقالت صحفية تعمل في جريدة "التونسية" لـ(د.ب.أ) إن "مجهولين" هددوا بحرق مقر الصحيفة بمن فيه" إثر نشرها الصورة الفاضحة وأن "أصحاب أكشاك لبيع الصحف أبلغوا عاملين في الجريدة بأن سلفيين اشتروا أعداداً كبيرة من الجريدة ثم أحرقوها" وأن الشرطة نشرت تعزيزات أمنية حول مقرّ الجريدة.
يشار إلى أن "التونسية" واحدة من بين ثلاث صحف يومية جديدة صدرت بعد"الثورة" التونسية نُشر العدد الأول من هذه الصحيفة قبل شهرين. يذكر أن هذه أول مرة يتم فيها إيقاف صحفيين تونسيين منذ الإطاحة بنظام الرئيس التونسي المخلوع وفوز حركة النهضة الإسلامية الحاكمة في انتخابات المجلس الوطني التأسيسي التي جرت يوم 23 تشرين أول/أكتوبر الماضي.
(ع.غ/ د ب أ)
مراجعة: طارق أنكاي