تونس.. انتشال جثث والبحث عن مفقودين إثرغرق مركب مهاجرين
١٢ أبريل ٢٠٢٣أعلن خفر السواحل التونسي اليوم الأربعاء (12 أبريل/نيسان 2023) انتشال جثث عشرة مهاجرين من دول إفريقيا جنوب الصحراء إثر غرق مركبهم قبالة سواحل محافظة صفاقس، وسط شرق البلاد. وقال المتحدث الرسمي باسم خفر السواحل حسام الدين الجبابلي لوكالة فرانس برس "تم انقاذ 72 مهاجرا وانتشال عشر جثث بعدما غرق المركب أمس الثلاثاء".
كما بيّن المتحدث الرسمي باسم محكمة صفاقس فوزي المصمودي أن "ما بين عشرين وثلاثين مهاجرا مفقودين". وأوضح المصمودي لفرانس برس أن المهاجرين انطلقوا من سواحل محافظة صفاقس على متن قارب خشبي من الحجم الكبير وكانوا في اتجاه السواحل الأوروبية. وقال المصمودي إن إحدى الجثث المنتشلة هي لرضيع.
وارتفعت وتيرة محاولات عبور البحر الأبيض المتوسط من قبل مهاجرين متجهين نحو السواحل الايطالية بشكل لافت في الفترة الأخيرة مع تحسن أحوال الطقس. ولقي أربعة مهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء مصرعهم وفقد ثلاثة وعشرون في حادثي غرق الجمعة والسبت قبالة سواحل تونس، فيما تم إنقاذ 53 آخرين، وفق ما أفاد المصمودي في وقت سابق.
بذلك ترتفع حصيلة حوادث الغرق منذ بداية آذار/مارس، وفق تعداد لفرانس برس، إلى ثمانية أسفرت عن مصرع أو فقدان أكثر من مئة شخص قبالة السواحل التونسية. ووقعت آخر مأساة في 26 آذار/ مارس عندما تم انتشال جثث 29 مهاجرا من إفريقيا جنوب الصحراء إثر غرق ثلاثة قوارب قبالة سواحل تونس، في حين تم إنقاذ 11 شخصا.
أكبر حصيلة لضحايا الهجرة عبر المتوسط منذ 2017
وفي سياق متصل أعلن المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للهجرة أنطونيو فيتورينو اليوم الأربعاء أن الربع الأول من العام الحالي شهد أكبر حصيلة لضحايا الهجرة عبر المتوسط منذ عام 2017، موضحا أن 441 مهاجرا لقوا حتفهم في رحلات العبور هذه.
وقال فيتورينو إن الفترة بين كانون الثاني/ يناير وآذار/ مارس 2023 شهدت تسجيل أكبر عدد من الضحايا في عمليات عبور المهاجرين البحر المتوسط منذ 2017. وأضاف أن "الأزمة الإنسانية المستمرة في وسط البحر المتوسط لا تحتمل". وأشار إلى أن "أكثر من عشرين ألف حالة وفاة على هذا الطريق منذ 2014"، مؤكدا "أخشى أن يصبح موت هؤلاء أمرا عاديا".
من جهته، أعلن الحرس الوطني التونسي الجمعة أنه أنقذ أو اعترض "14 ألفا و406 أشخاص بينهم 13 ألفا و138 ينحدرون من إفريقيا جنوب الصحراء، والباقون تونسيون"، وذلك خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري. ويناهز هذا العدد خمسة أضعاف ما تم إحصاؤه خلال الفترة نفسها من العام 2022.
والغالبية الكبرى من عمليات الاعتراض والإنقاذ التي قام بها خفر السواحل التونسي هذا العام جرت في محيط صفاقس، ثاني أكبر مدن تونس. وتسجّل تونس التي تبعد بعض سواحلها أقل من 150 كلم من جزيرة لامبيدوزا الإيطالية، محاولات متكررة للهجرة. ومعظم المهاجرين يتحدرون من دول إفريقيا جنوب الصحراء.
ووفق وزارة الداخلية الإيطالية، وصل أكثر من 14 ألف مهاجر إلى إيطاليا منذ بداية العام، مقارنة بأكثر من 5300 خلال الفترة نفسها من العام الماضي، و4300 في عام 2021.
وازدادت محاولات الهجرة بعد خطاب شديد اللهجة ألقاه الرئيس التونسي قيس سعيّد في 21 شباط/ فبراير، ندد فيه بوصول "جحافل من المهاجرين غير النظاميين" إلى البلاد من دول إفريقيا جنوب الصحراء، ومعتبرا أنهم مصدر "عنف وجرائم".
هـ.د/ع.ج (أ ف ب)