تونس: تجاذبات "الربيع العربي" تهيمن على زيارة فرانسوا اولاند
٤ يوليو ٢٠١٣يزور الرئيس الفرنسي فرنسوا اولاند تونس ابتداء من اليوم (الخميس الرابع من يوليو/ تموز 2013) والبلاد تمر من مرحلة انتقالية سياسية واجتماعية مضطربة، لكنها على حد قول باريس البلد "الذي يتمتع فيه الربيع العربي بأكبر فرص النجاح". وتجري زيارة الدولة هذه وهي الأخيرة من سلسلة زيارات قام بها الرئيس الفرنسي إلى بلدان المغرب العربي بعد الجزائر في كانون الأول/ ديسمبر 2012 والمغرب في نيسان/ أبريل، في سياق توترات إقليمية حادة تشهدها مصر وليبيا.
وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس "لو أن هناك بلداً تتوفر فيه فرص نجاح ما سمي بالربيع العربي فانه على الأرجح تونس". وأضاف "انه بلد ليس كبيرا ولديه مستوى تنمية مهم وتقاليد احترام المرأة فيه مهمة، وهو بلد لديه موارد اقتصادية، لكن يجب مساعدته". وتابع "إذا ارتكبت فيه بعض التجاوزات فيجب أن نعبر عن وجهة نظرنا بدون تدخل" في إشارة إلى الانتقادات الموجهة إلى القادة الإسلاميين بشأن القيود حول الحريات.
وقال الناطق باسم قصر الايليزيه رومان ندال إن الرئيس الفرنسي "يستعد بطبيعة الحال للتطرق في تونس للربيع العربي في سوريا وليبيا ومصر". ومن المتوقع أن يجري اولاند العديد من المقابلات مع مختلف القوى السياسية في البلاد، وبذلك سيكون أول رئيس فرنسي يقوم بزيارة إلى تونس منذ الإطاحة بنظام بن علي في كانون الثاني/ يناير 2011.
وفي اليوم الثاني من زيارته، سيلقي اولاند كلمة الجمعة أمام المجلس الوطني التأسيسي يوجه فيها "رسالة تشجيع" إلى النواب التونسيين الذين يجهدون منذ أكثر من سنة ونصف السنة لإرساء أسس مؤسسات سياسية دائمة ومستقرة. ويرافق الرئيس خلال الزيارة شركيته فاليري تريارفيلر وعشرة وزراء لن يكون ضمنهم وزير الداخلية مانويل فالس الذي أثار غضب حركة النهضة الحزب الحاكم لأنه حذر من تصاعد "الفاشية الإسلامية" غداة اغتيال المعارض التونسي شكري بلعيد في السادس من شباط/ فبراير في تونس. وسيضم الوفد الفرنسي أيضا نحو أربعين من رؤساء الشركات، ويفترض أن يتم التوقيع على عشرين اتفاقية خصوصا اتفاقيات تعاون في مجال نقل السكك الحديد في منطقة تونس والتدريب المهني لمسؤولي الإدارة التونسية.
ويتوقع أن يشدد الرئيس الفرنسي علناً على الأهمية التي توليها فرنسا "لاحترام الحريات الفردية في العالم" كما أكد المقربون منه، لكن "دون التدخل بأي شكل من الأشكال في شؤون القضاء التونسي". وانتقدت منظمات حقوقية عدة إدانات منها الحكم بالسجن سنتين الصادر عن المحكمة الابتدائية بحق مغني الراب الملقب باسم "ولد الكانز" بسبب أغنية انتقد فيها الشرطة، ولكن خفضت محكمة الاستئناف الحكم إلى ستة أشهر الثلاثاء الماضي. وحاولت ثلاث ناشطات من حركة فيمن النسائية الأربعاء التظاهر عاريات الصدر أمام الايليزيه تضامناً مع زميلتهن التونسية أمينة السبوعي المودعة قيد الاعتقال عشية زيارة الرئيس الفرنسي إلى تونس.
ح.ز/ ع.غ (أ.ف.ب)