تونس تحتفل رسمياً وشعبياً بالذكرى الأولى لـ"ثورة الياسمين"
١٤ يناير ٢٠١٢رفع آلاف المحتفلين التونسيين أعلام تونس السبت (14 يناير/كانون الثاني 2012) في العاصمة تونس احتفاء بالذكرى الأولى لـ"ثورة الياسمين" التي أطاحت بنظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي، ورددوا شعارات: "تونس تونس حرة حرة ... وداعاً للديكتاتورية مرحباً بالحرية"، وامتلأ بالحشود شارع الحبيب بورقيبة الذي شهد في 14 يناير/كانون الثاني 2011 أوَجّ الاحتجاجات التي انتهت بفرار بن علي.
وقال سمير عمران وهو رجل كان يصطحب ابنتيه وزجته لوكالة رويترز: "نحن هنا لنحتفل بهذا اليوم التاريخي بكل فخر..أنا سعيد لأن أبنائي سيكبرون في وطن حر أصبح نموذجا في العالم". وكانت بنتاه ترتديان علم تونس، بينما كانت زوجته تحمل قطعة كعك عليها شمعة واحدة في إشارة إلى الذكرى الأولى للثورة. وانتشرت الفرق الموسيقية في العاصمة احتفالاً بهذا الحدث.
وفي المقابل، وفي شارع الحبيب بورقيبة أيضاً تجمع أيضا مئات الأشخاص مطالبين بإكمال أهداف الثورة وعدم الالتفاف عليها، وقال شاب اسمه وليد بن سالم "صحيح أن بن علي لم يعد موجودا ولكن أهداف الثورة لم تكتمل، ويجب أن نبقى يقظين وإعادة الاعتبار لشهداء الثورة، ويجب أن يلتفت الساسة إلى عاطلي تونس الذين أشعلوا الثورة وأعادوا الأمل لتونس".
المرزوقي يؤكد على الديمقراطية
وشارك العديد من القادة والمسؤولين العرب التونسيين احتفالهم بالذكرى الأولى للثورة. وقال الرئيس التونسي المنصف المرزوقي، إن تونس ماضية على "درب الحرية" والمسار الديمقراطي "بلا رجعة" وإقامة "نظام جديد يحترم القانون"، وذلك في كلمة ألقاها في الاحتفال الرسمي بالذكرى الأولى لـ "ثورة الحرية والكرامة" أو "ثورة الياسمين". وتابع: "سنعمل على ألا تذهب تضحيات الشهداء والجرحى سُدى وعلى رد الاعتبار لسلك الأمن والجيش".
وبين المشاركين في الاحتفال رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل، والرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، والرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني. كما حضر الاحتفال كريم غلاب رئيس مجلس النواب المغربي، ووزير خارجية الكويت الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح، ووزير العمل الإماراتي صقر غباش، ووزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي.
من جهته، أكد رئيس المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا مصطفى عبد الجليل أن "نجاح الثورة في تونس كان عاملا أساسيا في نجاح الثورة الليبية". وحيّا أمير قطر في كلمته "الأنموذج التونسي الذي أثار العالم"، مضيفاً أن "شعوب الأمة العربية المضطهدة ترنو إلى غد أفضل"، وقال: "أنا متأكد من أن شعوب الأمة العربية ستقتدي بالثورة التونسية التي تعد بالحرية والكرامة".
إطلاق سجناء وتخفيف عقوبة الإعدام اِحتفاءً بالمناسبة
وبمناسبة الذكرى الأولى للثورة قرر رئيس الجمهورية منصف المرزوقي إطلاق سراح تسعة آلاف سجين وتخفيف عقوبة الإعدام لحوالي 120 سجينا واستبدالها بالسجن المؤبد. وبينما يشير مراقبون إلى أن تونس حققت تقدما ملحوظا في اتجاه منح الحريات وحقوق الإنسان فإنها لا تزال تعاني من أوضاع اقتصادية واجتماعية صعبة بزيادة أعداد العاطلين عن العمل: إلى نحو 850 ألفا ارتفاعا من 600 ألف قبل عام.
وتجلت مظاهر استمرار الفقر في تونس في الأشهر الماضية في عدم توقف الاعتصامات والمطالب الاجتماعية في أغلب مناطق البلاد. وبعد أسابيع من أول انتخابات تاريخية حرة، شارك فيها ملايين التونسيين كوّنت تونس، مجلسا تأسيسيا يضم علمانيين وإسلاميين لكتابة دستور جديد للبلاد.
تونس: نموذج التعايُش بين الإسلاميين والعلمانيين
وانتشرت السبت الاحتفالات بالعاصمة تونس التي أصبحت أول بلد عربي يطيح برئيسه قبل أن تنتقل الشرارة إلى مصر وليبيا واليمن وسوريا. يُذكر أنه في مثل هذا اليوم من عام 2011 فرّ بن علي من تونس وذلك بعد ثورة شعبية غير مسبوقة أنهت حكمه الذي استمر بلا منازع في البلاد لمدة 23 عاما اتسمت بالاستبداد والقمع والفساد. إذ أطاحت اِحتجاجات اجتماعية، بدأت بحرق الشاب محمد البوعزيزي نفسه في بلدة سيدي بوزيد احتجاجا على مصادرة عربة للخضار يمتلكها، بالرئيس السابق الذي فر مع عائلته في 14 يناير كانون الثاني الماضي ولجأ إلى السعودية حيث يقيم الآن.
وتفخر تونس بعد رحيل بن علي بأنها أصبحت دولة ديمقراطية وحرة ونموذج في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للتعايش بين الإسلاميين والعلمانيين داخل الحكومة والمجلس التأسيسي رغم بعض الانتقادات التي تواجهها حركة النهضة الفائزة بالانتخابات في البلاد.
(ع.م/ أ ف ب ، رويترز ، د ب أ)
مراجعة: عبده جميل المخلافي