تونس وكولونيا: اتفاقية شراكة عريقة

تم توقيع اتفاقية الشراكة والتعاون بين العاصمة التونسية ومدينة كولونيا عام 1964 من طرف المسؤولين والناشطين الجمعويين من كلا الجانبين، غير أن تلك الاتفاقية "شهدت مراحل من الجمود بسبب الصعوبات التي واجهتها في ظل نظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي"، كما جاء على لسان فريدار فولف، المسؤول عن التعاون الخارجي في بلدية كولونيا، وذلك في لقاء مع DWعربية.

ثورة تونس تضخ دماء جدية في التعاون

لكن رغم حالة الجمود التي طغت على التعاون من الجانب التونسي، فقد كانت هناك دائما محاولات لضخ دماء جديدة فيها كما حدث عام 2008 بمبادرة من عُمدة مدينة كولونيا. ويوضح فريدار فولف أن نجاح الثورة التونسية شكل مناسبة لتقديم يد المساعدة للعاصمة التونسية، أكان ذلك على المستوى الإداري أو الاقتصادي والاجتماعي والبيئي. ويقول فريدار فولف "في شهر أبريل/ نيسان 2010 أعلنا عن تضامننا مع ثورة الياسمين وعبرنا لشركائنا هناك عن رغبتنا في المساهمة في البناء الديمقراطي. وقد نظمنا زيارات لعين المكان للتباحث في تلك الأمور".

سعاد سايسي: "الاتفاقية تقليد عريق"

بدورها عبرت سعاد سايسي، المسؤولة التونسية عن اتفاقية التعاون، في حوار مع DWعن أهمية هذه الاتفاقية بين المدينتين وتقول " الاتفاقية لها تاريخ عريق. وكانت البداية هي مساهمة كولونيا في تشييد حديقة الحيوانات بتونس، وتلت ذلك عمليات تبادل في المجال التربوي والتعليمي من خلال تنظيم رحلات للتلاميذ التونسيين إلى كولونيا واستقبال التلاميذ الألمان في تونس". وتضيف سعاد سايسي أن "توقعات تونس من الاتفاقية تصب أساسا في مجالات دعم الاقتصاد التونسي والتعريف بمؤهلات تونس الثقافية والجغرافية وكذلك دعم مشاريع الشباب".

مجال البيئة له الأولوية

من بين المشاكل العويصة التي تعاني منها غالبية البلدان العربية إشكالية معالجة النفايات والأزبال. وقد ازداد الأمر تعقيدا في العاصمة التونسية بعد الثورة الشعبية، لأن شوارع كاملة مملوءة بالنفايات. ويعتبر مجال التخلص من النفايات وإعادة تصنيعها من المجالات التي تسعى كولونيا لدعمها في تونس. في هذا الصدد يقول فريدار فولف " إن الأولوية الآن في إطار اتفاقية التعاون هي مساعدة تونس على التخلص من النفايات وإعادة تصنيعها واستخدامها من جديد. ونعمل على توعية شركائنا بأهمية النفايات كمواد أولية يمكن الاستفادة منها". وفي هذا الصدد قام خبراء في المجال بزيارة ميدانية إلى العاصمة تونس برفقة عمال نظافة ألمان قدموا يد المساعدة في تنظيف شوارع العاصمة وأزقتها التي يبلغ عددها 7400 زنقة يصل مجموع طولها إلى 1300 كيلومتر. كما قامت كولونيا، حسبما عبر لنا فولف بإرسال شاحنات لجمع النفايات إلى تونس وأيضا تجهيزات إنارة الشوارع التي يصل عددها في العاصمة إلى 4500 نقطة إنارة.

ردود فعل إيجابية من تونسيي الداخل والخارج

وأكد كل من سعاد سايسي وفريدار فولف ردود الفعل الإيجابية من طرف سكان العاصمة التونسية والجالية التونسية بكولونيا بعد تلك المبادرات العملية التي بدأت تؤتي ثمارها على أرض الواقع. ومن بين المشاريع المقبلة التي ستدعمها كولونيا تكوين الشباب في مجال الحرف اليدوية ومنحهم فرصة صقل المواهب والاستفادة من التجربة الألمانية.