061210 Nobelpreis Israel
٦ ديسمبر ٢٠١٠منحت اليوم الاثنين (2010/12/6) في ستوكهولم جائزة نوبل البديلة لفائزين بها من نيجيريا والبرازيل بسبب دفاعهم عن البيئة وحمايتها، وكذلك لمنظمتين إنسانيتين في نيبال وإسرائيل تمارسان أعمالا إنسانية بلا كلل. وتبلغ قيمة الجائزة التي تمنح منذ عام 1980، 200 ألف يورو وتخصص لمساعدة كل من يقدم أجوبة عملية على التحديات الضاغطة.
مارتون: صدمني ما شاهدته عام 1988
وكانت الطبيبة والمعالجة النفسية الإسرائيلية، روخاما مارتون، تلقّت قبل ثلاثة أشهر تقريبا اتصالا يبلغها باختيارها ومنظمتها الإنسانية التي تساعد سكان غزة والمرضى والجرحى منهم بشكل خاص، للحصول على جائزة نوبل البديلة. وقد كانت فرحة مارتون كبيرة وعبّرت عنها بالقول: "لقد انحبس الكلام في فمي لأنني أقدّر في الواقع هذا النوع من التكريم وأنا أعرفه". وتابعت أنها كانت ترغب باستمرار في تكوين صورة خاصة بها عن الأوضاع في بلدها وفي المنطقة مضيفة أنها في مطلع عام 1988، وبعد اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الأولى ضد الاحتلال الإسرائيلي، لم تشأ أن تصدق عينيها عندما شاهدت الصور في الصحف وقرأت التقارير في وسائل الإعلام الإسرائيلية حول العنف الذي استخدم لسحق الانتفاضة.
وقالت إنها اتصلت على الفور بطبيب فلسطيني صديق لها في مدينة غزة، و هو الدكتور حيدر عبد الشافي، وسألت أحد عشر زميلا إسرائيليا عما إذا كانوا على استعداد للذهاب معها إلى مستشفى شيفا في القطاع للإطلاع على أحوال الذين شاركوا في الانتفاضة. وأضافت: "ما رأيناه هناك كان أمرا صادما جدا بالفعل، خصوصا ما يتعلق بالجرحى حيث كانت غالبيتهم الساحقة أطفال مكسّري الأيدي والأرجل، البعض منهم كان لا يزال مغميا عليه بفعل ضربات العصي الغليظة التي تلقاها على الرأس".
تأسيس منظمة "أطباء في إسرائيل لدعم حقوق الإنسان"
وفي مساء اليوم نفسه من يناير/ كانون الثاني 1988 عرفت روخاما مارتون وزملاؤها بأن من غير الممكن السكوت والعودة إلى إسرائيل دون أن يقوموا بعمل ما، لذا قرّروا إنشاء منظمة تهتم بالرعاية الطبية للناس في الأراضي الفلسطينية المحتلة أطلقوا عليها اسم "أطباء في إسرائيل لدعم حقوق الإنسان". وفي الوقت ذاته قرّروا أن تكون مهمتهم إلغاء التمييز بين العرب واليهود في الحصول على المعالجة الطبية.
وفي العام الجاري سعت المنظمة لمساعدة الشابة ياسمين البالغة الحادية والعشرين من العمر على الانتقال من غزة إلى مستشفى خاص في القدس الشرقية لمعالجة فقدانها التدريجي للنظر.
ياسمين تشكر المنظمة وتروي كيف فقدت بصرها
والشابة التي تعيش في منزل فقير جدا روت وهي تسند ظهرها إلى حائط باطوني كالح ما حصل معها وكيف فقدت بصرها رغم الأمل الذي وضعته مع عائلتها في الحصول على معالجة طبية نوعية وجيدة قبل فوات الأوان بمساعدة من المنظمة الإسرائيلية.
وقالت إنها حصلت بين آذار/مارس وتشرين الثاني/أكتوبر من "مستشفى القديس جون" في القدس الشرقية ثلاث مرات على علم وخبر بإمكان مجيئها لإجراء العملية المرجوّة. وسافرت ياسمين ثلاث مرات مع عمها مسافة 40 كلم من رفح إلى معبر إيريز الحدودي مع إسرائيل، لكن الجنود الإسرائيليين هناك رفضوا في كل مرة السماح لهما بالمرور. وفي أواسط تشرين الأول/أكتوبر سمح لها أخيرا بالوصول إلى المستشفى حيث أجريت لها العملية، لكن حالتها ساءت بشدة بعد أيام قليلة من عودتها إلى عائلتها، وارتفع الضغط على عينيها كثيرا، ما استدعى نقلها إلى المستشفى مرّة أخرى مطلع الشهر الماضي، لكن الأطباء أبلغوها على الأثر فقدان أي أمل لها بعودة بصرها.
وأضافت ياسمين أن منظمة "أطباء في إسرائيل لدعم حقوق الإنسان" قامت بكل ما هي قادرة عليه لمساعدتها، وهي تشكر القائمين عليها جدا على جهودهم ومساعدتهم الإنسانية، ولو لم يغير ذلك حقيقة فقدانها للبصر نهائيا. وتابعت أنها كانت من قبل قادرة على الانتقال من رفح إلى مدينة غزة لوحدها، وكانت مستقلة في تحركها بعض الشيء، أما الآن فهي غير قادرة على رؤية شيء، ولم تعد تخرج من البيت.
كليمنس فيرينكوتّه/اسكندر الديك
مراجعة: طارق أنكاي