جامعات ألمانية تشجع الطلاب ليصبحوا مؤسسي شركات
٧ يناير ٢٠١٤قبل الأسترالي شعيب برك البالغ من العمر 33 عاماُ بفرصة عمل دخلها جيد بعد تخرجه مباشرة من جامعة ميلبورن. ورغم استمتاعه بعمله الحالي، إلا أنه متيقن بتغييره له قبل دخوله سن التقاعد. ويسترسل:" كنت على دراية بالتطور المهني لهذه الوظيفة ولدي تطلع لتأسيس شركتي الخاصة". لحسن حظه، يشاركه ولعه بالشركات ومجال عمله المرتبط بالخرائط قريبه، كاشف رسول، الذي وصل إلى برلين لإتمام دراسته في الرياضيات سنة 2003. ورغم علمه بكون برلين مدينة غير مناسبة لتأسيس شركة لهما، لحق المهندس الجغرافي برك قريبه إلى برلين عام 2010.
ووفقاً لمايكل ليكه من غرفة الصناعة والتجارة الألمانية DIHK، فإن القليلين فقط يشاركون برك و رسول روح المخاطرة لتأسيس الشركات. يوضح برك:" سبعة بالمائة فقط من الطلاب يتجهون إلى تأسيس شركاتهم بعد إنهاء دراستهم. أي أن ألمانيا تحتل تقريباً المرتبة الأدنى عالمياُ على هذا الصعيد". بناءاً على الاحصاءات، فإن الدول الأولى في هذا السياق هي الدول الإنغلوسكسونية. من هذا المنطلق تحاول ألمانيا اليوم عبر جامعاتها و مراكزها، تشجيع تأسيس شركات دعم الطلاب ومساعدتهم في الإجابة على استفساراتهم الملحة.
إقبال أكبر من قبل الرجال
سهل الدعم من جامعة برلين الحرة (فرين أونيفيرستيت برلين) الطريق أمام رسول و برك لتأسيس شركتهم المختصة ببناء وتحديث البيانات الرقمية الجغرافية المطورة، لمساعدة المقعدين في إيجاد طريقهم أو مساعدة وكالات الإغاثة في توصيل المساعدات إلى طالبيها عبر أفضل الطرق. ويعبر رسول عن امتنانه:" وجهتنا خدمات وتسهيلات تقدمها الجامعة بما يتعلق في شؤون التمويل وتشكيل الشركة، فجهزت لنا مكتباُ وساعدتنا في إشهارنا". يذكر أن منحة التأسيس EXIST الصادرة عن وزارة الاقتصاد الألمانية ساعدت الشركة الشابة في أولى مراحلها.
وعلى صعيد التخصصات، تأتي غالبية طلبات التأسيس من قسمي الرياضيات والمعلومات الرقمية في جامعة برلين. يعلل ذلك شتيفان تيربيرل من خدمة التأسيس في الجامعة بأن المتطلبات المالية لمن يستطيع تحقيق فكرة شركته عبر الإنترنت أقل بكثير ممن يحتاج إلى مختبر ومواد كالكيميائي على سبيل المثال. و تبعاً لدراسة أجرتها وزارة التعليم الألمانية فإن نسبة النساء المقبلات على تأسيس شركات أقل بكثير من الرجال، وذلك لميل النساء إلى رؤية نقاط الضعف في التخطيط وتجنبهم للمخاطرة أكثر من الرجال.
جهود لتلبية متطلبات السوق
تخدم جهود الجامعة هذه الاقتصاد الوطني، فيبين مايكل ليكه:"نحن محظوظون في ألمانيا لوجود شركلت راسخة على المستوى العالمي، لكنها في غالب الأحيان تقليدية. من هنا نحتاج إلى مبادرات من الجانب العلمي تساعد على رفع قدرتنا التنافسية في المجالات الحديثة كالتكنولوجيا الحيوية والبرمجيات". لذا، توفر الكثير من الجامعات اليوم ورشات يمكن للطلاب فيها تجريب أفكارهم، وذلك يعكس بعد التحول الفكري الناتج عن تعديل قانون الاختراع سنة 2002. أمر يعزوه فيشير شتيفان تيربرل إلى "فقدان البروفسور الحق في استخدام الاختراع وتحويل براءة الاختراع مباشرة إلى صاحب العمل". ويضيف:" أثبتت الكثير من الجامعات الفجوة الكبيرة مع توجهات السوق ولذا زاد التوجه إلى إنتاج مؤسسات أقرب إليه". إذ لا فائدة من اختراع لا يصب في إنتاج منتج مطلوب في السوق. أما الخوف من تضخم في أعداد المؤسسين، فلا وجود له تبعاً لغرفة الصناعة والتجارة الألمانية.