جامعة ميونخ التقنية: جامعة نخبة من الطراز الأول
٢٧ أغسطس ٢٠٠٦تتمتع جامعة ميونخ التقنية بتاريخ طويل من الإبداعات والاكتشافات التي وجدت طريقها إلى مختلف مجالات العلوم والمعرفة عموماً. ففي ربوع هذه الجامعة تم الأعداد لمحرك الديزل الذي اخترعه رودولف ديزل. وسلسلة الاكتشافات والإبداع لم تنته مع اكتشاف هانس فيشر، الذي حصل بعد ذلك على جائزة نوبل عام 1930، لتركيبة الهيموغلوبين. هذان الاكتشافان لا يشكلان سوى جزءا من سلسلة إسهامات الجامعة في رفد العلم الحديث بالإبداعات. تعد جامعة ميونخ التقنية من "جامعات الحرم الجامعي". فكلياتها الأثنا عشر تتكون من اربعة مجمعات ضخمة منتشرة في مدينة ميونخ، ولكل مجمع حرمه الخاص به. أما المستشفى التابع لكلية الطب في الجامعة فيقع عند نهر الأيزار. تتنوع تخصصات الكليات التابعة للجامعة التقنية في ميونخ من علوم الرياضيات والفيزياء والكيمياء إلى علوم التغذية والمعلوماتية وتصميم الآلات، مروراً بالعلوم الهندسية والاقتصادية والهندسة المعمارية.
تعددت الأسماء والجامعة واحدة
كلف الملك لودفيج الثاني المهندس غوتفريد فون نويرويتر بمهمة بناء مدرسة تقنية في مملكته بافاريا. فتم بناء المدرسة التي لم تفتتح الا عام 1868، لتحمل اسم "مدرسة التقنيات المتعددة في ميونخ". في البدء ضمت المدرسة التي كان عدد الدارسين فيها 450 خمسة أقسام تخصصية هي القسم العام والقسم الهندسي وقسم المباني وقسم العلوم الميكانيكية وقسم العلوم الكيميائية. كما كانت الهيئة التدريسية في الجامعة لا تضم سوى 24 أستاذا. ولكن نتيجة التطور الذي حصل في التخصصات التي تدرسها الجامعة وزيادة عدد طلابها فقد تقرر تغيير اسم الجامعة الآخذة بالاتساع بعد ذلك إلى "المعهد التقني البافاري الملكي في ميونخ". ولكن رحلتها في تغيير الأسماء لم تنته بهذا التغيير، فقبل 35 عاماً تم تغيير هذا الاسم إلى اسمها الحالي، الذين يطيب لطلابها اختصاره بـ"TUM: Technical University of Munich". وتحتل جامعة ميونخ التقنية اليوم مكانة مرموقة بين الجامعات الألمانية في مجالات تصميم الآلات وصناعة المركبات والالكترونيات والكيمياء.
إحدى جامعات النخبة؟
ورغبة منها في تعزيز مكانتها بين المعاهد والجامعات الألمانية ومن أجل الاستفادة من الدعم الذي يقدم لجامعات النخبة تقدمت جامعة ميونخ التقنية بطلب ضمها إلى قائمة جامعات النخبة العشرة في إطار ما يعرف "بمبادرة التميز". الجدير بالذكر ان الجامعة ساهمت في كل مراحل النقاشات الأولية حول إيجاد "مبادرة المتميزين" لاختيار "جامعات النخبة" أسوة بالولايات المتحدة وبريطانيا. ويبدو ان فرص جامعة ميونخ التقنية كبيرة في الحصول على احد المقاعد العشرة الخاصة بجامعات النخبة في ألمانيا، حالها في ذلك حال "جامعة لودفيج- ماكسيميليان" في نفس المدينة. فالجامعة تستند إلى سلسلة طويلة من الأسماء والاكتشافات في مختلف علوم المعرفة التي تترك بصماتها ليس على تاريخ الجامعة فحسب، بل كذلك على تاريخ تطور العلوم عموماً. فالتاريخ يبقى يتذكر ان هاينرش فيلاند الذي حصل على جائزة نوبل عام 1927، كان احد المتخصصين بالكيمياء البيئية ضمن أروقة هذه الجامعة وهناك أجرى بحوثه المتعلقة بتركيبة الحمض الصفراوي. بالإضافة إلى كارل فون لينده الذي كان أول من أستخدم غاز الأمونيا في تصميم أجهزة التبريد العملاقة.
جامعة نخبة أصلا
وبغض النظر عن ادراجها في قائمة جانمعات النخبة أم لا، يمكن القول أن الجامعة هي بالفعل جامعة نخبة لأسباب كثيرة منها الدعم المالي الكبير الذي تتمتع به هذه الجامعة، بالإضافة إلى عدد الباحثين والأستاذة البارزين الذين يدرسون فيها. يدرس اليوم في جامعة ميونخ التقنية أكثر من 20 ألف طالب، يشكل الطلبة الأجانب ما يقارب 20 بالمائة من المجموع العام. كما ان الكادر التدريسي في الجامعة يضم قرابة 400 أستاذ جامعي في مختلف التخصصات العلمية. إضافة لذلك فأن للجامعة طاقم اداري يضم أكثر من 7 آلاف شخص يتولى مهمة الشؤون الإدارية في الجامعة. وفي عام 2004 حصلت الجامعة على المركز الأول بين الجامعات الألمانية في الحصول على التبرعات والمساهمات المالية من جهات غير حكومية وشخصية أخرى. فقد رفدت هذه الجهات المسيرة العلمية في الجامعة من خلال تقديمها لقرابة 140 مليون يورو. يرى د. فولفغانغ هيرمان ان مفهوم الجامعة المتميزة يعني بحثاً علمياً متميزاً، وهذا هو برأيه صميم رسالة الجامعة في نقل المعرفة العلمية إلى الأجيال القادمة. كما ان المسؤولين عن الجامعة يضعون في الحسبان أن نجاح الجامعة النخبوية يعني اجتماع المواهب المختلفة لجامعة ما، كل في مكانه الذي يتطابق واهتماماته وإمكاناته الذهنية. تركز جامعة ميونخ التقنية باعتبارها الجامعة التقنية الوحيدة في بافاريا على التعليم العلمي التقني من اجل دعم التطور الصناعي للولاية وعملية تغييرها من ولاية تعتمد على الاقتصاد الزراعي إلى ولاية تتمتع بدور ريادي في القطاع الصناعي الأوروبي.