جرحى في هجوم في تل أبيب وأوستن يدعو لتخفيف حدة التوتر
٩ مارس ٢٠٢٣قال مسؤولون إن مهاجما فتح النار في وسط تل أبيب مساء اليوم الخميس (التاسع من مارس/آذار 2023)، فأصاب ثلاثة أشخاص قبل أن تقتله الشرطة الإسرائيلية. وقالت الشرطة الإسرائيلية إنها تعتبر إطلاق النار عملية "هجوم إرهابي".
وهرع عدد كبير من أفراد الشرطة والمسعفين إلى شارع ديزنغوف في قلب المدينة الإسرائيلية حيث نفذ المسلح الهجوم. وأظهر تصوير لرويترز أن مطعما على جانب الشارع خلا من الرواد بعد أن فروا على ما يبدو من مكان الحادث بينما كانوا يتناولون طعامهم.
وجاء في بيان للشرطة أن "أفراد الشرطة حيّدوا المشتبه به". وأضاف أن ثلاثة أشخاص أُصيبوا بجراح وحالة أحدهم خطيرة.
وقال مدير منظمة الإغاثة "نجمة داود الحمراء" إيلي بين في تصريح لتلفزيون "كان" العام "قمنا بإجلاء ثلاثة مصابين بأعيرة نارية أحدهم في حالة حرجة وآخر في حالة خطرة وواحد إصابته طفيفة".
وأكّد متحدّث باسم الشرطة الإسرائيليّة لوكالة فرانس برس أنّ حصيلة الهجوم الذي شهدته تلّ أبيب مساء الخميس لا تزال ثلاثة جرحى، مُتراجعًا بذلك عن تصريح سابق أفاد فيه بوفاة أحد هؤلاء المصابين متأثّرًا بجروحه. وقال دين إلسدون لفرانس برس إنّ "الضحايا الثلاثة لهجوم اليوم في تلّ أبيب لا يزالون على قيد الحياة، وهذا يُصحّح تصريحًا سابقًا" أفاد فيه بوفاة أحد هؤلاء.
ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يقوم حاليا بزيارة إلى روما، إطلاق النار بأنه "هجوم إرهابي في قلب تل أبيب". وأعرب عن تمنياته بالشفاء العاجل للجرحى، وقال: "نعزز قوات الأمن والشرطة التي تقاتل الإرهابيين هذه الليلة وكل ليلة..."
وأعلن وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير أنه تم "القضاء" على المسلح الذي أطلق النار مساء الخميس في تل أبيب.
وقال بن غفير في بيان صادر عن مكتبه "هجوم خطير في تل أبيب... أهنئ الشرطي الذي قام بعمل شجاع بالقضاء على الإرهابي الخسيس وأنقذ العديد من الأرواح".
يذكر أن شارع ديزنغوف في وسط تل أبيب شهد في أبريل/ نيسان 2022 هجوما نفذه فلسطيني وأسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص.
وأعلنت حركة حماس أن منفذ إطلاق النار في تل أبيب مساء الخميس من أعضائها.
وحركة "حماس" هي مجموعة مسلحة إسلاموية فلسطينية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وبعض الدول العربية على أنها منظمة إرهابية. كما تصنف حركة "الجهاد الإسلامي" على أنها منظمة إرهابية أيضا، وهناك دلالات على تبعيتها لإيران.
أوستن في إسرائيل وسط مظاهرات ضد الحكومة
وكان وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن قد طالب قبل وقوع الهجوم المسؤولين الإسرائيليين اليوم الخميس باتخاذ خطوات لتخفيف حدة التوتر في الضفة الغربية في غمرة قلق متزايد في واشنطن من احتمال أن يصرف الوضع الحالي الحلفاء عن جهود التصدي لإيران.
وهبطت طائرة أوستن، الذي يقوم بجولة في المنطقة، في مطار بن غوريون في زيارة أُعيد ترتيب جدولها على عجل بسبب تصاعد الاحتجاجات في الشوارع على خطة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإجراء تغييرات في النظام القضائي.
وكان من المقرر أن يصل أوستن في الأصل أمس الأربعاء ويقضي ليلته في تل أبيب حيث مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية. لكن تم تغيير الخطط بسبب القلق من اضطرابات حركة المرور نتيجة الاحتجاجات المناهضة لنتنياهو.
وقبل وصول أوستن إلى إسرائيل بساعات قتلت القوات الإسرائيلية ثلاثة مسلحين من حركة الجهاد الإسلامي في الضفة الغربية، وهي من المناطق التي تشهد تصاعدا في أعمال العنف.
وجاء وصول أوستن إلى إسرائيل بالتزامن أيضا مع تظاهرات واسعة ضد حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو. وأغلق آلاف الإسرائيليين الطرق المؤدية إلى مطار بن غوريون الدولي في تل أبيب في يوم "مقاومة الديكتاتورية" في إطار احتجاجاتهم المتواصلة ضد مشروع الحكومة المثير للجدل بشأن إصلاح القضاء.
وقال أوستن للصحفيين بعد اجتماعه مع وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت "الولايات المتحدة (لا تزال) تعارض بشدة أي تصرفات قد تؤدي إلى مزيد من انعدام الأمن بما يشمل توسعة المستوطنات والخطاب الاستفزازي". وأضاف "إننا منزعجون على الأخص من عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين"، مؤكدا أن واشنطن "ملتزمة بشدة بأمن دولة إسرائيل" وموضحا أن مناقشاته كانت صريحة وصادقة. وقال أوستن "نجتمع اليوم في زمن توترات لذلك أجرينا مناقشة صريحة وصريحة جدا بين أصدقاء حول الحاجة إلى تهدئة وتخفيف التوترات واستعادة الهدوء خاصة قبل عيد الفصح ورمضان".
واجتمع أوستن مع نتنياهو بالمطار في وقت سابق لأكثر من ساعة. وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) في بيان عن الاجتماع إن أوستن دعا إلى اتخاذ "خطوات فورية لوقف تصعيد العنف والعمل على تحقيق سلام عادل ودائم".
والولايات المتحدة هي أقرب حليف لإسرائيل وتشعر الدولتان بقلق متزايد بشأن الأنشطة العسكرية الإيرانية في المنطقة وبرنامجها النووي. وركزت مباحثات أوستن مع جالانت جزئيا على إيران لكن العنف المتزايد في الضفة الغربية ألقى بظلاله على الاجتماع.
"توترات الضفة تقلل من التركيز على إيران"
وأكد غالانت موقف إسرائيل الراسخ بأنه لا يتعين السماح لإيران بامتلاك أسلحة نووية وأن إسرائيل يجب أن "تكون مستعدة لكل الاحتمالات". وقال مسؤول دفاعي أمريكي كبير طلب عدم نشر اسمه إن انشغال إسرائيل بالضفة الغربية "ينال من قدرتنا على التركيز على التهديد الاستراتيجي الحالي، وهو التقدم النووي الخطير لإيران واستمرار السياسة العدوانية إقليميا ودوليا".
وقبل هجوم تل أبيب مساء الخميس ارتفع عدد القتلى الفلسطينين إلى 75 من بالغين وأطفال ومقاتلين ومدنيين منذ بداية العام. وقُتل خلال الفترة نفسها 13 بالغاً وطفلاً إسرائيلياً، بينهم عدد من أفراد قوات الأمن والمدنيين، إضافة إلى امرأة أوكرانية، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى مصادر رسمية من الجانبين.
ع.ش/ ص.ش (رويترز، أ ف ب)