جنة شرقية في برلين
٢٨ أكتوبر ٢٠٠٥إعلان
لا يخف على أحد السحر الخلاب لهذه الحديقة. أربع جداول صغيرة تقسم الفناء الداخلي المحاط بأربعة أسوار. وتتداخل الأروقة والدهاليز في هذا المنشأ الواضح المعالم مثل تلك الحقول الأربعة التي تحيط وسط هذه الواحة بسوار من الزهور الجميلة. وفي وسط الحديقة وفي الكشك الخشبي هناك بحيرة صناعية مصغرة، رمزاً للمياه كنبع للحياة الذي يوحي بالسكينة.
كان مصدر إلهام المهندس كمال الوافي المفهوم السائد لدى العرب والفرس عن الجنة، "الحدائق السماوية" التي ورد ذكرها في القرآن الكريم. وتأثر فن تنسيق الحدائق بهذا النوع من "حدائق الجنة" من شمال أفريقيا حتى الهند منذ القرن السابع الميلادي.
في أوربا شهدت فقط حدائق قصر الحمراء فيغرناطة الإسبانية مثل هذا الفن المعماري. تعود المنشآت في غرناطة إلى العصور الوسطى، لذا فإنه لا يتبادر إلى ذهن زائري الحديقة في برلين أبدا ًأن فن بناء حدائق الجنه هو نوع من الفنون الإسلامية المنقرضة.
"ظننت أنهم غير قادرين على انجاز عمل فني كهذا في هذه الأيام"، دخل راينهارد وزوجته هيلده فناء الحديقة صدفة. الآن يبحث عن صور مطابقة للصورة التي رسمها عن العالم الإسلامي. "إنها محاطة بأسوار لحمايتها من الأنظار، تقريباً مثل الشرق في المفهوم الأوروبي". شعرت السيدة هيلده عندما وطأت الحديقة "براحة سماوية".
تروق للشاب السوري، حمود، البالغ من العمر 27 عاماً هذا الادراك الإيجابي والمحترم للثقافة الإسلامية. ويسره أن الزائرين الألمان للحديقة الشرقية "سيرون أخيراً شيئاً من عالمي".
وعندما نسأل زائري الحديقة عن احساسهم بهندسة الحديقة الإسلامية، فغالباً ما يكون الجواب كلمة واحدة "متناغمة!". وقد أعجب الصبية كلوديا البالغة من العمر 15 عاماً "رونق الزهور التي رأتها خلال اجازتها في تونس" أكثر من الزهور المزروعة في الحديقة في برلين.
كانت "الحديقة الشرقية" نتاجاً ألمانياً عربياً مشتركاً. وضع المهندس كمال الوافي الجزائري الأصل الذي يعيش في برلين التصميم كاملاً وتولت شركات ألمانية أعمال البناء والزراعة والرصف وقامت بتركيب تقنيات المياه.
وقد جاء عمال مغاربة خصيصاً الى ألمانيا من أجل اتمام الأجزاء الفنية، مثل أعمال النقش البارز والتبليط والزخرفة مثل ال "المقرنس" الثلاثي الأبعاد أو الزخارف العربية المشبكة المسماة ب "زلّيج"، والرسم أو التخطيط. أعطى العمال العرب الحديقة وجهها المميز.
قال كمال الوافي إن "العمال العرب قد عانوا من تعليمات البناء الألمانية". فحتى خليط المونه كان بحاجة لاعتبارات أخرى غير معهودة لدى العرب مثل تحمله لحالة التجمد. وكان يجب الأخذ بعين الاعتبار في زراعة الحديقة حالات الطقس المتجلدة. و"يجب أن ينقل شجر الليمون المزروع في براميل إلى غرف زجاجية خاصة"، مسلمات أوروبية لا تزعج الزائرين في برلين.
أريانه ميرزا
www.Qantara.de
كان مصدر إلهام المهندس كمال الوافي المفهوم السائد لدى العرب والفرس عن الجنة، "الحدائق السماوية" التي ورد ذكرها في القرآن الكريم. وتأثر فن تنسيق الحدائق بهذا النوع من "حدائق الجنة" من شمال أفريقيا حتى الهند منذ القرن السابع الميلادي.
في أوربا شهدت فقط حدائق قصر الحمراء فيغرناطة الإسبانية مثل هذا الفن المعماري. تعود المنشآت في غرناطة إلى العصور الوسطى، لذا فإنه لا يتبادر إلى ذهن زائري الحديقة في برلين أبدا ًأن فن بناء حدائق الجنه هو نوع من الفنون الإسلامية المنقرضة.
"ظننت أنهم غير قادرين على انجاز عمل فني كهذا في هذه الأيام"، دخل راينهارد وزوجته هيلده فناء الحديقة صدفة. الآن يبحث عن صور مطابقة للصورة التي رسمها عن العالم الإسلامي. "إنها محاطة بأسوار لحمايتها من الأنظار، تقريباً مثل الشرق في المفهوم الأوروبي". شعرت السيدة هيلده عندما وطأت الحديقة "براحة سماوية".
تروق للشاب السوري، حمود، البالغ من العمر 27 عاماً هذا الادراك الإيجابي والمحترم للثقافة الإسلامية. ويسره أن الزائرين الألمان للحديقة الشرقية "سيرون أخيراً شيئاً من عالمي".
وعندما نسأل زائري الحديقة عن احساسهم بهندسة الحديقة الإسلامية، فغالباً ما يكون الجواب كلمة واحدة "متناغمة!". وقد أعجب الصبية كلوديا البالغة من العمر 15 عاماً "رونق الزهور التي رأتها خلال اجازتها في تونس" أكثر من الزهور المزروعة في الحديقة في برلين.
كانت "الحديقة الشرقية" نتاجاً ألمانياً عربياً مشتركاً. وضع المهندس كمال الوافي الجزائري الأصل الذي يعيش في برلين التصميم كاملاً وتولت شركات ألمانية أعمال البناء والزراعة والرصف وقامت بتركيب تقنيات المياه.
وقد جاء عمال مغاربة خصيصاً الى ألمانيا من أجل اتمام الأجزاء الفنية، مثل أعمال النقش البارز والتبليط والزخرفة مثل ال "المقرنس" الثلاثي الأبعاد أو الزخارف العربية المشبكة المسماة ب "زلّيج"، والرسم أو التخطيط. أعطى العمال العرب الحديقة وجهها المميز.
قال كمال الوافي إن "العمال العرب قد عانوا من تعليمات البناء الألمانية". فحتى خليط المونه كان بحاجة لاعتبارات أخرى غير معهودة لدى العرب مثل تحمله لحالة التجمد. وكان يجب الأخذ بعين الاعتبار في زراعة الحديقة حالات الطقس المتجلدة. و"يجب أن ينقل شجر الليمون المزروع في براميل إلى غرف زجاجية خاصة"، مسلمات أوروبية لا تزعج الزائرين في برلين.
أريانه ميرزا
www.Qantara.de
إعلان