جنوب السودان: تحقيق أممي يسجل فظائع حرب وتورط عسكريين
٢٣ فبراير ٢٠١٨قال محققون من الأمم المتحدة اليوم الجمعة (23 فبراير/ شباط) إنهم حددوا هويات أكثر من 40 عسكريا من جنوب السودان قد يكونون مسؤولين عن ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
ويعد هذا تحولا كبيرا عن تقارير الأمم المتحدة السابقة التي كانت توثق الجرائم وليس مرتكبيها. وانفصل جنوب السودان عن السودان في عام 2011، لكنه سقط في أتون حرب أهلية في ديسمبر كانون الأول عام 2013. وفر أكثر من أربعة ملايين مواطن أي ثلث السكان من بيوتهم بسبب العنف.
وبين محققون من مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في جنوب السودان أن نتائج تحقيقاتهم استندت إلى مقابلات مع مئات الشهود وصور الأقمار الصناعية ونحو 60 ألف وثيقة ترجع إلى وقت اندلاع الحرب.
ويثبت التقرير الذي صدر الجمعة أسباب "مسؤولية القيادة الفردية عن الاعتداءات واسعة النطاق أو الممنهجة ضد المدنيين" التي ارتكبها مسؤولون عسكريون كبار من بينهم ثمانية برتبة لفتنانت جنرال وثلاثة من حكام الولايات.
من جهته قال متحدث باسم الحكومة إنها ترغب في محاسبة المسؤولين عن أي جرائم. كما صرح ماوين ماكول، متحدث الشؤون الخارجية، لوكالة أنباء رويترز أن "الحكومة ستحاسب المسؤول عن أي جرائم. إنها حكومة مسؤولة". وحتى الآن لم يحاكم سوى عدد قليل جدا من المسؤولين العسكريين أو الحكوميين في جنوب السودان بتهمة ارتكاب جرائم ضد مدنيين.
وتعرض مدنيون في جنوب السودان لسمل أعينهم، وللإخصاء وأجبروا على اغتصاب بعضهم البعض على أيدي الأطراف المتحاربة في البلاد، بحسب المحققين الحقوقيين التابعين للأمم المتحدة الذين جمعوا أدلة ضد أكثر من أربعين شخصية عسكرية رفيعة المستوى.
وفي سياق متصل أصدرت محكمة في جنوب السودان حكما اليوم الجمعة بالإعدام شنقا على ضابط سابق من جنوب إفريقيا برتبة كولونيل بعد إدانته بمحاولة قلب نظام الحكم. وكان الكولونيل المتقاعد وليام إندلي (55 عاما) يقدم المشورة لريك مشار، النائب السابق لرئيس جنوب السودان، والذي صار زعيما للمتمردين وتخوض قواته حربا أهلية منذ 2013.
وكان تقرير للأمم المتحدة قد وثق أمس الخميس 60 حالة، على الأقل، تعرض فيها صحافيون في جنوب السودان للقتل والضرب والاعتقال أو منعوا من دخول البلاد أو طردوا لقيامهم بمهمتهم.
وأفاد التقرير أن ضباط أمن الدولة مسؤولون عن غالبية تلك الحالات التي تم التأكد منها من جانب بعثة الامم المتحدة في جنوب السودان (يونميس) ومكتب مجلس حقوق الإنسان التابع للبعثة بين تموز/يوليو 2016 وكانون الأول/ديسمبر 2017.
ويعيش جنوب السودان في خضم حرب أهلية دموية قتل فيها عشرات الآلاف، وشهدت تشريد أكثر من أربعة ملايين شخص منذ انقسام حدث عام 2013 عندما أقال الرئيس سلفا كير نائبه السابق ريك مشار.
ع.أ.ج/ف.ي (د ب ا، رويترز، أ ف ب)