جوزيف بويس - الفنان الانسان
ولد جوزيف بويس في "كريفيلد" عام 1921 وتوفي عام 1986 في دوسيلدورف. ومن خلال مشاركته في الحرب العالمية الثانية سقطت طائرته في شبه جزيرة كريم الأوكرانية وعانى على إثرها من صدمة نفسية حادة. إلا أن سكان المدينة عالجوه بلفه في اللباد ودهنه بالشحم، حتى شفي. وبعد انتهاء الحرب وانصرافه الى عالم الفن استخدم بويس تلك المواد التي في أعماله الفنية. درس بويس النحت في أكاديمية الفنون بدوسيلدورف من عام 1947 وحتى 1952. في خلال هذا الوقت بدأ يبدي اهتماما بفلسفة رودولف شتاينر "حكمة الإنسان" او "Anthroposophie" والتي بدا تأثره بها في أعماله الفنية.تبنت فلسفة شتاينر فكرة البحث الفكري، بمعنى استخدام الإنسان لعقله والاعتماد عليه كلية والتحرر الفكري دون أي قيد أو شرط والعودة إلى الطبيعة.
انطلاقا من فكرة الحرية في التعبير والإبداع لجأ بويس إلى العديد من المواد في إخراج أعماله الفنية على سبيل المثال الشحم، الدم، ألوان الطلاء، المادة الكاوية كلها مواد مستخدمة خرجت عن الإطار الكلاسيكي لأسلوب المعالجة الفنية. كان بويس مؤمنا بحرية تجسيد الفكرة ذاتها أكثر من أسلوب التعبير، انطلاقا من مبدأ العفوية في استخدام المواد والخروج عن المعتاد. علق بويس ذات مرة على الفن قائلا." أكثر القوى الثورية هي قدرة الإنسان على الإبداع وقوة الإبداع هي الفن" و" الحدس بدلا من كتاب الوصفات".
بويس والسياسة
لم يكن بويس بالفنان الجالس في برجه العاجي المنشغل فقط باعماله الفنية، بل اهتم بويس بالأحوال السياسية والاجتماعية في ألمانيا. بعد وفاة "بنو أوني سورج" الطالب الألماني الشهير الذي توفي إثر اشتراكه في المظاهرات الطلابية في فترة الستينيات، أسس بويس حزب الطلاب الألمان. كما أسس منظمة "غير المنتخبين"، كنوع من الثورة على الأوضاع السياسية في ألمانيا في تلك الآونة. كانت فترة الستينيات والسبعينيات من أنشط الأوقات في أوربا وألمانيا خاصة. حيث شهدت تحولا في فكر الشباب الأوربي من حيث نقمته على السياسة ورفضه للتسلح النووي. في عام 1979 رشح بويس نفسه في البرلمان الأوربي وعام 1980 في الانتخابات المحلية عن حزب الخضر لولاية شمال الراين وستفاليا، إلا أنه لم ينجح في إقناع حتى حزب الخضر نفسه بتصوراته.
أهم الأعمال
من مختارات أعماله الفنية "مضخة العسل" و" القطيع" و"أحب أمريكا، وأمريكا تحبني" . في تحرك رمزي من بويس للدعوة للتشجير، قام بوضع 7000 قطعة من البازلت أمام إحدى المتاحف في مدينة كاسيل تحت شعار "تشجير المدينة بدلا من ادارتها" "Stadtverwaldung statt Stadtverwaltung ". لم يتمكن بويس من أن يرى اكتمال مشروع ال7000 شجرة، حيث أنه توفي ثلاثة أشهر قبل إتمامه سن الخامسة والستين. إلا أن ابنه استكمل هذا المشروع حتى تم زرع آخر شجرة بعد عام من وفاة والده.
هبة الله إسماعيل