جولة في معرض كولونيا للفنون 2007
٢١ أبريل ٢٠٠٧افتتح نهار الأربعاء الفائت (18 نيسان/ابريل) الدورة الواحدة والاربعين لمعرض كولونيا للفنون المسمى "فن كولونيا Art Cologne" بقاعة المعارض في مدينة كولونيا التي تتمتع بمشهد ثقافي وفني متنوع. ومع ان المعرض أتى هذا العام مبكرا بعض الشيء، إذ عادة ما يقام في فترة الخريف، إلا ان ذلك لم يمنع من الحضور الكثيف للفنانين ولا من وفرة الأعمال الفنية. حيث يقدم أكثر من 300 غاليري ألماني وعالمي و 600 فنان أوروبي واميركي و آسيوي أعمالهم الفنية التي جذبت الأنظار وسافرت بمخيلة المشاهد إلى الأفق البعيد.
يستمر المعرض حتى الثاني والعشرين من هذا الشهر، ويقدم في دورته هذا العام نظرة على الأعمال الفنية الحديثة لفن ما بعد الحرب العالمية الثانية، إضافة إلى الاتجاهات الفنية المعاصرة. اما الفن الكلاسيكي الحديث فحاضر بقوة في المعرض، ممثلاً بالمنحوتات الخشبية والبرونزية والنحاسية والبلاستيكية، إضافة إلى التصوير الفوتوغرافي، والمزج بين الصور والرسم. وما يميز المعرض هذه السنة هو الجناح الكبير الذي خُصص لفن المنحوتات والأعمال الضخمة.
تشجيع المواهب الشابة
جرت العادة على تشجيع معرض "فن كولونيا" للفنانين المبتدئين، وفي هذا السياق سيتم في نهاية المعرض، وللمرة الثالثة على التوالي، اختيار أفضل أعمال لفنان شاب وسيحمل جائزة "فن كولونيا" لهذا العام. يُقام البرنامج الذي يطلق عليه "برنامج المواهب الجديدة" تحت رعاية وزارة الثقافة والإعلام في ولاية "شمال الراين فيستفالين"، بالاشتراك مع مدينة كولونيا والجهة المنظمة للمعرض. ومن أجل المشاركة في هذه المسابقة تقدمت آلاف المواهب الجديدة، تم اختيار منهم أعمال خمسة وعشرين فنانا موهوبا مختلفي الجنسيات. إضافة إلى المواهب الناشئة يهدف المعرض إلى تشجيع الغاليرهات الحديثة التأسيس، لذلك تم اختيار ثمانية عشر غاليري لهذه السنة لتحظى بالدعم.
على صعيد آخر، يقوم منظمو المعرض كل عام باختيار خمسة أو ستة فنانين مخضرمين ليعرضوا لوحاتهم الفنية التي لم تلاقي نجاحا سابقا، وهذه طريقة للمزج بين الأعمال الحديثة وبين الأعمال القديمة زمنيا. كما يتضمن المعرض أجنحة خاصة للمجلات الفنية التي تُعنى بشكل خاص بالفن، إلى جانب المعاهد والروابط الفنية.
رسومات وفنون حديثة وغريبة
من خلال جولة قمنا بها في أرجاء المعرض، تعرفنا خلالها على الكثير من الفنانين والعارضين الذين شرحوا لنا بعض ما تم عرضه في هذا المكان الذي تمتزج فيه الألوان والتحف الفنية القيمة. تميزت بعض الأعمال باستخدام العلوم الطبيعية داخل سياق فني كابتكار سيارة تسير بفعل حركة ضغط الهواء على سبيل المثال، أو بناء مجسم كبير لقاذفة قنابل مصنوع من الأشياء القابلة لإعادة التصنيع.
ومن الغاليرهات المشاركة في المعرض، غاليري باراغون بريس من لندن. وارتكزت مشاركة الغاليري هذا العام على أعمال فنانين ألمان مثل توماس زب، ومن بين الأعمال التي عرضها الغاليري مجسم يمثل أطلال مدينة برلين بعد الحرب. هناك ايضا غاليري فيترلينغ من السويد، تضم مجموعته أعمالا فنية ورسومات لفنانين مثل بيتر بيلك فنان البوب، وجوليان أوبي والتي تمتاز بأعمال المنحوتات والمجسمات، وبشكل رئيسي كان تعاون الغاليري مع فنانين الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، ولم تكن هذه مشاركته الأولى بل شارك مرتين قبل ذلك.