جيب كالينينغراد.. شوكة روسية نووية في ظهر أوروبا
٢٣ يونيو ٢٠٢٢بدأت ليتوانيا – الدولة العضو في الاتحاد الأوروبي - هذا الأسبوع (الاثنين 20 يونيو/ حزيران) منع نقل البضائع المحظورة بالسكك الحديدية عبر أراضيها إلى جيب كالينينغراد الروسي، المحظورة، تنفيذا لمنظومة العقوبات، التي فرضها التكتل على روسيا عقب غزوها العسكري لأوكرانيا.
ووفقا للعقوبات الأوروبية، فإن البضائع المحظورة تشمل الفحم والمعادن ومواد البناء، ما تسبب في حالة ذعر حيث أظهرت لقطات مصورة حالة من هوس الشراء في الأماكن المخصصة لشراء مواد البناء.
ومن جانبها، انتقدت روسيا الحظر الذي فرضته ليتوانيا وقالت إنه يحمل في طياته "عداء صريحا"، مؤكدة على ضرورة رفع الحظر على الفور، فيما ذكرت وكالة الأنباء الروسية "تاس" أنه جرى أيضا منع نقل المواد الغذائية.
في المقابل، أكدت السلطات الليتوانية أنها تنفذ العقوبات الأوروبية المفروضة على روسيا، بما في ذلك منع البضائع الخاضعة لعقوبات الاتحاد الأوروبي من المرور عبر أراضيها إلى كالينينغراد.
كالينينغراد؟
يقع جيب كالينينغراد في أقصى شمال غرب روسيا ويعد معزولا، حيث لا يتمتع بأي حدود برية مشتركة مع روسيا، لكنه يحظى بأهمية استراتيجية بالنسبة لها؛ نظرا لأنه يطل على ساحل بحر البلطيق ويقع فيه مقر أسطول البلطيق الروسي.
ويحد جيب كالينينغراد ليتوانيا في الشمال والشرق وبولندا في الجنوب ويمتد على مساحة تصل إلى 15 ألف كيلومتر مربع فيما يبلغ عدد سكانها قرابة نصف مليون نسمة وتحمل عاصمة الإقليم اسم كالينينغراد.
لماذا يعد كالينينغراد جزءا من روسيا؟
كان هذا الجيب في السابق جزءا من شرق مملكة بروسيا الألمانية السابقة، وعقب هزيمة ألمانيا النازية في نهاية الحرب العالمية الثانية جرى التنازل عن هذا الجيب لصالح الاتحاد السوفيتي في ذاك الوقت.
وعقب سيطرة الروسي عليه، تغير اسم المدينة الرئيسية في الجيب من "كونيغسبرغ" في بادي الأمر إبان الحكم الألماني إلى كالينينغراد فيما جرى إطلاق هذا الاسم على المنطقة بأسرها.
وعقب انهيار الاتحاد السوفيتي، أصبح جيب كالينينغراد جزاء من روسيا الاتحادية.
صواريخ نووية وكهرمان
يعطي موقع جيب كالينينغراد الجغرافي أهمية استراتيجية وعسكرية لروسيا بفضل أنه يضم ميناء البلطيق الروسي الوحيد الذي يخلو من الجليد طوال العام على خلاف باقي الموانئ الروسية ويستضيف أيضا مقر أسطول بحر البلطيق الروسي.
تنشر روسيا صواريخ نووية في جيب كالينينغراد ما يجعلها في نطاق استهداف كبرى عواصم التكتل الأوروبي.
ويشار إلى أن ليتوانيا وبولندا، البلدان اللذان يقعان على حدود جيب كالينينغراد، عضوان في الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو.
ولا تتوقف أهمية كالينينغراد على النواحي العسكرية بل إن الجيب يحظى بأهمية تاريخية وأديبة فقد كان مسقط رأس الفيلسوف الألماني الشهير إيمانويل كانط (أيضا: كانت)، الذي وُلد عام 1724 في مدينة كونيغسبرغ، حيث قضى معظم حياته في المدينة حتى وفاته بها ويعد رائدا في مجال النقد والتنوير.
كذلك يعد جيب كالينينغراد مركزا هاما في التجارة العالمية في الكهرمان أو ما يُعرف بحجر الحب حيث يذخر بحوالي 80 في المائة من احتياطيات الكهرمان في العالم.
بن رستله/م.ع