حالة تأهب أمني قصوى في تونس عشية مؤتمر جماعة سلفية متشددة
١٨ مايو ٢٠١٣وضعت تونس السبت قوات الامن والجيش في حالة تأهب قصوى تحسبا لأعمال عنف إثر إصرار جماعة "أنصار الشريعة" المتشددة الموالية لتنظيم القاعدة, على عقد مؤتمرها السنوي الاحد في مدينة القيروان التاريخية (وسط غرب) رغم قرار وزارة الداخلية بمنعه.
وقال سامي الصيد المسؤول في تنظيم "أنصار الشريعة" لوكالة فرانس برس إن "التجمع سيتم" في استمرار لتحدي التنظيم للسلطات وذلك بعد ان دعا آلافا من انصاره للاجتماع بالقيروان التاريخية التي اسسها الصحابي عقبة بن نافع قبل نحو 14 قرنا (سنة 50 هجرية).
غير ان صفحة التنظيم على فيسبوك دعت انصارها الى ضبط النفس وعدم الرد على "استفزاز" قوى الامن.
ونشرت السلطات تعزيزات أمنية كبيرة على الطرقات المؤدية الى مدينة القيروان (150 كلم جنوب العاصمة) لمنع المنتسبين إلى "أنصار الشريعة" من الوصول إلى المدينة.
وقال لطفي بن جدو وزير الداخلية (مستقل) السبت في تصريح لاذاعة "موزاييك إف إم" التونسية الخاصة "ليس هناك أي مفاوضات" بين الوزارة وجماعة انصار الشريعة. والجمعة اعلنت وزارة الداخلية في بيان قرارها منع مؤتمر انصار الشريعة "وذلك لما يمثله من خرق للقوانين وتهديد للسلامة والنظام العام".
تعزيزات أمنية في القيروان وتونس
ويتولى عناصر الامن خصوصا تفتيش سيارات الاجرة الجماعية التي تربط بين المدن. وحلقت مروحيات عسكرية في اجواء مدينة القيروان فيما اقامت الشرطة حواجز في مدخل المدينة لتفتيش السيارات. وشملت عمليات التفتيش خصوصا السلفيين الذين يسهل تمييزهم عبر لحاهم الطويلة وملابسهم الافغانية الغريبة في تونس.
وأمام جامع عقبة ابن نافع (أول جامع يبنى في شمال افريقيا) حيث يعتزم السلفيون اقامة مؤتمرهم, نشرت وحدات خاصة من قوات الامن التونسي. كما دخل شرطيون ملثمون محلا لبيع الاجهزة المنزلية في القيروان واعتقلوا شخصا بحوزته رايات سوداء.
وفي غضون ذلك، تدفق اتباع جماعة "أنصار الشريعة" السلفية على مدينة القيروان ومساجدها بينما نفى التيار إلغاء المؤتمر السنوي المزمع انعقاده غدا الأحد. وتناقلت وسائل إعلام محلية في تونس أنباء عن مفاوضات من مقربين من الحكومة ومشايخ السلفية من اجل الوصول إلى حل يقضي بتأجيل انعقاد المؤتمر السنوي الثالث غدا الأحد في القيروان وسط تونس.
سفارات غربية تحذر رعاياها
وحذرت السفارات الاميركية والالمانية والفرنسية في تونس امس رعايا هذه البلدان من التوجه الى القيروان نهاية هذا الاسبوع لاحتمال اندلاع مواجهات بين السلفيين وقوات الامن.
يذكر ان جماعة أنصار الشريعة تأسست بعد الثورة التي اطاحت في 14 كانون الثاني/يناير 2011 بالرئيس المخلوع زين العابدين بن علي. وتلاحق الشرطة منذ اشهر مؤسس الجماعة "أبو عياض" المتهم بتدبير هجوم استهدف في14 أيلول/سبتمبر 2011 السفارة الاميركية في العاصمة تونس شهد مقتل اربعة اشخاص واعتقال عشرات السلفيين المتشددين.
م. أ. م / م. س ( أ ف ب، د ب أ )