Die besondere Beziehung der Deutschen zu den Wäldern
٢٢ يناير ٢٠٠٩يشتهر الأمان بحبهم الشديد للغابات وافتتانهم بها، حتى أنها باتت حاضرة في إبداعات العديد من الكتاب الألمان مثل راينر ماريا ريلكه، حيث تحتل الأشجار مكانة تتسم بالشجاعة والإقدام وسط الغابة الألمانية التي تتسم بالغموض، وتقدم بشكل دائم المأوى والملجأ، كما تصبح علامة على الحياة البرية والطبيعة.
وفي الواقع تتمتع كل بلدة ألمانية بوجود غابات على أطرافها، وقد زرعت أصلا لتوفير الأخشاب اللازمة للتشييد والبناء. ويقول أحد المهتمين بالغابات "إنها ليست نموذجا مثاليا بعيدا عن أرض الواقع تصوره الأعمال الأدبية، أو تعد مجرد ساحة لمحبي السير والتجوال، ولكنها جزءا حميما من الحياة حتى بالنسبة لعالم الحضر المتمدن".
ولع مغرق في القدم
ويرتبط الولع بالغابات بكنوز ألمانيا من القصص الزاخرة بالأعمال البطولية، وحكايات الجنيات الخرافية حيث يختبأ اللصوص وسط الأحراش وتلتهمهم الذئاب الشرسة. كما يفقد الأطفال طريقهم في هذه الحكايات خلال الغابات ليقعوا في أيدي الساحرات الشريرات. وقد وصلت المكانة الأسطورية لمرتبة الأشجار إلى قمتها أولا في الأغاني والنثر ثم رسم لوحات تصور العصر الرومانسي.
وعلى مر العصور احتفظ الألمان بحبهم للغابات، ويقول الصحفي الألماني كلاوس هارتونج وهو من برلين: "إن الغابة كانت دائما داخل الروح الألمانية طوال عهود التاريخ". غير أنه في أواخر سبعينيات القرن العشرين تعرضت الغابات في ألمانيا لنوع من التراجع، فخلال الثمانينيات شهدت ولاية بافاريا وحدها تراجعاً في مساحة الغابات بنحو مليونين ونصف المليون هكتار بسبب التلوث. كما تعرضت أعداد كبيرة من الأشجار في الغابة السوداء الرائعة والفريدة في ولاية بادن فورتمبيرغ للخطر مما ينذر بمواتها.
التلوث البيئي يهدد غابات ألمانيا
وتحتل أراضي الغابات مساحة ثلث الجزء الغربي من ألمانيا. وحدثت صدمة عميقة عندما شاعت تقارير بأن أشجار الصنوبر والتنوب في طريقها إلى الفناء. وأرجع الخبراء السبب في ذلك إلى الأمطار الحمضية، وهي سموم محمولة جوا وتنتج عن عوادم المصانع ومحطات توليد الكهرباء والسيارات. وشنت حملات من جانب جماعات مثل الرابطة الألمانية لحماية الغابات من أجل إنقاذ الأشجار. وكان المستشار الألماني الأسبق هيلموت كول حذر قبل عشرين عاما من أن الدمار الذي يلحق بالغابات الألمانية خطير، وقال إن الغابات لها أهمية كبيرة لدفع دورة المياه والأمطار وأيضا بالنسبة للمناخ والصحة والترفيه.
وفي كلمة له أمام البرلمان الألماني "البوندستاغ" قال كول إنه إذا لم تنجح ألمانيا في إنقاذ غاباتها فإن العالم الذي نعيش فيه سيتغير بشكل جذري. ومنذ ذلك الوقت حدثت ثورة بيئية، وتم تنقية العادم المنبعث من محطات توليد الكهرباء كما تم تركيب أجهزة لتنقية العادم في السيارات للحد من الإنبعاثات. كما ساعد حزب الخضر الألماني على إحداث تغيير، وأصبحت ألمانيا حاليا دولة رائدة في مجال توليد الكهرباء من الرياح والطاقة الشمسية وفي سياسات الحفاظ على البيئة.