حذارِ...آثار خطيرة للتواصل الاجتماعي على صحتك العقلية!
٢ نوفمبر ٢٠١٨البعض، وخاصة من المراهقين، لا ينام قبل أن يجيب على الرسائل والتغريدات والمنشورات التي تصله، وهذا يستغرق أحياناً ثلاث ساعات في الفراش قبل النوم. و في حالات نادرة، يستيقظ بعض المراهقين مع كل رنة لهاتفهم الذكي، فينظرون إلى ما وصلهم، وقد يجيبون عليه وهم نصف نائمين! هذا أوج الإدمان، وقد كشف تقرير نشرته صحيفة الإندبندنت البريطانية عن ستة آثار سلبية لإدمان مواقع التواصل الاجتماعي قد تؤثر على سلامتك العقلية دون أن تدرك ذلك:
فقدان الثقة بالنفس والانطواء
يولّد الحضور المستمر على صفحات ومنصات التواصل الاجتماعي شعوراً حاداً لدى الإنسان بمقارنة نفسه بالآخرين الذين يعرضون أحلى صورهم الملتقطة في أجمل الأماكن وبأفخر السيارات والملابس، ما يولّد لدى كثير من المستخدمين حالة إحباط حاد تؤدي إلى تناقص احترامهم لأنفسهم. وشخّصت دراسة أجرتها جامعة كوبنهاغن أن هذه الحالة يتولد عنها ما أسمته بـ"حسد فيسبوك"، يؤدي بالبعض إلى الانكماش والتراجع عن موقع "فيسبوك" خاصة، بل وهجره أحياناً بشكل مرضي، لعيش حالة من الرضا عن النفس كانت تغمرهم قبل أن يطّلعوا على مفردات حياة الآخرين على منصات التواصل الاجتماعي.
فقدان التواصل الإنساني الحقيقي
الحضور المستمر على منصات التواصل الاجتماعي يستهلك وقت كثيرٍ من الناس إلى درجة أنّهم لا يعودون بحاجة إلى التواصل الحقيقي مع أصدقائهم وأقاربهم ومحبيهم، خاصة من يوجد منهم أيضاً بشكل مستمر على منصة التواصل. وفي هذا السياق تقول ستينا ساندرز، وهي عارضة أزياء سابقة كانت تمتلك 106 آلاف متابع على حسابها في موقع "إنستغرام": "تعلمت من خبرتي أنّني أفقد قدرتي على التواصل الحقيقي مع الناس حين أطّلع على صور أصدقائي وقد شاركوا في بعض الحفلات التي انشغلتُ عن المشاركة بها بسبب إنستغرام. هذا الأمر يجعلني أشعر بالوحدة والقلق".
تآكل الذاكرة وضعفها
تساعد الشبكات الاجتماعية على استعادة الفرد للحظات معينة عاشها في توقيت معين، هذا صحيح. لكن الصحيح أيضاً أنّ ذلك قد يؤدي إلى تراجع قدرة الإنسان على تذكر حوادث معينة في حياته، لاختلاط الحقيقي بالافتراضي عبر المنصات. فنحن ننشغل كثيراً بتصوير تمثال رخامي أو نصب مهيب في مكان ما كي نضعه على صفحتنا ويتفاعل معه الأصدقاء، لكننا ننسى أن نختزن في ذاكرتنا تفاصيل العمل الجميل بتذوقها بأعيننا لا بأعين الآخرين.
النوم القلق وقلة ساعات النوم
الغالبية لا تنام قبل أن تمر على هاتفها وتتصفح منصات التواصل المختلفة، فترد أو تنفعل أو قد تبحث عن معلومات معينة قبل وضع الهاتف على وضع صامت والذهاب إلى النوم. في هذا السياق، يقول الدكتور تيم بونو، مؤلف كتاب "حين لا تكفي شارات الإعجاب" إن هذا الأمر "يحرك في نفس الإنسان روح الحسد والقلق والتفكير أو الغضب مما علقه أحدهم، ما يجعل الدماغ متيقظاً متحفزاً للعمل بشكل مستمر، وهي أسوأ حالة يذهب بها الإنسان إلى الفراش".
ويُنصح بهذا الخصوص أن يعتمد الإنسان قاعدة ثابتة بعدم مقاربة الهاتف الذكي أو الكمبيوتر قبل ساعة من النوم، ويفضّل أن يكون الوقت ساعتين.
ضعف الانتباه
لا يقتصر تأثير الإدمان على منصات التواصل الاجتماعي على منطقة اللاوعي عند الإنسان، بل يؤثر على خلايا الدماغ التي تعاني من الاجهاد المستمر بسبب قلة النوم والنوم المضطرب. وبهذا السياق يقول الدكتور بونو: "تعطيك منصات التواصل الاجتماعي شعوراً بأنك حاضر في كل مواقع المتعة والتسلية بشكل مستمر"، وهو شعور وهمي، لأنّ الحضور الحقيقي بين الناس في مثل هذه الأماكن له تأثير آخر تماماً على النفس، بحسب بونو.
مراجعة الهاتف الذكي بشكل متواصل تشتت الانتباه والقدرة على التركيز إلى حد كبير، لذا يُوصى بأن يعوّد الإنسان نفسه على تجاهل هاتفه لفترات متباعدة ما لم يرن بطلب هاتفي حقيقي.
تأثير مدمر على السلامة العقلية
إدمان استخدام الهاتف المحمول وزيارة منصات التواصل الاجتماعي يخلق لدى الإنسان حالة تعاسة مزمنة أحياناً، وقد يتطور هذا إلى اكتئاب مرضي وقلق مرضي مستمر. لذلك تتردد دعوات بين كثير من الناس لترك مواقع التواصل الاجتماعي بشكل نهائي والاكتفاء بحساب البريد الإلكتروني أو خدمة "واتساب".
ولا بد من الإشارة هنا إلى أنّ كثيراً من الناس يمارسون اليوم الأمرين، فهم فعالون بشكل مستمر على منصات التواصل الاجتماعي ويتراسلون بشكل مستمر عبر "واتساب" ورسائل الإيميل، وذلك لتبادل أخبار وأفلام وصور مع أصدقاء حميمين لا يفضلون مشاركة محتواهم إلا لجمهور محدد من الاصدقاء. وهذا التواصل يجعلهم منكبّين دائماً على الهواتف الذكية بشكل لا فكاك منه.
ملهم الملائكة/ ي.أ (DW)