حرائق الغابات في اليونان مستمرة وسط موجة حر قياسية
٢٢ يوليو ٢٠٢٣وصل المئات من رجال الإطفاء من رومانيا وبلغاريا وبولندا وسلوفاكيا ومالطا، إلى اليونان، لتعزيز أطقم إخماد الحرائق المحلية والمساعدة في مكافحة الحرائق. وذكر خبير بهيئة الأرصاد الجوية اليونانية اليوم السبت أنه لا تلوح في الأفق نهاية لموجة الحر في البلاد، على الرغم من أن رجال الإطفاء تمكنوا من السيطرة على حرائق ضخمة، نشبت بالقرب من العاصمة. وتدعم فرنسا وإيطاليا وتركيا والأردن أيضا تلك الجهود بطائرات ومروحيات لإخماد الحرائق، حسب هيئة الدفاع المدني اليونانية.
وانضم السبت أكثر من 20 قاربًا إلى جهود الإجلاء الطارئة من جزيرة رودس اليونانية، حيث يستعر حريق خارج عن السيطرة منذ خمسة أيام. وقال خفر السواحل اليوناني إن القوارب تقوم بتحميل الناس من شاطئي كيوتاري ولاردوس في شرق الجزيرة الواقعة في البحر الأبيض المتوسط والتي تعد مقصدًا سياحيًا. وقادت ثلاثة زوارق تابعة لخفر السواحل أكثر من 20 مركبًا خاصة في العملية بينما كان زورق تابع للبحرية اليونانية متجهًا إلى المنطقة. وذكرت تقارير إعلامية أنه تم إجلاء حوالي ألف شخص إلى شاطئ آمن.
ويتوقع أن تصل درجات الحرارة في البر الرئيسي باليونان إلى 48 درجة مئوية بحلول الأربعاء، لتشهد البلاد درجة الحرارة القياسية البالغة 8ر48 درجة مئوية التي تم تسجيلها في جزيرة صقلية الإيطالية قبل عامين.
ولا تزال بعض حرائق الغابات التي اندلعت قرب أثينا الاثنين الماضي مستعرة، فيما تواجه البلاد لفحة جديدة من الحرارة القادمة من الصحراء الكبرى خلال الأيام الستة المقبلة.
وقال رئيس الوزراء اليوناني كرياكوس ميتسوتاكيس أمس الأول الخميس: "لم تنته الأوقات العصيبة بعد". ويتواصل رئيس الوزراء مع قادة أوروبيين آخرين لتوفير المزيد من الطائرات ورجال الإطفاء لإخماد الحرائق.
وتواجه اليونان نهاية أسبوع "ربما تكون الأكثر سخونة على مدى الخمسين عامًا الماضية" خلال تموز/يوليو وفق أحد الخبراء، فيما يُتوقّع أن تتوسّع موجة الحر القياسية التي يشهدها جنوب الولايات المتحدة في الأيام المقبلة.
وأكد كوستاس لاغوفاردوس مدير الابحاث في معهد البحوث البيئية والتنمية المستدامة للمرصد الوطني لأثينا لقناة "اي ار تي" التلفزيونية "استنادا لبياناتنا، من المحتمل أن نشهد موجة حارة تمتد بين 16 و17 يوما، الأمر الذي لم يحدث من قبل في بلدنا".
ويعاني عشرات ملايين الأشخاص في النصف الشمالي في الكرة الأرضية من موجة حرّ شديد هذا الصيف ويبدو أن العالم سيسجّل أكثر شهر تموز/يوليو سخونة في تاريخه. فيما عزا الخبراء درجات الحرارة القياسية إلى التغيّر المناخي الناتج عن استخدام الوقود الأحفوري، معتبرين أن الاحتباس الحراري يلعب دورًا أساسيًا في القيظ.
وحذّرت اليونان، التي تكافح عشرات من حرائق الغابات، السكان من الخروج لغير الضرورة وسط القيظ. وأكد عالم الأرصاد الجوية بنايوتيس يانوبولوس أنّ "من المرجح أن تسجل نهاية الأسبوع هذه أعلى درجات الحرارة خلال شهر تموز/يوليو خلال الخمسين عامًا الماضية". وتوقّع أن "تفوق الحرارة في أثينا 40 درجة مئوية لمدة 6 إلى 7 أيام". ويتوقع أنتزداد الحرارة ارتفاعًا الأحد لتلامس 44 درجة مئوية في أثينا و45 درجة مئوية في ثيساليا.
في الوقت نفسه، توفي رجل يبلغ من العمر 46 عامًا بضربة شمس في جزيرة إيفيا بوسط اليونان بعد نقله إلى مستشفى خالكيذا الذي قال إن سبب الوفاة هو فشل القلب والجهاز التنفسي بعد تعرض الرجل لدرجات حرارة عالية.
وسجّلت مصلحة الأرصاد الجوية الوطنية ظهر الجمعة، حرارة بلغت 41 درجة مئوية في منطقة أتيكا التي تضم العاصمة، و44 درجة مئوية في ثيساليا في وسط البلاد. وحذر خبراء من أنّ رياحاً شمالية تصل سرعتها إلى 60 كيلومترا في الساعة من المرجح أن تؤدي الأحد والاثنين إلى اندلاع حرائق. يشار إلى أن فرق الإطفاء أكدت أنها ما زالت تكافح للسيطرة على "79 حريقاً في أنحاء البلاد".
ع.أ.ج/ ف.ي (د ب ا، رويترز، أ ف ب)