"حركة بيغيدا هي ثمرة سياسة التخويف من الإسلام"
١٦ ديسمبر ٢٠١٤يخرج آلاف من الأشخاص كل إثنين للتظاهر في عدد من المدن الألمانية ضد "أسلمة" البلاد، وضد تدفق المهاجرين. وأمام اتساع رقعة التظاهر وتزايد أنصار حركة "بيغيدا"، يعبر ممثلو المسلمين عن مخاوفهم من العداء المتزايد للإسلام. DWعربية حاورت عبد الصمد اليزيدي، عضو المجلس الأعلى للمسلمين بألمانيا:
لنبدأ معك بالسؤال، وأنت عضو في المجلش الأعلى للمسلمين، هل بدأت حركة "بيغيدا" المناهضة للإسلام، تخيف المسلمين في ألمانيا؟
عبد الصمد اليزيدي: نعم، فحركة "بيغيدا" ظاهرة جديدة تخيف الكثير من المسلمين في ألمانيا. وأرى أنه من حقهم أن يخافوا منها. فلأول مرة نرى تظاهرات يشارك فيها الآلاف، ولا يشارك فيها فقط اليمين المتطرف بل جميع أصناف المجتمع الألماني. وأرى أن هذه الحركة تدخل في إطار سياسة التخويف من الإسلام، والتي كانت ولا تزال منتشرة. فقد أصبحنا الآن نحصد ما زرعته تلك السياسة.
ندد العديد من السياسيين الألمان بالحركة وشجبوها. هل تجد ذلك كافيا أم أن هناك تقصيراً من طرفهم؟
كممثل للمجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا وكمسؤول عن المجلس في ولاية هيسن، أتواصل باستمرار مع السياسيين الألمان، وهناك سياسيون منصفون يزنون كلامهم وتصريحاتهم حول الإسلام، غير أن البعض الآخر يعطون تصريحات لا معقولة، تهدف للحصول على الأصوات الانتخابية في صفوف اليمين المتطرف.
إضافة لتنديد العديد من السياسيين، فالمجتمع المدني الألماني نظم مظاهرات ضد حركة "بيغيدا". فهل تجد حجم التضامن مع المسلمين كافيا؟
نعتبر هذا التضامن هو الأصل في المجتمع الألماني. لكن الإعلام و"الإسلاموفوبيا" جعل نسبة الخوف من الإسلام والمسلمين تتزايد. ما يخيفنا هو من يتظاهر ضدنا. أما المتضامنون معنا فنحن نشعر دائما بوجودهم وبدعمهم. وواجبنا نحن كمسلمين هو تقوية التواصل معهم والتضامن والتعاون المتبادل.
هناك فئة من المسلمين في ألمانيا يتبنون الفكر المتطرف والجهادي. ألا يساهم هؤلاء في إذكاء مخاوف الألمان من الإسلام؟
المتطرفون يتحملون مسؤولية ما يفعلون. فهدفهم يتجلى في إيصال المجتمع إلى مستوى من الصراع. غير أنه يجب التذكير بأن التطرف لا دين له. فهو موجود في كل الأديان وكل الإيديولوجيات. والمتطرفون يسعون لتدمير ما يبنيه العقلاء، وهم نجحوا للأسف في تشويه صورة الإسلام لدى الألمان.
هناك من يقول إن حركة "بيغيدا "تعبر في عمقها عن مخاوف اجتماعية واقتصادية. ما رأيك؟
الناس الذين يتظاهرون باسم الحركة يعبرون عن مخاوف على مستقبلهم ومستقبل أبنائهم، بسبب الامتيازات الكثيرة التي يحظى بها المهاجرون في ألمانيا مقارنة مع دول أوروبية أخرى. لهذا فمن بين الأشياء التي تنتقدها الحركة سياسة الهجرة بشكل عام وقوانين اللجوء السياسي في ألمانيا.
وما الذي يمكن القيام به في نظرك من أجل تجاوز تلك المخاوف ولمواجهة ظاهرة العداء للمسلمين في ألمانيا؟
في إطار النقد الذاتي، أرى أنه يجب على المسلمين دعم ثقافة الحوار مع جيرانهم الألمان، مع المدارس والمؤسسات، والنقابات والبلديات. يجب عليهم الإنصات لصوت الخائفين منهم وفهم الأسباب. كما يجب على الألمان التوقف عن تعميم الصور النمطية السلبية عن المسلمين.