حرية تدخين الماريوانا تجتذب الشباب إلى مراقص براغ
٢٩ مارس ٢٠١١أضحت العاصمة التشيكية مغناطيسا جاذبا لمرتادي حياة الليل الطامحين إلى التسلية والانبساط، الذين يتوافدون إليها من كل أنحاء العالم وخاصة من أوروبا، يجولون في أرصفتها وفي حاناتها ومقاهيها ويدخنون الحشيش في شوارعها بكل حرية، بعد سماح القوانين التشيكية منذ عام واحد بالاستهلاك الشخصي لأنواع معينة من الأعشاب المخدرة وبكميات محددة، رغم مكافحتها للاتجار بالمخدرات.
براغ: أمستردام الشرق الأوروبي
مرقص ليلي ممتلئ بالشباب والشابات في براغ وفرقة موسيقية تعزف الموسيقى التشيكية المتميزة، الشاب لورينزو يجول ويصول في قاعة الرقص والذي كان قد أسس النادي مع مجموعة من أصدقائه قبل 8 سنوات، وأصبح النادي أسطورة لحياة الليل في براغ، ففي كل ليلة تقريبا تقدم فرق موسيقية في أحد طوابق النادي الثلاثة مقطوعات من الموسيقى.
وقد أصبح النادي، اسمه نادي كروس، منزلاً للفرَق الموسيقية المبتدئة ولكل عازف يود تجريب أسلوبه الموسيقي الخاص على الجمهور كما يقول لورينوز مؤسس النادي الليلي، والذي يرى أنّ الأجواء الموسيقية ترتبط ارتباطا وثيقا بتعاطي المخدرات ويواصل: "أنا شخصيا لم أعد أشرب الكحول منذ سنوات، لكني أعتقد أن كثيرا من المطربين وصلوا إلى ما وصلوا إليه من إبداع بفضل تدخينهم للحشيش، فبعضهم يتعاطى الماريوانا وجمهورهم أيضاً يفعل ذلك".
وبحسب تقديرات لورينزو فإن ثلث زبائن ناديه الليلي هم أجانب من خارج تشيكيا، وهو يلاحظ أن كثيرين منهم يفرحون بقدومهم إلى براغ، فهم يدخنون فيها الأعشاب المخدرة علناً وبكل حرية في الشوارع ويضيف: "هذه أمور ممنوعة في بلدانهم حيث عليهم الاختباء عند تدخينهم بعضا من الأعشاب، ويخشون أن تلقي الشرطة القبض عليهم بمجرد وجود بضعة غرامات من الماريوانا في منازلهم. لحسن الحظ، الحال هنا في براغ مختلف".
غير أن المخدرات ليس مسموحا بها بشكل مطلق في تشيكيا رغم أن القوانين التشيكية كريمة في تعريف الحد المسموح به لحيازة المخدرات، فمنذ عام واحد سمحت السلطات التشيكية بحيازة خمسة عشر غراما من مخدر الماريوانا وغرام ونصف من الهيروين وغرام واحد من الكوكائين دون أية عقوبة ودون أية ملاحقة قانونية، وأصبحت براغ تضاهي أمستردام هولندا في أجوائها.
إحصائيات سلبية وقلق الشرطة
غير أن هناك ما يثير قلق الشرطة المنتشرة في تشيكيا لمكافحة الاتجار بالمخدرات، فمعاقل زراعة المخدرات والاتجار بها في تنامٍ مستمر، وقد سجلت الشرطة إحصائيات سلبية خلال العام الماضي عندما قامت بإتلاف 145 مزرعة مخدرات في البلاد، أي أكثر بـ 75 في المائة من العام الذي سبقه.
ويقول الشرطي التشيكي ياكوب فريدريش إنه من أكثر التشيكيين مكافحة لتجارة المخدرات في البلاد، ويعتقد أن الأمر كان في البداية "رومانسيا" ومنحصراً على تبادل تدخين الماريونا وغيرها في الحدود المسموحة بين الأصدقاء، ويتابع: "لكن بعد ذلك أصبحت هناك إشكالية كبيرة وهي زيادة المتاجرين بالمخدرات في البلاد وبات الأمر ذا طابع تجاري وبات عندنا في تشيكيا عصابات إجرامية نشطة في الاتجار بالمخدرات قادمة من فيتنام ومن هولندا".
ويقول الشرطي إن تجّار المخدرات يجيؤون من البلدان المجاورة كألمانيا وهولندا لاقتناء كميات من الماريوانا أو الهيروين وبيعها في بلدانهم، لكن ما يثير قلق الشرطة التشيكية أيضا هو نوع المخدرات الاصطناعية مثل مخدر الــبريفيتين الذي تنتجه مختبرات تشيكية، كما يرى الشرطي فريدريش أن قانون التسامح الاجتماعي والقانوني مع كميات صغيرة من المخدرات مهما يكن نوعها يعد أكبر مشكلة، وخاصة فيما يتعلق بمخدر الماريوانا الذي أصبح تقليدا اجتماعيا بين بعض شباب تشيكيا.
كيليان كيرشغيسنار / علي المخلافي
مراجعة: يوسف بوفيجلين