حزب "البديل": لا جدول زمني لخروج ألمانيا من الاتحاد الأوروبي
١٣ يناير ٢٠١٩انتقل الجدال حول الخروج من الاتحاد الأوروبي إلى ألمانيا بعد أن قرر اليمين المتطرف إطلاق حملةٍ حول هذه المسألة الحساسة، ملامسا بذلك أحد المحرمات في البلاد، وذلك قبل أيام من تصويت حاسم للبرلمان البريطاني حول بريكست. وفي مؤتمره في بلدة رييسا في مقاطعة ساكسونيا، معقله الانتخابي الرئيسي، اعتمد حزب البديل من أجل ألمانيا برنامجاً يتضمن مسألة الخروج من الاتحاد الأوروبي وذلك قبل أشهر من الانتخابات الأوروبية المقررة في نهاية أيار/مايو.
وتصرف مندبو الحزب ببعض الحذر متجنبين تقديم أي تاريخ محدد، ومتعهدين أن "ديكسيت" أي النسخة الألمانية من بريكست البريطاني، ستطرح "كملاذ أخير" ما لم تجرِ إصلاحات شاملة في الاتحاد الأوروبي في غضون "فترة زمنية معقولة".
وهذه هي المرّة الأولى في تاريخ ألمانيا ما بعد الحرب التي يطرح فيها حزب ألماني بشكل مفتوح مسألة الانتماء الوطني والعلاقة مع الاتحاد الأوروبي. واعتبر التمسك بالبنيان الأوروبي في ألمانيا ولوقتٍ طويل هويةً وطنيةً بديلةً وراسخةً في بلد وصم بالعار بسبب عقود من الهمجية النازية.
مغادرة الاتحاد الأوروبي في حال غياب الإصلاح
ويشدد برنامج الحزب على أنه أمام غياب "إصلاحات عميقة" في الاتحاد الأوروبي "نرى أنه من الضروري وكملاذ أخير، خروج ألمانيا من الاتحاد الأوروبي أو تفكيك هذا الاتحاد" واستبداله بمجموعة بسيطة قائمة على المصالح الاقتصادية.
ويدخل إلغاء البرلمان الأوروبي وعملة اليورو ووضع حدّ "لأسلمة أوروبا"، في مقترحات إصلاح الاتحاد الأوروبي التي يطرحها الحزب.
وأراد العديد من مندوبي حزب "البديل من أجل ألمانيا" في البداية طرح برنامجٍ أكثر تشددا بشأن "ديكسيت"، يتضمن مهلةً زمنيةً لتنفيذ الإصلاحات التي يريدها في الاتحاد الأوروبي، على أن يتزامن هذا الموعد المحدد مع الانتخابات الأوروبية المقبلة المقررة في عام 2024. لكن مسؤولي حزب البديل لألمانيا ضغطوا لعدم تقييد الحزب بتاريخ محدد.
وحذّر الرئيس المشترك للحزب ألكسندر غولاند، معتبرا أنه "سيكون من الخطأ القيام بحملة على أساس مطالب متطرفة". ورأى أن القاعدة الانتخابية الألمانية قد تتأثر سلباً في حال ترجم البريكست بمراحله الأولى بتقلبات حادة في الاقتصاد البريطاني.
كما أن البديل لألمانيا لا يريد عبر مواقف متطرفة تنفير الأغلبية الموالية للاتحاد الأوروبي في ألمانيا.
ويبقى الألمان من بين أكثر الأوروبيين تمسكا بالاتحاد الأوروبي، إذ أن 51 في المائة منهم يقولون إن لديهم ثقة به، وذلك في استطلاع للبرلمان الأوروبي أجري في تشرين الثاني/نوفمبر، وهي نسبة أعلى بتسع نقاط من المعدل الأوروبي، وأعلى ب 23 نقطة مما كانت عليه عام 2015.
وعبر تطرقه ولو بحذر إلى طرح الخروج من الاتحاد الاوروبي، يفتح حزب البديل لألمانيا جبهة سياسية جديدة في البلاد بعد مسألة الهجرة التي استند إليها لتحقيق كل انتصاراته الانتخابية خلال السنوات الثلاث الماضية، عبر رفضه وصول أكثر من مليون طالب لجوء إلى ألمانيا بين عامي 2015 و2016.
م.أ.م/ ي ب ( أ ف ب )