حزن يجتاح العالم بعد رحيل "رياضي القرن" محمد علي
٤ يونيو ٢٠١٦خيمت موجة من الحزن على العالم بعد انتشار خبر وفاة محمد علي كلاي، الذي اختير من طرف بعض المنابر الإعلامية العالمية كأفضل رياضي في القرن الماضي. وقد عبر مجموعة من الرياضيين العالميين عن حزنهم لرحيل أسطورة الملاكمة العالمية. ومن بين هؤلاء بطل العالم السابق في رياضة الملاكمة جورج فورمان، الذي قال "كنت أنا ومحمد علي وفريزر بمثابة رجل واحد، أحس أنني فقدت جزءا مني، فقدت أفضل جزء".
"سيبقى للأبد كأسطورة"
وقال البريطاني تايسون فيوري، بطل العالم السابق في رياضة الملاكمة "أرقد بسلام أيها العظيم في جميع الأزمنة". أما لاعب كرة السلة الأمريكي ليبرون جيمس، فتحدث عن وفاة محمد علي قائلا: "عندما كنت صغير كنت معجبا بما يفعله محمد علي في الحلبة، وعندما كبرت وقرأت عن حياته، تبين لي أن إنجازاته في الحلبة كانت ثانوية، لأن تأثيره خارجها كان أكثر أهمية". وتابع جيمس "لقد كان له وآخرين مثله فضل كبير في النجاح الذي وصل إليه الأمريكيون من أصل إفريقي في عالم الرياضة".
بدوره، كتب سائق سيارات الفورمولا واحد الألماني نيكو روزنبيرغ في تغريدة على موقع تويتر: "محمد علي هو أعظم بطل رياضي في كل الأزمنة، لقد ألهمنا جميعا"، فيما كتب البريطاني لويس هاميلتون، زميله في فريق مرسيدس يقول "أصلي من أجل محمد علي، وكل تفكيري مع عائلته". نعي محمد علي لم يقتصر على الرياضيين فقط، بل شمل أيضا بعض رجال السياسة، ومن بينهم وزير العدل الألماني هايكو ماس، الذي كتب في تغريدة على موقع تويتر يقول: "محمد علي خسر معركته الصعبة الأخيرة، لكنه سيبقى للأبد كأسطورة".
"أنا الأعظم"
و يُعتبر الملاكم العالمي السابق محمد علي، الذي توفي عن 74 عاما فجر اليوم السبت (الرابع من يونيو/ حزيران 2016) بعد يومين من دخوله المستشفى هو أعظم ملاكم عرفته الحلبات العالمية وأحد أشهر الرياضيين في القرن العشرين. وكان يحلو لمحمد علي أن يردد عبارة "أنا الأعظم". ولم يكن علي "الأعظم" في رياضة الملاكمة وحسب، بل الملاكم الأكثر جاذبية في تاريخ رياضة الفن النبيل. فبالإضافة إلى تمتع محمد علي الرياضي بمواهب فريدة وبفنيات عالية ولكمات قوية، أعطى هذا الملاكم الفذ دفعات كبيرة لرياضة الملاكمة بفضل حديثه وميله إلى التصريحات المثيرة للجدل ومعارضته لقانون اللعبة القائم.
وبدأ كاسيوس كلاي، وهو اسمه الأصلي قبل أن يعتنق الإسلام والمولود في 17 كانون الثاني/ يناير 1942 في لويزفيل (ولاية كنتاكي)، ممارسة الملاكمة بعد أن حاول الثأر من ولد صغير سرق دراجته. ونال شرف تمثيل بلاده في أولمبياد روما عام 1960، وكان أصغر الملاكمين في المنتخب الأميركي، وسبق له أن نال جائزة القفاز الذهبي عام 1958 عندما كان في السادسة عشرة من عمره.
"أحوم كالفراشة وألدغ كالنحلة"
وما إن بدأ مسيرته الاحترافية حتى أطلق العنان للسانه عندما قال قبل إحدى مبارياته "أحوم كالفراشة وألدغ كالنحلة". وعندما بلغ الثانية والعشرين من عمره تُوج بطلا للعالم على حساب مواطنه سوني ليستون. وفي اليوم التالي أطلق على نفسه اسم كاسيوس إكس تيمنا بزعيم المسلمين السود في أميركا آنذاك مالكولم إكس، وبعد بضعة أشهر اعتنق الإسلام وبات يعرف باسم محمد علي منذ ذلك الحين.
احتفظ بلقب بطل العالم حتى العام 1967 تاريخ رفضه التوجه إلى فيتنام لخوض الحرب إلى جانب مواطنيه، وإذا كان قد أفلت من دخول السجن بعد الحكم عليه بالسجن لخمس سنوات، إلا أنه مُنع من الملاكمة بسبب ذلك قبل أن يٌعفى عنه عام 1971. وفي العام ذاته دافع عن لقبه ضد جو فريزر في مباراة وصفها محمد علي نفسه بأنها "نزال القرن" وخسرها بالنقاط. قبل أن يستعيد لقبه بعد ثلاث سنوات في مباراة مشهودة ضد جورج فورمان أقيمت في كينشاسا عاصمة الكونغو الديمقراطية (زائير سابقا) عام 1974 عندما أسقط منافسه بالضربة القاضية في الجولة الثامنة.
مشهد مؤثر في أولمبياد أتلانتا
وثأر محمد علي لخسارته أمام فريزر في مانيلا عام 1975، قبل أن يخسر اللقب ضد مواطنه ليون سبينكس عام 1978. واستعاد محمد علي لقبه العالمي للمرة الثالثة (رقم قياسي) ضد سبينكس بالذات بعد سبعة أشهر. بعد ذلك مباشرة اعتزل الملاكمة. لكن الحنين إلى رياضة الفن النبيل وفشله في إدارة أمواله التي جناها جعلته يلبس القفازين من جديد ويصعد إلى الحلبة عام 1980 وهو في الثامنة والثلاثين من عمره ليلقى خسارة مريرة أمام لاري هولمز عندما طلب مدربه إيقاف المباراة بعد الجولة العاشرة، حيث أن محمد علي لم يستطع أن يفعل أي شيء يذكر في تلك المباراة. وبعدها مُنع كلاي من الملاكمة في الولايات المتحدة، ليخوض آخر مباراة له في مسيرته في جزر الباهاما أمام الكندي تريفور بيربيك في ديسمبر/ كانون الأول 1981 ويخسرها بالنقاط وبوضوح تام.
يشار إلى أن محمد علي نال تكريما رائعا من قبل اللجنة المنظمة لأولمبياد أتلانتا عام 1996 عندما أوكلت إليه مهمة إيقاد الشعلة الأولمبية، فقام بذلك ويداه ترتجفان، بسبب مرض باركنسون، في مشهد مؤثر.