حصيلة رسمية جديدة.. ارتفاع عدد قتلى زلزال المغرب إلى 2012
٩ سبتمبر ٢٠٢٣ذكر التلفزيون الرسمي المغربي في ساعة متأخرة من مساء اليوم السبت (التاسع من سبتمبر/ أيلول 2023) نقلا عن بيان لوزارة الداخلية أن عدد ضحايا زلزال المغرب ارتفع إلى 2012 قتيلا. وأضاف أن أعداد المصابين ارتفعت إلى 2059 بينهم 1404 أشخاص في حالة حرجة.
وكانت وزارة الداخلية المغربية قد أعلنت في وقت سابق اليوم أن عدد قتلى الزلزال ارتفع إلى 1305 أشخاص في ساعة متأخرة من مساء اليوم السبت. وأضافت الوزارة أن عدد المصابين ارتفع إلى 1832 بينهم 1220 في حالة حرجة.
وتم احصاء أكثر من نصف الضحايا في إقليم الحوز الجبلي جنوب مراكش. وأشارت الوزارة إلى أن السلطات تواصل "تجندها لتسريع عمليات إنقاذ وإجلاء الجرحى". ودأبت الوزارة اليوم في الإعلان عن عدد الضحايا عدة مرات.
وكانت وزارة الداخلية المغربية قد أعلنت قبل ذلك في حصيلة مؤقتة عن مقتل 1037 شخصا، سجل أكثر من نصفهم في إقليمي الحوز (542) وتارودانت (321).
وقال مسؤول بالوزارة في تحديث متلفز أن حوالي 1204 أشخاص أصيبوا، من بينهم 721 أصيبوا بجروح خطيرة بسبب الزلزال الذي هز عدة مناطق في البلاد. وبحسب الوزارة تم تسجيل 542 حالة وفاة في إقليم الحوز، الذي يقع به مركز الزلزال.
وكانت الوزارة قد أعلنت في وقت سابق أنّ الحصيلة الأولية للزلزال الذي ضرب المغرب ليل الجمعة السبت ارتفعت إلى 820 قتيلا و672 جريحا، بحسب وزارة الداخلية.
وكانت الوزارة قد قالت في وقت سابق إن 632 شخصًا لقوا حتفهم وأصيب 329 جراء زلزال قوي ضرب مناطق في البلاد ليل الجمعة/ السبت (8/ 9 أيلول/سبتمبر 2023)، متسببًا بأضرار جسيمة ومثيرًا الذعر في مراكش ومدن أخرى وفق حصيلة رسمية مؤقتة.
وفي وقت سابق كانت وزارة الداخلية المغربية قد قالت في بيان: "في حصيلة أولية أسفرت هذه الهزة عن وفاة 296 شخصًا بأقاليم وعمالات الحوز ومراكش وورزازات وأزيلال وشيشاوة وتارودانت". وأضافت الوزارة "كما سجلت إصابة 153 شخصًا تم نقلهم إلى المستشفيات".
ونقل موقع "ميديا 24" المغربي عن مصادر طبية أن ثمة "تدفقًا هائلًا" للجرحى إلى مستشفيات مراكش.
وأكد ناصر جابور، رئيس قسم بالمعهد الوطني للجيوفيزياء المغربي، قوله إن الهزة، التي حدد مركزها (80 كلم جنوب غرب مدينة مراكش)، تم استشعارها بالعديد من المدن المغربية في محيط بلغ 400 كلم، مشيرًا إلى أن هذه هي المرة الأولى منذ قرن التي يسجل فيها المعهد هزة أرضية عنيفة بهذا الشكل بالمغرب، وفق ما نقلت عنه وكالة المغرب العربي للأنباء (ماب) اليوم السبت.
وكشف جابور أن الهزة الرئيسية تلتها مئات من الهزات الارتدادية التي بلغت أقواها نحو ست درجات، لكنه أكد أن هذه الهزات الارتدادية "أقل قوة وقد لا تشعر بها الساكنة"، وموضحًا أن "الهزات الارتدادية تفقد قوتها كلما ابتعدنا عن مركز الزلزال".
وأظهرت مشاهد انهيار جزء من مئذنة في ساحة جامع الفنا الشهيرة التي تعتبر قلب مراكش النابض، ما أسفر عن سقوط جريحين. ورأت مراسلة لوكالة فرانس برس مئات الأشخاص يتقاطرون إلى هذه الساحة الشهيرة لتمضية ليلتهم خشية من هزات ارتدادية. وقد استقدم بعضهم البطانيات والأغطية فيما افترش البعض الأخر الأرض مباشرة.
تضامن ألماني وأوروبي مع المغرب
أعرب الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير عن "صدمته الشديدة" حيال الزلزال العنيف الذي ضرب المغرب وأودى بحياة مئات الأشخاص. وقدم شتاينماير العزاء للعاهل المغربي الملك محمد السادس، وأعرب باسم الشعب الألماني عن تعازيه في الضحايا وعن أمنياته بالشفاء العاجل للمصابين.
وكتب الرئيس مخاطبا الملك محمد السادس:" اتمنى لبلدكم بأكمله ولكم الكثير من القوة في أعمال الإنقاذ وإعادة إعمار البنية التحتية المدمرة والمباني. أفكارنا مع أقارب القتلى والمصابين".
كما قدم المستشار الألماني أولاف شولتس السبت التعازي إلى أقارب ضحايا الزلزال "المدمر"، وكتب شولتس، المشارك في قمة مجموعة العشرين في نيودلهي، عبر منصة "إكس": "الأنباء الصادرة من المغرب مروعة. في هذه المرحلة الصعبة نتعاطف مع ضحايا هذا الزلزال المدمر وكل الأشخاص الذين طالتهم هذه الكارثة الطبيعية".
كما عبّر رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، الذي تستضيف بلاده حاليًا قمة العشرين، عن تعازيه لأقارب ضحايا الزلزال، وكتب مودي على منصة "إكس": "حزين جدًا لفقدان أرواح نتيجة الزلزال في المغرب"، مضيفًا: "في هذه الساعة المأساوية أفكاري مع شعب المغرب. تعازينا لمن فقدوا أحباءهم".
من جانبه أعلن رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشيل أن "الاتحاد الأوروبي مستعد لدعم المغرب، في تلك اللحظات الصعبة"، وكتب على منصة إكس: "قلوبنا مع هؤلاء المتضررين بسبب تلك المأساة ورجال الإنقاذ الذين يشاركون في عملية البحث". وأضاف أن نبأ الزلزال كان "مرعبًا".
ومن الدول العربية أكدت مصر "تضامنها الكامل مع المملكة المغربية، حكومةً وشعبًا، في مواجهة الآثار المدمرة لهذا الحادث المروع والمصاب الأليم"، و"مواساتها لأسر الضحايا من أبناء شعب المملكة المغربية الشقيق".
قوة وعمق وموقع الزلزال
وسُجل وقوع الزلزال بعيد الساعة الحادية عشرة مساء بالتوقيت المحلي (22,11 ت غ). وذكر المركز الوطني للبحث العلمي والتقني ومقره الرباط أن قوة الزلزال بلغت 7 درجات على مقياس ريختر وأن مركزه يقع في إقليم الحوز جنوب غرب مدينة مراكش التي تعتبر مقصدا سياحيا كبيرا.
وكان المركز الألماني لأبحاث علوم الأرض قد قال إن زلزالًا بقوة 6.8 درجات على مقياس ريختر هز المغرب في ساعة متأخرة من ليل الجمعة على السبت، مشيرًا إلى أن مركز الزلزال كان على عمق 27 كيلومترًا. وكان المركز قال في وقت سابق إن قوة الزلزال 7 درجات وعلى عمق عشرة كيلومترات.
من جانبه قدر المركز الأورومتوسطي لرصد الزلازل، وهو هيئة علمية متخصصة بالنشاط الزلزالي في منطقة البحر المتوسط، قوة الزلزال بـ6,9 درجات.
وذكرت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية أن الزلزال وقع على بعد حوالي 72 كيلومترًا شرقي مدينة مراكش المغربية. وأفادت تقارير أن سكان العاصمة الرباط ومدن الدار البيضاء ومراكش والمحمدية وأغادير شعروا بالزلزال، مما أثار الذعر بين السكان والسياح في مراكش.
وسجلت بعض الحسابات على منصات التواصل الاجتماعي اللحظات الأولى لحدوث الزلزال. وأظهرت المقاطع المصورة المنشورة على المنصة أشخاصًا يهرولون إلى الشوارع وأبنية تهتز، كما عكست مواقع التواصل وضع الناس خلال وبعد الزلزال. "رأينا الموت".. هكذا عاش المغاربة ليلة أعنف زلزال منذ قرن!
يُذكر أن آخر زلزال مدمر شهده المغرب أصاب مدينة الحسيمة في شباط/فبراير 2004 وتسبب بمقتل حوالي 630 شخصًا وخلف مئات الجرحى، وكان بشدة 6.3 درجة.
ع.غ/ ص.ش/م.ع.ح/ع.ج.م/ف.ي/ أ.ح (رويترز، أ ف ب، د ب ا)