حكام مونديال ألمانيا 2006 في مرمى سهام النقاد
٢٠ يونيو ٢٠٠٦أخطاء الحكام المتتالية من قرارات خاطئة، أهداف صحيحة غير محتسبة، بطاقات صفراء وحمراء ورفع راية التسلل في غير موقعها الصحيح، كلها أخطاء تسببت في وداع بعض الفرق للمونديال. هل هي مجرد أخطاء عادية أم أنها كبوات كروية لا تحمد عقباها؟ هذه الأسئلة تشغل بال عشاق الكرة المستديرة في شتى أنحاء المعمورة. ففي الوقت الذي يبدي فيه مسئولو الفيفا رضاهم عن أداء حكام مونديال ألمانيا، تعلو أصوات كروية لا يمكن التغاضي عنها وتحذر من العواقب الوخيمة لسلسلة من الكبوات التحكيمية التي تسببت في خسارة غير مستحقة لبعض الفرق رفيعة المستوى مثل ساحل العاج. كما لم تطرح هذه الأسئلة إلا جرّاء ما نتج عن سوء التحكيم في هذا المونديال، والذي يعتبر فيه أداء الحكام اسوء ظاهرة في كل مباراة تقريبا من هذا الحفل الكروي، لأن قرارات التسلل والتوزيع المتسرع والمفرط للكروت الصفراء لمجرد تدخل خشن أو الحمراء أحيانا، وعدم احتساب ضربات جزاء صحيحة وغيرها من القرارات الخاطئة في أغلب اللقاءات. كل ذلك لم يقلب أوراق أغلب الفرق التي انتهى مشوار المونديال بالنسبة لها بسبب هذه الأخطاء، بل أفسد أيضا متعة المشاهدة لأحداث هذا المونديال على الجميع. وبات مدربوا الفرق المشاركة يدفعون بكل ما يحملون من جهد وأفكار في جعبتهم من أجل إنقاذ مواقفهم ثمنا لغياب مستوى التحكيم المثالي الذي لم نراه حتى الآن في هذا المونديال.
أفيال أفريقيا أهم ضحايا التحكيم السيئ
لم يأتي خروج منتخب ساحل العاج من هذه البطولة عبثاً، فمنتخب الأفيال العاجية يعتبر أفضل الفرق الأفريقية المشاركة على الإطلاق، إلا أن سوء الطالع وأخطاء التحكيم كانت من أهم حرمان جماهير وعشاق هذا الفريق من مشاهدته في الأدوار القادمة. فالمباراة الأولى أمام الأرجنتين لم تخلو من الأخطاء التحكيمية الفادحة حالها حال المباراة الثانية أمام هولندا التي عكست صورة مخجلة جدا لطاقم التحكيم في هذه المباراة، إذ لم يحتسب الحكم الكولمبي أوسكار رويز ضربتا جزاء صحيحتين لمنتخب ساحل العاج إضافة لحالة التسلل التي كان يقف فيها مهاجم هولندا فان نستلروي، والتي أحرز منها الهدف الثاني لهولندا. خروج منتخب ساحل العاج بهذه الطريقة ليس هو الأوحد بل معظم القرارات المتسرعة كانت في انهيار المنتخب الصربي على سبيل المثال أمام الأرجنتين وخروج مباراة السعودية وتونس بالتعادل السلبي وغيرها من المباريات الكثيرة دون الخوض في التفاصيل ولكن يبقى السبب هو التحكيم.
باكنباور و جونتر نيتسر منزعجان من مستوى التحكيم
انتقد رئيس اللجنة الألمانية المنظمة لكأس العالم في كرة القدم وأسطورة الكرة الألمانية فرانتز بكنباور حكام المباريات لإشهارهم الكثير من البطاقات الملونة في وجوه اللاعبين الذين يحاولون إضاعة الوقت. وقال بكنباور في حديثه عن التحكيم أثناء مباراة الإكوادور وكوستاريكا: "من الغباء رفع البطاقات الصفراء في حالات مماثلة، اعتقد أن الحكام يتمادون في هذا الأمر". وأضاف "القيصر" في تصريحه لقناة "زد دي اف" الألمانية: "لو كنت حكما لأنذرت اللاعب شفهيا إذا حاول إضاعة الوقت، ثم اشهر في وجهه البطاقة الصفراء اذا كرر الأمر". وكان حكم المباراة التي فازت فيها الإكوادور على كوستاريكا 3- صفر في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الأولى، البنيني كوفي كودجا انذر المدافع الاكوادوري اوليسيس دي لا كروز وزميله الحارس كريستيان مورا لمحاولتهم إهدار الوقت.
هذا ولم يسلم الحكم الكولمبي أوسكار رويز من عبارات نجم المنتخب الألماني وفريق ريال مدريد في السبعينات جونتر نيتسر اللاذعة، الذي انتقد طريقة تحكيمه في مباراة هولندا وساحل العاج، وقال معبرا عن تضجره لخروج منتخب الأفارقة: "لم أفهم كيف لم يرى هذا الحكم الإعاقة المتعمدة لصالح اللاعب العاجي داخل منطقة الجزاء، التي كانت ستغير نتيجة المباراة كليا فيما إذا احتسبت لصالح المنتخب العاجي"، وقال أيضا نيتسر الذي يقوم بتحليل مباريات كأس العالم خلال القناة الألمانية الأولى ، أنه من الخسارة أن تودع الفرق التي تشارك بشكل جيد ومثير هذه البطولة لمجرد سوء تقدير بعض الحكام."
الفيفا يستبعد مجدداً الاستعانة بالتقنيات الحديثة
ورغم تزايد أخطاء حكام المباريات القاتلة إلا أن ماركوس تسيجلر، المتحدث باسم الاتحاد الدولي لكرة القدم شدد أمس على أن "الفيفا لن يفكر في الاستعانة بتسجيلات الفيديو أو أي تقنية أخرى قد توضع على خط المرمى لتحديد ما إذا كانت الكرة قد تجاوزته حتى يتأكد بنسبة مئة بالمئة من أن تلك الوسائط يمكن الوثوق بها." وطفت هذه القضية على السطح مرة أخرى بعدما أظهرت إعادة تلفزيونية أن المنتخب الفرنسي كان يستحق التقدم بهدفين مقابل لاشيء على كوريا الجنوبية في الدقيقة 32 من الشوط الأول لمباراتهما أمس الأحد ضمن منافسات المجموعة السابعة لكأس العالم بعدما سدد لاعب خط الوسط باتريك فييرا الكرة برأسه من ركلة ركنية بدا أنها تجاوزت خط المرمى قبل أن يدفعها الحارس الكوري لي وون جاي بعيدا. وكانت المباراة حقا ستختلف تماما لو احتسب الحكم المكسيكي بينيتو ارشونديا الهدف. وتعادل الفريقان في النهاية 1-1 مما جعل مهمة صعود فرنسا إلى الدور الثاني أكثر صعوبة. يذكر أن الفيفا قام باختبار تقنية جديدة العام الماضي عندما استخدم كرة تحتوي بداخلها على شريحة الكترونية في بطولة كأس العالم للشباب تحت 17 عاما التي أقيمت في بيرو.