حلفاء نافالني والغرب يحملون موسكو المسؤولية عن وفاته
١٦ فبراير ٢٠٢٤دان المستشار الألماني أولاف شولتس وفاة نافالني قائلا إن المعارض الذي عاد إلى روسيا بعدما خضع للعلاج في برلين إثر محاولة تسميم قبل سنوات "دفع الآن حياته ثمنا لشجعاته".
وأشادت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك بالسياسي المعارض الروسي أليكسي نافالني الذي توفي في سجنه في سيبيريا باعتباره نموذجا للحرية والديمقراطية. وكتبت بيربوك على منصة إكس: "كما لم يكن أحد آخر، كان أليكسي نافالني رمزًا لروسيا الحرة والديمقراطية. لهذا السبب بالذات كان يجب أن يموت".
وأعربت الوزيرة الألمانية عن تعازيها لأقارب المعارض الروسي البارز، قائلة: "أفكاري مع زوجته وأطفاله".
بايدن: الوفاة من فعل "بوتين وعصاباته"
وأعرب الرئيس الاميركي جو بايدن عن "غضبه" لوفاة نافالني في السجن، معتبرا أنه "صوت قوي من أجل الحقيقة"، ومؤكدا أن الرئيس الروسي فلاديمير "بوتين مسؤول" عن وفاته. وقال بايدن في البيت الأبيض بعدما أعلن مسؤولون في مصلحة السجون الروسية وفاة نافالني "لا نعرف بالضبط ماذا حدث، لكن ليس هناك شك في أن وفاة نافالني كانت نتيجة لشيء فعله بوتين وعصاباته". وأضاف "السلطات الروسية ستروي قصتها... لكن لا تنخدعوا، لا تنخدعوا، بوتين مسؤول عن وفاة نافالني".
وأكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن روسيا "مسؤولة" عن وفاة نافالني. وقال إن "وفاته في سجن روسي والتركيز على رجل واحد والخوف منه يسلّط الضوء على الضعف والتعفّن في قلب المنظومة التي بناها بوتين".
وفي تصريحه إلى الإذاعة الوطنية العامة "إن بي آر"، أكد جيك سوليفان مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي جو بايدن أن الحكومة الأمريكية لم تتلق بعد تأكيدا بوفاته، لذا فهي تحجم عن التعليق في الوقت الحالي. وقال سوليفان: "بالرجوع إلى تاريخ الحكومة الروسية الطويل والدنيء في إيذاء معارضيها، فإن هذا يثير تساؤلات حقيقية وواضحة حول ما حدث هنا".
فيما اتّهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماركون روسيا بإصدار أحكام الإعدام "على أصحاب الفكر الحر"، معربا عن "غضبه" حيال وفاة نافالني في السجن. رأى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أنه من "الواضح" أن نافالني قتل بأيدي نظام بوتين، مضيفا أن ذلك يوضح لماذا يتعين دفع بوتين إلى "خسارة كل شيء ومحاسبته على أفعاله".
"نافالني توفي من أجل مثله العليا"
من ناحيته، ذكر رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشيل على موقع التواصل الاجتماعي"إكس" أن المعارض الروسي البارز، أليكسي نافالني، توفي من أجل مثله العليا. وقال ميشيل "المقاتلون يموتون. لكن النضال من أجل الحرية لا ينتهي أبدا".
وأضاف ميشيل "ناضل نافالني من أجل قيم الحرية والديمقراطية، وقدم التضحية القصوى من أجل مثله العليا". وتابع "أتقدم بأخلص التعازي لأسرته. وإلى هؤلاء الذين يقاتلون من أجل الديمقراطية بمختلف أنحاء العالم وفي أحلك الظروف".
وأكدتالأمم المتحدة (16 فبراير/ شباط 2024)، بأنها تشعر بـ"الهلع" حيال نبأ وفاة المعارض الروسي الأبرزأليكسي نافالني في السجن، داعية السلطات الروسية إلى "وضع حد للاضطهاد". وقالت الناطقة باسم مفوّضية الأمم المتّحدة لحقوق الإنسان ليز ثروسيل إن "جميع من اعتقلوا أو صدرت بحقهم احكام مختلفة بالسجن بسبب الممارسة المشروعة لحقوقهم، وخصوصا الحق في حرية التعبير والتجمع أو التعبير السلمي، يجب الإفراج عنهم فورا وإسقاط كل التهم المساقة بحقهم".
وأضافت "إذا توفي شخص ما أثناء احتجازه لدى الدولة، فيفترض بأن الدولة هي المسؤولة، وهي مسؤولية لا يمكن دحضها إلا من خلال تحقيق محايد وشامل وشفاف تجريه هيئة مستقلة"، مطالبة السلطات الروسية بـ"السهر على اجراء تحقيق مماثل".
وقال إيفان جدانوف، حليف المعارض الروسي أليكسي نافالني، في بث مباشر على يوتيوب اليوم الجمعة إنه إذا تأكدت وفاة نافالني في السجن فإنها لن تكون وفاة "طبيعية" بل "اغتيال سياسي". ولم يقدم جدانوف أدلة.
وكانت دائرة السجون الاتحادية الروسية، قد أعلنت في وقت سابق اليوم الجمعة، وفاة المعارض الروسي البارز أليكسي نافالني في السجن، وذلك بعد تعرضه لوعكة صحية، مؤكدة على أن التحقيقات جارية لتحديد أسباب الوفاة. وذكرت دائرة السجون أن نافالني (47 عاما) سقط على الأرض، اليوم الجمعة، بعد فترة سير في المستعمرة العقابية التي يقبع بها، حيث فقد الوعي على الفور، وأضافت أن محاولات المسعفين لإنعاشه باءت بالفشل.
وذكر المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أنه تم إطلاع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على وفاة نافالني، لكنه لم يدل بمزيد من التفاصيل. وذكر فريق نافالني أنه لم يتلق بعد تأكيدا لوفاته. ونقلت صحيفة "نوفايا غازيتا" المستقلة عن ليونيد سولوفيوف محامي نافالني قوله: "لن أعلق على الإطلاق، بناء على طلب أسرة أليكسي نافالني".
موسكو تحذر الروس من التظاهر
حذرت سلطات موسكو الجمعة سكان العاصمة الروسية من اي تظاهرات "غير مرخصة" بعد إعلان وفاة أبرز معارض للكرملين اليكسي نافالني. وقالت النيابة العامة في موسكو ان "تنظيم أي تجمعات غير مرخصة والدعوات الى احداث مماثلة او المشاركة فيها تشكل تجاوزا اداريا"، محذرة "من اي انتهاك للقانون".
ونشرت وسائل إعلام روسية مستقلة مقطعا مصورا يظهر المعارض الروسي البارز أليكسي نافالني بحالة صحية جيدة أمام محكمة قبل يوم واحد من إعلان وفاته، اليوم الجمعة. وقال صحفيون في بوابة "سوتا" الإخبارية إن نافالني بدا "مبتهجا وبصحة جيدة ويقظا"، وعرضوا عبر تطبيق تليغرام مقطعا مصورا مدته 30 ثانية، دون صوت، يظهر فيه نافالني وهو يتحدث ويبتسم. وعانى الناشط السياسي بصورة واضحة من آثار السجن عليه، وشكا مرارا من ظروف محبسه، إلا أنه دائما ما ظهر يقظا.
ع.ش/ ف.ي (أ ف ب، دب أ، رويترز)