حملة تضامن واسعة مع اللاجئين السياسيين في ألمانيا
٢٦ ديسمبر ٢٠١٤شهدت ألمانيا مؤخرا مظاهرات ضد ما يطلق عليه ب"أسلمة الغرب"، فأحرقت بعض مساكن اللاجئين السياسيين من قبل مواطنين ألمان لا يرغبون في وجود لاجئين سياسيين في جوارهم. غير أن هناك ألمان آخرون كثيرون يريدون مساعدة اللاجئين من سوريا وأفغانستان وإريتريا وغيرها فيكونون جمعيات لهذا الغرض. "نسمع في كل يوم عن مبادرة جديدة لم نكن قد سمعنا عنها من قبل"، كما يقول بيرند ميسوفيتش من منظمة برو أزيل Pro Asyl، التي تعنى بشؤون اللاجئين. وغالبية هذه المبادرات الشعبية تنشأ في المناطق، التي تستقبل لاجئين.
ويقول بيرند، الناشط في مساعدة اللاجئين السياسيين منذ ثلاثين عاما، إنه لم يشهد مثل هذا الدعم الشعبي للاجئين منذ أزمة البلقان مطلع التسعينات. ويضيف "أعتقد أن السبب يعود إلى أن الناس مطلعون بشكل جيد على الوضع في بلدان اللجوء من خلال الإعلام. وهذا يوقظ لدى الكثيرين الرغبة في المساعدة".
نقطة مركزية للمتطوعين
وسواء تعلق الأمر بتقديم مسكن أو دروس اللغة الألمانية أو التبرع بالملابس، فإن مجالات المساعدة كبيرة جدا. لكن ألمانيا ما زالت تفتقد لنقطة مركزية لتجميع المبادرات والتنسيق بينها. لذا يطلب كثير من اللاجئين المساعدة من منظمة برو أزيل، المختصة بالدرجة الأولى بالعمل السياسي.
الصحفية بيرتي فوغل لاحظت هي الأخرى غياب نقطة مركزية، لذلك أنشأت موقعا على الإنترنت نهاية تشرين الأول/أكتوبر الماضي وأطلقت عليه اسم "كيف يمكن أن أساعد"، وهي تقوم في كل يوم تقريبا بالتعريف بمبادرة جديدة على الموقع. وبذلك يمكن للراغبين في المساعدة البحث عن منظمة أو مبادرة في مدينتهم أو حسب المجال الذي يرغبون فيه المساعدة. كما يساعد الموقع على تعريف الناس بالمجالات التي هي حقا في حاجة إلى متطوعين، كما تقول بيرتي فوغل.
بعض المتطوعين يزورون اللاجئين في مراكز تجميعهم. وبعضهم يجمع تبرعات مالية وعينية ويوصلها إلى الجهات المسؤولة، ولا يقوم بتوزيعها بنفسه على اللاجئين. فقد أثبتت التجارب أن النوايا الحسنة وحدها لا تكفي، خاصة وأن كثيرا من اللاجئين يعانون من صدمات نفسية عنيفة ويجب التعامل معهم باحترافية وأن لا يتم استغلال حاجتهم للمساعدة، كما يقول بيرند. لذا فمن الضروري تنسيق المساعدات، تقول بيرتي. وعن نفسها تقول إنها تستطيع فقط جمع المبادرات الأهلية وتشبيكها مع بعضها البعض، وهو عمل تقوم به تطوعيا. وتضيف: " خلال شهرين زار الموقع أكثر من 30 ألفا رغم عدم تمويل الموقع على الإنترنت، وهذا يظهر مدى الاهتمام بمساعدة اللاجئين".
ثقافة جديدة
هذا الإقبال على الموقع يعني بالنسبة لبيرتي فوغل، أن ثقافة جديدة تنشأ في ألمانيا وهي ثقافة الترحيب، وتضيف قائلة: "طبعا لا يجب التقليل من أهمية المتطرفين اليمينيين المعادين للأجانب، لكن لا يجب أن نغفل بأي حال من الأحوال التطورات الإيجابية التي يشهدها المجتمع الألماني".
وهذا هو ما تؤمن به مارايكه غايلينغ ، التي أنشأت موقعا على الإنترنت لمساعدة اللاجئين السياسيين في العثور على سكن مشترك لهم مع آخرين. وتوضح أن حوالي 190 شخصا سجلوا أسماءهم على موقعها وأنهم مستعدون لاستضافة لاجئين سياسيين في بيوتهم، وتضيف: "النقاش حول كيفية مساعدة اللاجئين كبير جدا".