حوافز وتحذيرات أمريكية للسودان بشأن اتفاق السلام
١٥ سبتمبر ٢٠١٠قال سكوت غريشن، المبعوث الأمريكي إلي السودان، إن الولايات المتحدة عرضت على السودان حزمة حوافز جديدة تشمل التجارة والاستثمار وتخفيف أعباء الديون واعترافاً دبلوماسياً كاملاً إذا توصل إلى تسوية للمسائل العالقة بشأن دارفور واستفتاء على انفصال الجنوب. وتأتي الحزمة الجديدة في إطار الجهود التي تبذلها إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لتسوية عقود من الصراع في السودان وإقناع جميع أطراف النزاع بتسوية المشاكل قبل استفتاء على الاستقلال في جنوب السودان، من المقرر إجراؤه في التاسع من يناير/ كانون الثاني. ونقل غريشن الخطة الجديدة، التي يمكن اعتبارها خارطة طريق لتطبيع علاقات السودان مع المجتمع الدولي، إلى مسؤولين في كل من جنوب السودان والخرطوم مطلع الأسبوع الجاري وقال إنها لقيت استقبالاً جيداً.
من ناحية أخرى أشار غريشن في حديث لرويترز إلى أن الحزمة الجديدة توضح فوائد اتفاق محتمل، بينما تحدد أيضاً عواقب محتملة بما في ذلك عقوبات جديدة في حال تدهور الوضع أو في الفشل في تحقيق تقدم. كما أكد في سياق متصل أن "تطبيع العلاقات مع الولايات المتحدة يظل رهناً بالتطبيق الكامل لاتفاق السلام بين السودانيين والسلام وتطبيق العدالة في دارفور".
"السودان في أخطر مرحلة في تاريخه"
من ناحيته اعتبر رئيس الوزراء السوداني الأسبق وزعيم "حزب الأمة" المعارض الصادق المهدي أن بلاده تواجه "أخطر مرحلة في تاريخها"، وأن الشهور المقبلة ستحدد مصير السودان. كما توقع نشوب خلافات بسبب نتائج استفتاء تقرير مصير الجنوب المقرر مطلع العام المقبل ما قد يضع البلاد أمام ما اعتبره "سيناريو كارثي ومواجهات مدمرة". وفي الوقت نفسه حذر المهدي في مقابلة مع صحيفة "الحياة" اللندنية نشرتها اليوم الأربعاء من أن الاختلاف المتوقع على نتائج الاستفتاء يهيئ الظروف للاقتتال وأن الانفصال سيكون محطة من محطات المواجهات وليس المحطة النهائية لحل المشاكل، إذا لم تحسم القضايا العالقة بين شريكي الحكم.
لكنه رأى من جانب آخر أن إنقاذ الأوضاع لا يزال ممكناً عبر إسناد ملف الاستفتاء إلى الأمم المتحدة، وتشكيل "مفوضية حكماء" جامعة ومحايدة يرضى عنها الطرفان "تكلف بمهمة بحث النقاط العالقة بينهما وتحديد حلول لها في فترة زمنية مريحة".
من جانبه شدد الأمين العام للأمم المتحدة في مقابلة مع وكالة فرانس برس على أن الاستفتاء المقرر في السودان في يناير/ كانون الثاني "سيشكل أهمية قصوى للسلام والأمن في المنطقة وأنحاء أخرى"، معرباً عن "قلقه الشديد" على الوضع الإنساني في دارفور. وأوضح الأمين العام أن "ملف السودان سيكون إحدى أولى الأولويات، لهذا السبب دعوت إلى اجتماع حول السودان على مستوى رفيع" في 24 أيلول/ سبتمبر المقبل. ورحب بان كي مون باعتزام الرئيس الأميركي باراك أوباما المشاركة شخصياً في هذا الاجتماع.
(ط.أ/ د ب أ/ رويترز/ أ ف ب)
مراجعة: عماد مبارك غانم