خالد الهاجري: الشمس ستظل تشرق في قطر ...!
٦ ديسمبر ٢٠١٢DW: قطر بلد تسطع فيه الشمس بشكل دائم تقريبا، لدرجة يمكن معها تغطية حاجيات البلاد من الكهرباء بفضل طاقة الشمس لوحدها. هل يعود عدم تطبيق ذلك على أرض الواقع لاعتبارات تكنولوجية، أم للاحتياطيات الهائلة من النفط والغاز في المنطقة؟
الهاجري: اقتصاد قطر قوي جدا، نحن ننتمي للدول التي يتمتع فيها الفرد بأعلى نسبة دخل، فنحن نملك احتياطيات هائلة من الغاز ونزود بها العالم. ولا يزال الغاز من أكثر مصادر الطاقة الأحفورية الرفيقة بالبيئة. ومع ذلك فإننا نعمل على تطوير الطاقات المتجددة، لأننا قلقون من التغيير المناخي. ولكني أعتقد أنه من الأفضل الاستفادة من المصدرين معا.
تأثير الغاز على المناخ ليس محايدا تماما. هل تتصور في المستقبل اعتمادا أكبر على الطاقة الشمسية، خصوصا بالنسبة لسوق الكهرباء المحلية، ولما لا للتصدير أيضا؟
بالطبع لن يكون بإمكاننا تجنب استخدام مصادر الطاقة التقليدية، ولكني أتوقع أن تغطي الطاقات المتجددة نسبة كبيرة من حاجياتنا من الكهرباء. أما التحول التام والكامل للطاقات المتجددة فهو من الأمور المتروكة للمستقبل.
ونحن نعمل حاليا مع الحكومة من أجل إيجاد السبل الناجعة، حتى يتمكن القطريون في المستقبل من الاستفادة من الطاقة الشمسية. أنا متفائل بأن الطاقة الشمسية ستشهد في قطر انتعاشا خلال السنوات المقبلة.
هل أثر الجدل الدائر حول التغيير المناخي على طريقة التفكير في مصادر الطاقة في قطر ودول الخليج؟
نعم، هذه قضية مهمة جدا، كلنا نعلم أن التغيير المناخي يطرح أمامنا تحديات كبيرة. ونحن نبحث عن حلول من شأنها ضمان حياة أفضل للأجيال المقبلة. لذلك أنا سعيد جدا لكون مجلس التعاون الخليجي قرر تطوير الطاقات المتجددة. وهذا يعني تغييرا في الثقافة الاقتصادية، ودليلا على أننا مستعدون في منطقتنا للتفكير في الإجراءات المناسبة بهذا الشأن، خصوصا مع وجود قلق بإمكانية تلاشي سوق النفط والغاز إذا ما قرر العالم اختيار الطاقات المتجددة كمصدر للطاقة.
إنه خيار بدأ من الآن، ومع ذلك فلا أرى في ذلك خطرا علينا. ما لا نستهلكه اليوم أو غدا سيتم استهلاكه في خمسين أو مائة عام. فلا ينبغي علينا التفكير بشكل سلبي، وإنما النظر إلى المستقبل بشكل يجعلنا نستفيد من الطاقة التي توفرها لنا الشمس. فالأكيد هو أن الشمس ستظل تشرق حين تنفذ مصادر الطاقة الأخرى.
خالد الهاجري مدير شركة قطر لتقنيات الطاقة الشمسية، (QSTec) وهي كونسورسيوم تساهم فيه مؤسسة قطر الحكومية بنسبة 70%، وشركة سولاروورد (Solarworld) الألمانية بنسبة 29% وبنك قطر للتنمية بنسبة 1%. ويبني الكونسورسيوم حاليا في قطر مصنعا للبوليسيليسيوم لإنتاج الخلايا الشمسية.