خبير ألماني: على تركيا تغيير سياستها إزاء الأكراد
٢٢ يوليو ٢٠١٥
DW: سيد زويفرت، تقول مجموعات كردية، إن الحكومة التركية تتحمل قسطا من المسؤولية على التفجير في سروج، هل هذا الاتهام في محله؟
زويفرت: حتى الآن لا دليل على دعم ملموس قدمته تركيا لتنظيم "الدولة الإسلامية". لكن ما نعرفه هو أن تركيا تدعم رسميا جماعات جهادية مثل جبهة النصرة، التي تتولى هي والسعودية تدريبها وتسليحها. و"الدولة الإسلامية" والنصرة لديهما تقريبا نفس الموقف الإيديولوجي.
كذلك، وحين هجّر تنظيم "الدولة الإسلامية" الأكراد من مدينة تل أبيض في السابع عشر من حزيران/ يونيو الماضي إلى الحدود التركية، خشيت تركيا من أن يوسع أكراد سوريا سيطرتهم إلى داخل حدودها، وهي تعتبر ذلك خطرا عليها. تركيا، ومنذ اندلاع الحرب الأهلية في سوريا، تخشى من أن يرسخ الأكراد في سوريا الحكم الذاتي. في حين قللت تركيا من الخطر الذي يشكله تنظيم "داعش"، لأن هدف تركيا الرئيسي هو إسقاط نظام بشار الأسد، وكل ما عدا ذلك ينطوي تحت هذه السياسة.
كيف يمكن وصف إستراتيجية طويلة الأجل لسياسة أنقرة في المنطقة تجاه سوريا والعراق والأكراد؟
الإستراتيجية طويلة الأجل لتركيا في المنطقة كانت دائما واضحة وهي الحيلولة دون حصول الأكراد في تركيا وخارجها على إدارة ذاتية. لكن لا يمكن الاستمرار في هذه الإستراتيجية. نحن نشاهد كيف أن الحكومة التركية، التي تخوض حربا منذ 30 عاما في تركيا نفسها ضد حزب العمال الكردستاني، اضطرت في النهاية إلى التفاوض. هذه السياسة سوف تفشل، لأنه لا يمكن وقف هذا الزخم والديناميكية في الحركة الوطنية الكردية.
إذا تبين أن "داعش" مسؤول عن التفجير الانتحاري في الأراضي التركية، فهل ستغير تركيا إستراتيجيتها؟
نعم، بالتأكيد. لكن هذا ليس هو الهجوم الأول لتنظيم "داعش" في تركيا، فقد وقعت ثلاثة هجمات أخرى في الشهور الماضية. ونحن نرى الآن أن تركيا بدأت في تغيير موقفها بعد هذه الهجمات، وأيضا بسبب الضغوط الأمريكية.
ونحن نعرف أنه تم اعتقال بعض مؤيدي "داعش" في تركيا ليسوا على علاقة بالهجمات. وهذا تطور جديد، كما أن الجيش التركي بدأ يعلن أسبوعيا عن عدد أنصار "داعش" الذين يعتقلهم على الحدود. والولايات المتحدة وأوروبا تطالب تركيا منذ عام ونصف العام بوضع حد لتنقل المقاتلين عبر حدودها. وهناك من يعتقد أن هجوم سروج هو انتقام لسياسة تركيا الجديدة إزاء "داعش".
هل هناك أيضا موقف تركي يرى أن "الإسلام الداعشي" قد يزعزع استقرار تركيا نفسها، بسبب وجود متعاطفين فيها مع تنظيم "الدولة الإسلامية"؟
تركيا هي بالطبع ليست دولة متجانسة. المعارضة العلمانية حول حزب الشعب الجمهوري تطالب منذ سنتين بتغيير السياسة التركية إزاء سوريا. وهناك حزب مشروع مؤيد للأكراد في البرلمان ويتهم الحكومة والمخابرات التركية بالدرجة الأولى بغض الطرف عن أنصار "داعش".
واليوم هناك مقاتلون شباب من الأتراك والأكراد في صفوف "داعش"، وفي الوقت نفسه يقاتل عدد كبير من اليساريين الأكراد من تركيا في صفوف أكراد سوريا.
هذا يعني، أن تركيا اعتبرت قتال شبابها مع هذا الطرف أو ذاك في الحرب الأهلية السورية أمراً عادياً ولم تفعل شيئا يُذكر ضد ذلك. وهي ترى "الحكومة التركية" أن تدخلها في الحرب الأهلية السورية يرتدّ عليها. لذا يجب أن تغيير هذه السياسة وهي سوف تتغير. الصعوبة التي تواجهها تركيا تكمن في عدم حل مشكلة الأكراد لديها. ويمكن لتركيا أن تخرج من هذا المأزق فقط، إذا غيّرت من سياستها الخاصة بالأكراد.
الدكتور غونتر زويفرت خبير بالشأن الكردي في معهد البحوث الدولية والأمنية في برلين
أجرى الحوار: كريستوف هاسيلباخ
ترجمة: عبد الرحمن عثمان