خبير: تركيا وإيران لاعبان أساسيان في استقلال إقليم كردستان
٢٩ يونيو ٢٠١٧الدولة الكردية: حلم تاريخي يقترب ولكن للواقع لغة أخرى
سيعقد في 25 سبتمبر 2017 استفتاء غير ملزم بشأن الاستقلال في كردستان العراق. كان من المقرر إجراءه في عام 2014 وسط جدل وخلاف بين حكومة كردستان الإقليمية والحكومة الاتحادية في العراق. ووصفت تركيا خطة أكراد العراق إجراء استفتاء على "الاستقلال" في سبتمبر/أيلول المقبل بأنه "خطأ فادح"، في حين أعلن متحدث باسم الحكومة العراقية أن بغداد تعارض أي تحرك من جانب الأكراد سعيا للاستقلال. من أجل فهم أكبر لأبعاد هذه الخطوة الكردية المثيرة للجدل، حاورتDW عربية مدير وحدة مصطفى برزاني للدراسات الكردية بجامعة إيرفورت د. فرهاد إبراهيم.
ما هي فرص تأسيس دولة كردية من الناحية القانونية وفقا للدستور العراقي ودستور كردستان؟
أود أن أشير إلى أن هذا الاستفتاء ليس فقط من أجل استقلال كردستان، بل هو أيضا من أجل المصادقة على الدستور الكردستاني الذي صيغ منذ نحو عشر سنوات ولم يتم المصادقة عليه لحد الآن، نتيجة لمعارضة بغداد ودول إقليمية كبرى.
بالنسبة للإقليم فإن نتائج الاستفتاء ستوفر مرجعا قانونيا يمكن التعويل عليه للاستقلال، بالنسبة للدستور العراقي فإن حدود دولة العراق محددة ضمن الدستور، ومن الطبيعي ان يتم رفض أية انفصال لأقاليمه. حكومة بغداد تصر على استفتاء يشمل كل العراقيين، إلا أن هذا لم يحدث سابقا في السودان ولا اسكتلندا وفي غيرها من البلاد. الاستفتاء كان لمن يريدون الانفصال وليس لكل الدولة.
هل ستكون هذه الدولة قابلة للحياة؟
نعم في حال وافقت تركيا على ذلك، الحقيقة أن الوضع الجغرافي صعب، فالإقليم محاط بالدول التي ترفض وجوده كدولة، أعتقد أن الرفض التركي هو أمر شكلي فقط، الخطر الأكبر هو من إيران. إيران استطاعت التحكم في الحياة السياسية في العراق، ومن الطبيعي أن تتدخل بقوة من أجل رفض وجود دولة كردية. بالنسبة لتركيا فقد يكون من الممكن إقناعها في حين توفرت ضمانات مثل استمرار إمدادها بالبترول، وضمانة وحدة أراضيها الجغرافية واعتقد أن كل هذا أمور ممكنة، الإقليم مرتبط مع تركيا باتفاقيات طويلة الأمد. كما أن حزب العمال الكردستاني لا تجمعه علاقة جيدة بحكومة الإقليم الكردي، وهو ما يشكل نقطة جيدة لتركيا في وجود دولة صديقة لها، في خضم الجوار المعادي.
أعتقد أيضا أن قلة السيولة النقدية للإقليم ليست مشكلة، وذلك لوجود احتياط نفطي وغازي كبير، يمكن التعويل عليه من أجل الحصول على قروض مالية ومشاريع تنموية خارجية، إلا أن ذلك مربوط بموافقة تركية. أردوغان لم يعلن رفضه صراحة للموضوع، بل كان الرفض عن طريق وزارة الخارجية، وهو ما يدفعني للقول أن المعارضة التركية هي أمر شكلي وليس حقيقي، والدولة الكردية قد تستطيع التغلب على هذه العقبة.
هل من الممكن أن تلعب هذه الدولة دورا في التجاذبات الدولية في المنطقة في ظل الصراعات الدائرة؟
أعتقد أن الحكومة الكردية ستكون حذرة في التورط في أي صراع خارجي، بل أنها ستحاول إقامة علاقة طيبة مع جيرانها العرب، وذلك لأسباب كثيرة. حتى في داخل كردستان هناك تيارات إسلامية وقوى إصلاح تركز على تمتين العلاقات بالجوار العربي والإسلامي. أعتقد كذلك أن دولا عربية مثل السعودية والإمارات وبعض الدول الخليجية الأخرى ستعترف بالدولة الكردية وستقيم علاقات معها. بالنسبة لإسرائيل فإنّ الحكومة الإسرائيلية كانت من ضمن الدول الأولى التي أرسلت تطمينات للإقليم بأنها ستعترف به في حال إعلان الدولة. وهو ما أدى إلى وجود علاقة بينها وبين كردستان. إلا أنني لا أعتقد أن العلاقات مع إسرائيل ستكون قوية أو متينة وذلك لاعتبارات كثيرة أهمها الجانب الديني والتعاطف مع فلسطين.
كيف ستكون الدولة المرتقبة بدون مسعود برزاني؟
أعتقد أن السلطة ستبقى ضمن الحزب الوطني الكردستاني، إلا أنّ الشخصيات السياسية الحاكمة سوف تتغير. قد يعرب مسعود برزاني عن رغبته في مواصلة الحياة السياسية، إلا أنه وبسبب تقدمه في العمر قد يكون تأثيره بشكل فخري أو رمزي للحزب أو للدولة. مسعود برزاني قد يكون رئيسا فخريا للدولة الكردية.
الدكتور فرهاد إبراهيم - مدير وحدة مصطفى برزاني للدراسات الكردية – جامعة إيرفورت.
أجرى اللقاء: علاء جمعة