ختان الذكور يحمي من الإصابة بالايدز
١ ديسمبر ٢٠١٣في إطار مكافحتها لمرض الايدز والوقاية منه، وضعت الحكومة الرواندية برنامجا طموحا لختان مليوني رجل حتى نهاية العام، لكن هذا الهدف لم يتم تحقق منه إلى غاية اللحظة سوى 10 بالمائة.
يقول مدير البرنامج دكتور سابين نسانزيمانا "حين بدأنا البرنامج كنا طموحين جدا"، فكل الحملات السابقة لم تأت بنتيجة مرضية حتى الآن. إذ أن استخدام الواقي الذكري لم يكن فعالا، والنتيجة التي حققها لا تذكر، لكن مع الختان تغير الوضع "فهو ممكن التحقيق ولا يحتاج المرء لتكراره" يقول نسانزيمانا.
وبالنسبة للرجل المختون فإن إصابته بفيروس الايدز تقل بنسبة تصل إلى 60 بالمائة مقارنة بغير المختون، حسب ما توصل إليه الباحثون في شرقي القارة الأفريقية. كذلك تنصح منظمة الصحة العالمية وبرنامج الأمم المتحدة المشترك لفيروس الايدز (UNAIDS) بختان الذكور. ويقول غوليس موغابو، المختص بشؤون مرض الايدز لدى منظمة الصحة العالمية في رواندا "ليس هناك شك مطلقا بالنسبة للنتائج التي توصلنا إليها، ونقوم بمراجعتها بشكل دوري".
وفي أوغندا وحتى في كينيا تتم المراهنة على ختان الذكور في مكافحة مرض الايدز والوقاية منه. لكن نسبة انخفاض الإصابة بالعدوى غير معروفة بدقة. ويعتقد العلماء أن الختان يغير بيئة الجراثيم الموجودة على العضو الذكري، ويصعب عليها البقاء.
هذا وقد واجهت حملة الختان في رواندا صعوبة في بدايتها، إذ أن نحو تسعين بالمائة من السكان مسيحيون كاثوليك، وكان الرجال يرفضون الختان لأسباب دينية، ويقول مدير البرنامج "استغرق الأمر بعض الوقت حتى استطعنا إقناع الناس بالختان وأننا لا نقوم به لأهداف دينية، وإنما للحماية والوقاية" من مرض الايدز.
أداة جديدة للختان
ومع مرور الوقت وحملات التوعية تغيّر الوضع، فأصبح الرجال يقبلون على المراكز الصحية في مختلف أنحاء رواندا. وفقط في المستشفى العسكري في العاصمة كيغالي، يتم ختان 25 رجلا يوميا. ومن المقرر أن يتم ختان ألف رجل كل أسبوع بفضل أداة ختان جديدة سيتم اعتمادها قريبا، وتسمى "بريبيكس Prepex"، تتكون من حلقة بلاستكية وقطعة مطاطية، يقول د. ليون نيغروكا، الطبيب المختص بالمستشفى العسكري في كيغالي، واصفا الأداة الجديدة للختان.
ومن ميزة الأداة الجديدة أنها تجنب المختون الأعراض الجانبية التي يمكن أن يتعرض لها أثناء الختان بالطريقة التقليدية أي الجراحة التي يمكن أن تؤدي إلى حدوث نزيف وعودة المختون إلى المستشفي.
وبما أن الدراسات لم تثبت بعد أن الختان يحمي من الإصابة بفيروس الايدز تماما، بالإضافة إلى أعراضه الجانبية، فلا يزال هناك خلاف بين العلماء حول عملية الختان وجدواها.
الختان ليس بديلا للواقي الذكري
ولأنه لا يحمي من الأمراض التناسلية التي يصاب بها الرجل عن طريق ممارسة الجنس، ولا يقي من الحمل غير المرعوب فيه، فلا يمكن فهم الختان كبديل للواقي الذكري. وفي هذا السياق يقول د. نسانزيمانا "يأتي الرجال ويسألوننا، فيما إذا كان بإمكانهم الاستغناء عن الواقي الذكري بعد الختان" وهذا تحد جديد للأطباء "إذ يعتقد الرجال أن الختان يمنحهم الحرية في الممارسة الجنسية دون أي احتياطات. وعندما يعتقد المرء أن الختان يوفر له الحماية التامة، فإنه غالبا ما سيصاب بالأمراض". لذا يقدم الأطباء النصائح والإرشادات للرجال حتى بعد ختانهم.