خطة للتفريق بين طفل في غيبوبة وكلبته تثير ضجة في ألمانيا
٢ ديسمبر ٢٠١٣بنعومة تلعق الكلبة "تاشا" يد الطفل ديلان، الذي يوجد في غيبوبة وقد ألقت برأسها على ذراعه. ولا يظهر ديلان أي استجابة ولم يفعل من قبل، لكنهما مازالا أصدقاء. هكذا ظهرت تاشا في مقاطع الفيديو التي نشرت على الانترنيت عبر مواقع التواصل الاجتماعي. ودخل ديلان جيرتسميلا (10 أعوام) في غيبوبة منذ ولادته، فهو لا يستطيع التنفس دون مساعدة وقد ظل على قيد الحياة بفضل أجهزة التنفس الصناعي.
ويقول الأطباء إنه في الوقت الذي يمكن أن يفتح فيه المرضى أعينهم وهم في غيبوبة، يظل مدى إدراكهم للعالم من حولهم غير واضح. ويعتقد الأبوان أن تاشا هي أحد السبل القليلة التي تجلب السكينة لطفلهما ديلان.فعندما تجلس تاشا بجواره يصبح أكثر اطمئنانا ويتراجع معدل ضربات قلبه ما يساعده على التنفس بشكل أفضل.
وتنتمي تاشا إلى فصيلة الـ"بيتبول"، ورغم أن هذه الفصيلة محظورة في العديد من الولايات الألمانية ومن بينها ولاية براندنبورغ حيث يقيم ديلان مع عائلته، إلا أن العائلة تمكنت من الاحتفاظ بتاشا تحت المراقبة دون مواجهة أي مشكلات باستثناء حادثة وقعت في الآونة الأخيرة عندما ركضت تاشا بعيدا عن منزل الأسرة وهاجمت كلبا آخر.
والآن تريد سلطات الولاية مصادرة الكلبة من الأسرة باعتبارها مصدر خطر.مما تسبب في إثارة ردود فعل غاضبة على شبكة الانترنت، في ظل تنامي الأمل أن يظل ديلان وتاشا معا. وقد صارت تاشا كأحد أفراد الأسرة منذ كانت جروا صغيرا، عندما كانت الاسرة لا تزال تقيم في العاصمة برلين. في البداية، لم يتمكن أحد من معرفة فصيلتها،إلا أنه وبعد أن بات من الواضح أنها من فصيلة "أمريكان ستافوردشاير تريير"، خضعت تاشا لدورة تدريبية لضمان قدرة أصحابها على التعامل معها والسيطرة عليها. إلا أن انتقال الاسرة من برلين إلى براندنبورغ قبل عامين أحدث تغييرا في الوضع القانوني.
وقد أصرت السلطات على أن تتخلص أسرة جيرتسميلا منها على النحو المنصوص عليه في القانون، والذي ينص على مصادرة السلطات لها. ثم أطلق ضابط مكافحة الحرائق في برلين يورجن توبفر(48 عاما) مناشدة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" في تشرين أول/ أكتوبر الماضي. ويقول توبفر "في غضون ساعات حازت الصفحة على ألفي اعجاب"، وارتفع الرقم إلى ما يقرب من 90 ألف معجب قبل مطلع كانون أول/ديسمبر. ويقول توبفر الذي يدرك شعور الأبوة "أنا مبهور".
وبعد أن ترجمت الصفحة إلى اللغة الإنجليزية انهال المعجبون من بريطانيا والولايات المتحدة ودول أسيوية. وتتلقى الأسرة أيضا دعما من مؤسسة "إرنا - جراف" لحماية الحيوان، التي يقول رئيسها أزينهارت فون لووبر: "الصبي يحتاج تاشا". ويقول بودو أومى، رئيس بلدية شوينفالدى-جلين، إن اللوائح تسمح باستثناء الكلاب التي يستخدمها المكفوفون وغيرهم من ذوي الاحتياجات الخاصة.
د.ص/ط.أ (د ب أ)