خلافات الأحزاب السلفية في مصر، هل تُضعف دورها في الانتخابات المقبلة؟
٥ يناير ٢٠١٣بدأ عماد عبد الغفور ، الرئيس السابق لحزب النور السلفي ، العام الجديد بفتح فصل جديد في مسيرته السياسية عقب استقالته من حزب النور بعد أن ضاق ذرعا على ما يبدو بالصراعات الداخلية التي يعاني منها الحزب منذ عدة شهور.
وتركز الخلاف الداخلي في الحزب على مسألة تحديد الدور الذي يجب أن تلعبه الفصائل المختلفة داخل الحزب في القرارات السياسية المستقبلية. ففي الوقت الذي يسيطر فيه رجال دين على الدور القيادي داخل الحزب ، يسعى الساسة والبرغماتيون من أعضاء الحزب للحصول على المزيد من الاستقلالية داخل الحزب.
مشاركة سياسية متزايدة لأحزاب سلفية
ويتسع نطاق المشاركة السياسية للسلفيين في مصر بشكل ملحوظ فبجانب حزب النور، ظهرت أحزب سلفية أصغر حجما مثل حزب الأصالة وحزب البناء والتنمية وحزب الفضيلة إضافة إلى حزب الوطن الذي أعلن عنه مؤخرا.
في الوقت نفسه أعلن الداعية حازم صلاح أبو إسماعيل صاحب الأزمة الشهيرة مع اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية التي استبعدته من الترشح في الانتخابات الأخيرة ، عن عزمه الإعلان عن تأسيس حزب جديد.
ويرى غونتر ماير أستاذ الاقتصاد ومدير مركز أبحاث العالم العربي في مدينة ماينز الألمانية أن الحزب الجديد لأبو إسماعيل سيتحالف مع حزب الوطن ليعملا سويا على تمثيل القيم السلفية.
لكن حمادي العوني، خبير العلوم السياسية في جامعة برلين الحرة لا يتوقع طفرة سياسية من قبل الأحزاب الجديدة ويقول في تصريحات لـDW "لن يتغير المشهد في مصر بسبب حزب سلفي إضافي..هذه كلها مجرد أسماء دون برامج". ويتفق غونتر ماير مع هذا الرأي ويضيف:" تتحالف الأحزاب السلفية مع بعضها البعض على العكس من الأحزاب العلمانية التي تتناحر قبل الانتخابات البرلمانية".
تأثير على الناخبين رغم الخلافات الداخلية
حصلت كتلة النور السلفية المكونة من أحزاب النور والأصالة والبناء والتنمية على حوالي 25% من أصوات الناخبين خلال الانتخابات البرلمانية الأخيرة التي انبثق عنها مجلس الشعب الذي تم حله بعد ذلك.
ويتوقع ماير والعوني نجاح الأحزاب السلفية في حصد الكثير من الأصوات في الانتخابات المقبلة بعد عدة أسابيع وذلك بالرغم من الخلافات الحزبية الداخلية. ويعزو العوني الأمر إلى الوضع الاقتصادي الصعب في مصر ويقول:"السلفيون قادرون على حشد الناس بسهولة، فالشعب يعاني حاليا من البطالة والفقر وعدم الشعور بالأمن. من السهل شراء صوت شخص مقابل لتر زيت أو كيس دقيق وهذا ما يفعله السلفيون ليس بطريقة عشوائية وإنما بأسلوب منظم جدا".
بين السياسة والدعاية
وبخلاف جماعة الإخوان المسلمين المعروفة بنشاطها السياسي ، ظل السلفيون بعيدا عن السياسة خلال فترة حكم الرئيس السابق حسني مبارك لكن الأمر شهد تغيرا جذريا بعد ثورة 25 يناير 2011 فقد صاروا يلعبون دورا أقوى ليس على الصعيد السياسي، فحسب بل على الصعيد الاقتصادي أيضا كما يقول العوني الذي يوضح :"أصبحوا يتمتعون بإمكانيات لم تكن متاحة لهم من قبل".
ويضيف العوني:"يستخدم السلفيون كافة الإمكانيات المتاحة ويعتمدون على قنوات مختلفة فلديهم الوعاظ والقنوات الدينية ومحطات الراديو والصحف، أي مجموعة كاملة من أدوات الدعاية الفعالة إضافة إلى أن لديهم الكثير من المال والدعم المالي من الخارج وتحديدا من بلدان الخليج".
لكن السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل سينجح السلفيون في فتح صفحة جديدة من العمل السياسي من خلال إعطاء فرصة أكبر للتيارات السياسية البراغماتية داخل أحزابهم أم أن الغلبة ستكون لرجال الدين الذين يحتفظون لأنفسهم بحق اتخاذ القرارات داخل أحزابهم؟