خلف ثقب أسود عملاق.. مفاجأة تثبت نظرية آينشتاين!
٣٠ يوليو ٢٠٢١على الرغم من الأبحاث المكثفة حولها، لاتزال الثقوب السوداء لغزاً يحير العلماء، لكن يُعرف عنها بأن جاذبيتها الهائلة تجعل من الصعب أن "يفلت منها أي شيء، حتى الضوء"، على الأقل حسب ما هو معروف عنها حتى الآن. ولم يتم نشر أول صورة لثقب أسود سوى قبل عامين فقط.
لكن علماء الفيزياء الفلكية في جامعة ستانفورد الأمريكية توصلوا حديثاً إلى اكتشاف غير مسبوق حول الثقوب السوداء، فقد رصدوا انبعاثات ضوئية خلف ثقب أسود عملاق، وهو ما يثبت نظرية آينشتاين "النسبية العامة" التي وضعها قبل أكثر من مائة عام، والتي لم يكن قد تم إثباتها حتى الآن!
وذكر العلماء في ملاحظاتهم التي نشرت في الدورية العلمية "نيتشر" أن التلسكوبان الفضائيان "نوستار" و"إكس إم إم نيونونيان" رصدا "انبعاثات أشعة سينية" خلف الثقب الأسود الموجود في مركز مجرة على بعد 800 مليون سنة ضوئية.
وقال عالم الفيزياء الفلكية في جامعة ستانفورد، دان ويلكنز، الذي قاد الفريق العلمي الذي توصل إلى هذا الاكتشاف الجديد: "أي ضوء يدخل هذا الثقب الأسود لا يخرج، لذلك لا ينبغي أن نكون قادرين على رؤية أي شيء خلفه"، لكنه أضاف: "تمكننا من رؤية الضوء يرجع إلى انحنائه وتعديل الحقول المغناطيسية حول نفسه، بحيث استطعنا رصده خلف الثقب الأسود".
"رؤية نظرية آينشتاين بشكل عملي"
وأثناء إجراء البحث، لاحظ العلماء سلسلة من التوهجات الساطعة للأشعة السينية، ثم سجل التلسكوبان شيئاً غير متوقع: ومضات إضافية من الأشعة السينية كانت أصغر حجماً، وذات "ألوان" مختلفة عن التوهجات الساطعة. وبذلك خلصوا إلى أن الضوء يجب أن يكون آتياً من الجزء الخلفي من الثقب الأسود. واستنتج العلماء أن الثقب الأسود الهائل أجبر الفوتونات الضوئية على أن تنحني حوله.
ويشكل هذا الاكتشاف "حدثاً خاصاً" لعالم الفضاء والمؤلف المشارك في البحث، روجر بلاندفورد الذي قال: "منذ خمسين عاماً، عندما بدأ علماء الفيزياء الفلكية في التكهن بكيفية تصرف المجال المغناطيسي بالقرب من الثقوب السوداء، لم تكن لديهم فكرة أنه في يوم من الأيام قد يكون لدينا تقنيات لمراقبة هذا مباشرة ورؤية نظرية النسبية العامة لأينشتاين في حالة تطبيق عملي".
وكانت النظرية النسبية العامة لآينشتاين، والتي وضعها في عام 1915، قد تنبأت بأنه يمكن رؤية الضوء خلف الثقوب السوداء بسبب "تشوه الزمكان حولها"، كما ذكرت مجلة "سبيكتروم" الألمانية العلمية.
و"الزمكان" هو دمج لمفهومي الزمان والمكان، وهو الفضاء بأبعاده الأربعة، الأبعاد لمكانية الثلاثة التي نعرفها وهي الطول والعرض والارتفاع، مضافاً إليها الزمن كبعد رابع.
م.ع.ح/ع.ش