خيرت الشاطر حصان خاسر أم "يوسف" مصر الجديد؟
٤ أبريل ٢٠١٢بالرغم من غياب ملصقاته الانتخابية حتى الآن عن الشوارع، إلا أن خيرت الشاطر مرشح الإخوان يظل الاسم الأبرز في حوارات الشارع المصري الآن، ما بين متخوف ومرحب. إلا أنه من اللافت للنظر أن مجتمع الفيسبوك شهد إقبالا واسعا على صفحة "لن أرشح خيرت الشاطر" للرئاسة في الانتخابات المقرر إجراؤها نهاية مايو القادم. ليتجاوز عدد اعضاء هذه الصفحة على موقع الفيسبوك الـ150 ألف فيما لم يتعد عدد أعضاء صفحة "خيرت الشاطر رئيساً للجمهورية" الـ75 ألف عضواً.
هو مما لاشك فيه، مؤشر ذو دلاله بغض النظرعن أثره في الشارع المصري. لكنه يعكس أيضاً حالة الهجوم والانتقادات على الانترنت والشبكات الاجتماعية التى وجهت لجماعة الإخوان المسلمين فور إعلانهم ترشيح خيرت الشاطر لمنصب رئيس الجمهورية، حيث اعتبره الكثير من المعلقين على موقع "تويتر" نوع من الكذب والالتفاف على ما أعلنته الجماعة قبل ذلك من أنها لن تقدم مرشحاً للرئاسة وهو القرارذاته الذي بسببه تم فصل د.عبد المنعم أبو الفتوح من الجماعة بعد إعلانه رغبته في الترشح للرئاسة.ملصقات عبد المنعم أبو الفتوح تملئ الآن الشوارع المصرية لا ينافسها سوى ملصقات مرشح التيار السلفي حازم أبو إسماعيل.
الإخوان"ليس لهم أمان"
محمد ناصر سائق تاكسي يضع على سيارته ملصق حازم أبو إسماعيل يقول معلقاً على قرار الجماعة: "ليس لهم آمان، وكل ما يقولونه يتراجعون عنه فكيف يمكن أن نثق في مرشحهم في الرئاسة أو وعوده".
يري ناصر أن ممارسة الإخوان للسياسية أفسدتهم والسلطة غيرت من طبائعهم. فالشيخ حازم صلاح هو المرشح الإسلامي الوحيد الجدير بالدعم ،في رأيه، لأنه صادق وأمين وضد المجلس العسكري ولا يتراجع عن مبادئه كما أنه لا يمارس السياسية بالطرق الملتوية ولا يضرب منافسيه "تحت الحزام". أكثر ما يضايق ناصر في ترشيح الإخوان لخيرت الشاطر هو أن الإعلان جاء مصاحباً لانتشار شائعة حمل والدة حازم أبوإسماعيل للجنسية الأمريكية وهو الخبر الذي إن صحـ لا يسمح لأبو إسماعيل بالترشح للرئاسة، طبقاً للإعلان الدستورى. حيث يري ناصر أن الإخوان والشاطر هم أكثر المستفيدين من إطلاق هذه الإشاعة في مثل هذا التوقيت.
استقالات الشباب ستؤدى لتحلل الجماعة
لكن المدون والناشط السياسي وائل خليل لديه تفسير آخر لتناقض خطاب الإخوان وتراجعهم عن وعودهم. فطوال عقود كانت الجماعة تحت ضغوط أمنية قاسية، وهو ما أثر على فكر وآليات عمل التنظيم حيث أصبح الأهم لديهم هو المحافظة على التنظيم نفسه من خلال إدارته عبر دائرة ضيقة تتخذ القرارات نيابة عن باقي كوادر الجماعة التى لا تملك إلا السمع والطاعة.
لكن حتى الآن وبعد قيام الثورة مازالوا يستخدمون نفس الآليات ونفس مفردات الخطاب وبالتالي تحدث مثل هذه التناقضات، وتتخذ الجماعة قرارات مصيرية دون مساحة أو وقت مناسب للحوار الداخلي الأمر الذي سيؤثر بالسلب على تماسك التنظيم. فقرار ترشيح الشاطر على سبيل المثال تم اتخاذه بفارق أربعة أصوات داخل مجلس شورى الجماعة. ولذلك من الطبيعي أن نشهد هذه الموجة من الاستقالات الجماعية لعدد كبير من شباب الجماعة وكوادرها.
يوري خليل أن فرص فوز خيرت الشاطر في سباق انتخابات الرئاسة ليست كبيرة كما يتصور البعض، بل سيضاعف من عملية تفكك وتآكل الجماعة وهو ما يحدث بالفعل خصوصاً مع استمرار الهجوم عليهم من مختلف التيارات سواء من اليسار والكتلة المدنية أو أقصي اليمين من الكتلة السلفية.
الشاطر هو الورقة الأخيرة لدى "الجماعة"
"الديناصورات تتناطح…. ونسمع صرخاتها الأخيرة" بهذه الجملة علق الكاتب الصحفي وائل عبد الفتاح على خبر ترشيح الجماعة للشاطر. ترشيح الشاطر في رأى عبد الفتاح هو انعكاس لمأزق الجماعة التى ترى أنها تم حصارها داخل البرلمان وبالتالى تحاول رمى كل أوراقها على الطاولة.
لكن المزاج العام في مصر يتغير، والمصريون في رأى وائل عبد الفتاح أصبح لديهم رغبة في نزع تلك القداسة الفرعونية عن منصب الرئاسة. وبالتالي فخبر ترشيح الشاطر أصبح يأخذ من اهتمام الناس وقت قصير يتم تخطيه بخبر حول الزفة والمسيرة التى ذهب بها المطرب الشعبي سعد الصغير لتقديم أوراق ترشيحه للرئاسة. يقول وائل: "يظن الإخوان أن الشاطر هو الحصان الأسود والورقة الرابحة في صراعهم مع المجلس العسكري على التحكم في الدولة. لكن الحقيقة أن ترشيح الشاطر هو المغامرة الأخيرة في ذلك الصراع." فرص الشاطر في رأى عبد الفتاح ليست قوية كما يتصور الإخوان والمشهد السياسي المصري كل يوم تظهر فيه عشرات المفاجآت الجديدة والجماعة لا تملك في مواجهه ذلك إلا أساطيرها الشعبية الخاصة ويضرب مثالاً على ذلك بملصقات الإخوان على مواقع الإنترنت التى تري في الشاطر سيدنا يوسف الجديد الذي خرج من السجن للحكم ليقود مصر نحو النهضة.
أحمد ناجي-القاهرة
مراجعة:هبة الله إسماعيل