خيوط قضية ليتفينينكو تزداد تعقيداً في هامبورغ
١٣ ديسمبر ٢٠٠٦في تطور يتعلق بقضية التلوث الإشعاعي في مدينة هامبورغ الألمانية، أعلنت السلطات الألمانية المختصة عن عدم إصابة زوجة ديمتري كوفتن السابقة وطفليه ورفيقها بعنصر البولونيوم 210 المشع. فقد قال مدير المكتب الإتحادي للحماية من الإشعاع غيرالد كيرشنر اليوم في مقابلة مع الإذاعة البافارية: "وفقاً للوضع الحالي لتحاليلنا فإننا لا نرى أي خطر على حياة الأشخاص الأربعة"، معللاً ان نقلهم الى المستشفى كان إجراءا وقائياً لابد منه. الجدير بالذكر ان أسم رجل الأعمال الروسي كوفتن الحق بطريقة غير معروفة الى الآن بتفاصيل الجريمة، التي تمتد خيوطها من لندن الى موسكو مروراً بهامبورغ الألمانية. فقد أثبتت التحقيقات ان كوفتن قضى ليلة في شقة زوجته السابقة، قبل ان يلتقي العميل السوفيتي السابق ألكسندر ليتفينينكو في لندن في الأول من تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي. وقد اكتشفت الشرطة الألمانية آثار البولونيوم على أريكة في شقة الزوجة. ويعتقد المحققون ان كوفتن كان لدى وصوله الى هامبورغ في 28 تشرين الأول/أكتوبر 2006 يحمل السم المشع في جسده. الجدير بالذكر ان المادة لا تشكل نسبياً خطراً على الحياة إن كانت خارج الجسد، ولكنها تهدد الإنسان إذا انتقلت عبر التنفس أو الطعام أو الجروح.
هل تم نشر البولونيوم بصورة متعمدة؟
لم يستبعد خبير الإشعاعات ورئيس جمعية الحماية من الإشعاعات سيباستيان بفلوغبايل في مقابلة مع صحيفة تاجسشاو الألمانية ان يكون الشخص الذي يقف وراء الجريمة قد قام بنقل آثار البولونيوم الى هامبورغ بصورة متعمدة لتضليل التحقيقات. ومن جانب آخر فإن بفلوغبايل يرى أن السبب في وصول عنصر البولونيوم الى هامبورغ قد يكون عدم دراية الفاعل بمخاطره أو عدم كفاءته في التعامل معه. ويضيف بفلوغبايل ان نقل العنصر المشع في قنينة محكمة الغلق لا يشكل خطراً على الآخرين ولا يترك آثاراً تقود الى مصدره. الجدير بالذكر ان الشاهد الرئيسي في القضية أندريه لوغوفوي، الذي رتب للقاء بين ليتفينينكو وكوفتن، مصاب هو الآخر بآثار البولونيوم ويرقد في احد مستشفيات موسكو. ورغم استجوابه من قبل محققين بريطانيين وروس يوم الأحد الماضي، إلا ان خيوط القضية الغامضة ما تزال معقدة بالشكل الذي يصعب معه معرفة الجاني والوقوف على تفاصيلها.
تدخل الشرطة الدولية
وفي هذه الأثناء ما زالت لجنة هامبورغ الخاصة، التي يطلق عليها أيضا "الشخص الثالث" تنتظر إجابات السلطات الروسية حول أسئلتها عن مكان إقامة كوفتن ووضعه الصحي. وقد حصل المحققون الألمان على دعم الشرطة البريطانية السكوتلنديارد في الكشف عن آثار الإشعاع في هامبورغ. من جانب آخر فقد تدخلت الشرطة الدولية (الأنتربول) للمساعدة في اجراء التحقيقات، بحسب وكالة الأنباء الروسية انترفاكس.