داعش قادمة فماذا انتم فاعلون ؟
٧ نوفمبر ٢٠١٣تواردت كثير من الأخبار الخطيرة من كل الجهات المحلية منها والعالمية بعودة القاعدة للعمل بقوة في العراق بعد فشلها المخزي وهزيمتها في سوريا وتكرر الأمر على لسان اغلب المسؤولين كمادة للإعلان التلفزيوني وكأن الأمر لا يعنيهم و لا يعني شعبهم ، وتقول التقارير بوجود مخططات كبيرة لضرب الشعب بشكل عام والشيعة بشكل خاص لإغراض لم تعد خافية على احد الا من كان يفضل الذهاب في خيالاته المريضة بعيداً عن مؤشرات الواقع .
وما اثير في الآونة الأخيرة حول عزم الإرهابيين استخدام الأسلحة الكيمياوية ضد السكان الآمنين والزيادة الملحوظة في عدد السيارات المفخخة في بغداد وبعض المحافظات وتزامناً مع حدوث مصادمات في المناطق الغربية من البلاد وعلى طول الشريط الحدودي مع سوريا ،ما هي إلا دلائل مخيفة على قرب الحرب الاستنزافية ضد الجيش والشعب العراقي المخالف لــ "داعش ".
مواقف بعض الساسة وشيوخ العشائر كارثية
لكن مصيبتنا القاهرة والمحيرة تتركز في مواقف الكثير من الساسة وشيوخ العشائر القريبة من الأحداث والإعلام والمثقفين وصمتهم المثير حيال ما يحدث ، فالساسة منكبون على تناول الأحاديث الطائفية المسمومة أو الأمور الجانبية في عالم السياسة التي لا تشكل خطر حقيقي على حياة الشعب ومستقبل البلاد في الوقت الحالي وبعض العشائر تلوذ بالشعارات الفارغة ومفردات التلاحم والأخوة وكأن القضية تفتقر الى الهتافات والكلام المعسول، باستثناء بعض العشائر المتصدية للمجاميع المسلحة، والمثقفون والكتاب والإعلام ورجالاته لديهم أيضا مهام عظيمة أخرى غير محاربة الإرهاب وفضح مخططاته لاسيما في هذه الأزمة الكارثية الزاحفة ألينا.
هل علينا الانتظار حتى تشتعل البلاد ؟ لنسعى بعد ذلك بمنطق ساذج إلى إلقاء التهم كل على الآخر وتحميله نتائج الأحداث وبذلك نحقق انتصارات أسطورية في إثبات خيانة الآخر وتخاذله مع الأخذ بنظر الاعتبار استخدام لغة مهذبة لذلك حتى لا تتصدع الوحدة الوطنية بطبيعة الحال.
ورب سائل يسال ، كيف ولماذا ارتفعت شعبية القاعدة بين الشباب في المحافظات الساخنة! مع ضررها الواضح على مناطقهم وأين تنشط هذه المجاميع الإرهابية التي تسمى ب " داعش " وأتباعها من البعث النقشبندي أو النقشه وردي وغيره من النقشات المصبوغة بدماء الأبرياء ،مع إصرار مزعج على ان الإرهاب لا قاعدة له في العراق!
اذن كيف نفسر ظاهرة تنامي نفوذه في المناطق السنية ؟ واستمرار نشاطه فيها بهذه الكيفية وانتشار معامل التفخيخ والمعسكرات التدريبية المعلنة والقواعد العسكرية، وكان آخر ما شاهدناه مقطع الفيديو الذي انتشر في الإعلام قبل فترة والواضح فيه حجم القوات والمعدات التي تعمل بحرية كاملة في الصحراء رغم صراخ الجميع بموقفه الحازم ضد الإرهاب ، أليس هذا غريباً ومحيراً؟
"ما هي الإجراءات المتخذة للوقوف أمام سيل الموت والخراب المتعاظم ؟ "
لسنا هنا بصدد اتهام السنة جميعهم بذلك فهذا مخالف للعقل والمنطق وما يسقط منهم لا يقل بكثير عما يسقط من باقي الأطراف أي أن استهدافهم غير مستثنى في هذه الحرب المنتظرة ،ولكن من حقنا ونحن نرى حمامات الدم والضحايا الذين يتساقطون بالمئات يومياً ان نسأل أين التطبيق العملي لكمية الشعارات البراقة لمواجهة هذا الزحف البربري؟ وما هي الإجراءات المتخذة للوقوف أمام سيل الموت والخراب المتعاظم ؟لاشي على المستوى الواقعي!.
إذن وحسب التصريحات ومعطيات بعض الواقع فعدونا واحد ومصيرنا واحد والنار لا تميز بين الأعراق ولا الأنساب ولا الطوائف! فلماذا إذن نبقى في موقف المتفرج؟ ولماذا ننتظر ان تقوى شوكة الإرهاب بشكل تصاعدي خطير حتى يصعب علينا التصدي له او إيقافه بعد ذلك! لاسيما اذا استطاع بسط نفوذه على مناطق شاسعة من البلاد ، آم ان مبدأ ـ طالما النار لم تصل بعد أطراف ردائي فالأمر لا يدعو للقلق ـ هو الفاعل حالياً ، ولا بأس ان نمارس شيئا من الحكمة والتروي ونجنب البلاد حرب طائفية! وكأنهم يقولون بان ما يحدث الآن لا يدفع باتجاه هذه الحرب اللعينة رغم أنوفنا!!
ولكن بصرف النظر عن مستوى منسوب الخيانة والتواطؤ وتغلغل أزلام البعث والقاعدة في مؤسسات الدولة المهمة وما يتمخض عنه من خروقات أمنية فاضحة ، او تسلل بعضهم تحت عباءة شيوخ بعض العشائر وجلابيب رجال الدين بل وحتى واجهات الإعلام المشبوه والصحفيين والكتاب الذين يتاجرون بدماء الشعب بطريقة فجة وحقيرة، أقول بصرف النظر عن كل هذا ، فلا حل حقيقي وواقعي لهذه المشكلة المصيرية الا بتفعيل دور العشائر في مناطقها واتخاذ إجراءات صارمة بحق العشائر التي ينتمي أبناءها إلى هذه المجاميع المجرمة على ان يتم محاربتها ومحاسبتها من قبل العشائر الأخرى ضمن عهود واتفاقيات تبرم بين الأطراف تكون مُلزمة للجميع كما فعلت قبل ايام عشائر السماوة وموقفها المشرف واتفاقها فيما بينها على محاربة الإرهاب ومساندة قوى الأمن والجيش العراقي لضرب الإرهاب ومن يتعاون معه.