"داكس"...مرآة الاقتصاد الألماني
١ يوليو ٢٠٠٨احتفلت بورصة فرانكفورت اليوم الثلاثاء أول يوليو/ تموز بالذكرى العشرين لمولد مؤشر الأسهم الألمانية "داكس" DAX، الذي بات سمة ملازمة للاقتصاد الألماني ومقياس لثباته واستقراره. وقد أثبت "داكس" الألماني نفسه بجدارة بين المؤشرات العالمية مثل مؤشر داو جونس الأمريكي ونيكاي الياباني ليصبح مؤشر داكس علامة مميزة يتأثر بأسواق المال العالمية ويؤثر فيها.
"داكس معروف في أميركا أكثر من المدن الألمانية نفسها"
على الرغم من ولادة مؤشر داكس المتأخرة نسبياً في الأول من تموز/يوليو 1988، وعلى الرغم أيضاً من أن الشعب الألماني لا يُعتبر من الشعوب أصحاب الأسهم، إلا أننا لا يمكن أن نتصور حالياً الاقتصاد الألماني بدون الداكس. فكما يقول روبرت هالفر من بنك بادر: "يعتبر الداكس مهماً جداً في الاقتصاد الألماني، فهو المقياس الذي يساعدنا على قراءة وتقييم اقتصادنا وأسهمنا"، الأمر الذي كان الاقتصاد الألماني يفتقده في السابق. ويضيف هالفر: " لقد أصبح الداكس معروفاً في أميركا أكثر من المدن الألمانية نفسها".
تاريخ المؤشر الألماني
وقد كانت ولادة داكس متعسرة بعض الشيء، فقد كانت قيمته حين انطلاقه لا تتعدى 1163 نقطة. وبقيت تلك القيمة شبه ثابتة طيلة 5 أعوام، ليسجل داكس بعدها أول حضور فعلي له ويتجاوز عتبة الألفي نقطة. غير أن المؤشر الألماني شهد أول انتكاساته إبان الأزمة الآسيوية في أواخر تسعينيات القرن الماضي، لكنه استطاع حينها استعادة عافيته سريعاً، وساعد في ذلك إعلان شركة الاتصالات الألمانية "دويتشه تيليكوم" عن نزولها إلى سوق البورصة العالمية وطرحها أسهمها فيه. فانتعش مؤشر داكس في بداية عام 2000 ووصل إلى أعلى مستوياته متجاوزاً لأول مرة في تاريخه عتبة 8 آلاف نقطة.
عائلة "داكس"
ويعد مؤشر الأسهم الألمانية "داكس" من المؤشرات العالمية التي تتسم بالاستقرار والثبات، فهو يعكس تطور 30 شركة كبيرة مساهمة. وهو بذلك بمثابة مرآة للاقتصاد الألماني، فالثلاثون عضواً يمثلون المجالات الاقتصادية المختلفة، والفيصل الأساسي في عضويتهم في مؤشر داكس هو حجم رأسمال الشركة المساهمة وحجم الأرباح التي تجنيها أسهمها.
والجدير بالذكر أنه مع تطور مؤشر الأسهم الألماني عما كان عليه وقت نشأته، كان لا بد من نمو "عائلة" داكس لتضم حالياً نحو 2600 مؤشر فرعي، كمؤشر التكنولوجيا تيك داكس، ومؤشر الشركات المتوسطة إم داكس ومؤشر الشركات الصغيرة إس داكس وغيرهم. وبعد أن كان داكس الألماني يُحسب في السابق بمعدل كل دقيقة، أصبح الآن يُحسب كل ثانية من التاسعة صباحاً وحتى الخامسة والنصف بعد الظهر.