دخول أولى المساعدات إلى غزة عبر الرصيف الأمريكي العائم
١٧ مايو ٢٠٢٤مع تنامي الضغوط الدولية لتعزيز توصيل الإمدادات إلى قطاع غزة المحاصر، حيث يواجه مئات الآلاف أزمة إنسانية حادة، أعلن الجيش الأمريكي الجمعة (17 مايو/ أيار 2024) أن أولى الشاحنات المحمّلة مساعدات تم نقلها إلى الميناء العائم قبالة غزة بدأت في توزيع حمولاتها في القطاع.
وقالت القيادة المركزية إن الجيش الأمريكي جمع الرصيف العائم سلفا في ميناء أسدود الإسرائيلي ونقله هذا الأسبوع إلى شاطئ قطاع غزة، الذي يفتقر إلى بنية الموانئ التحتية لكن لم تطأ أقدام جنود أمريكيين شاطئ القطاع. وأضافت أن المساعدات التي تصل إلى الرصيف جزء من "جهود مستمرة ومتعددة الجنسيات" وتشمل المساعدات مواد إغاثية تبرع بها عدد من الدول ومنظمات إنسانية.
وقال مسؤولون بالإدارة الأمريكية إن الإمدادات ستخضع للتفتيش الأمني الإسرائيلي في قبرص قبل قدومها وستمر عبر نقاط تفتيش إسرائيلية أخرى بمجرد وصولها.
كما أعلن الجيش الأمريكي وصول "نحو 500 طن (من المساعدات) في الأيام المقبلة (...) موزعة على عدة زوارق.
مساعدات بريطانية عبر الرصيف المؤقت
ومن جهتها، قالت المملكة المتحدة إنها سلمت أولى شحنات مساعداتها عبر الرصيف اليوم الجمعة مؤكدة أنها نقلت مساعدات لغزة عبر الرصيف العائم المؤقت للمرة الأولى لنقل مواد إغاثة إلى القطاع.
وقال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك في بيان "تُسلم الآن المساعدات البريطانية للناس عبر الرصيف المؤقت قبالة غزة".
وأضاف "ستُرسل المزيد من المساعدات في الأسابيع المقبلة، لكننا نعلم أن الطريق البحري ليس هو الحل الوحيد. نحن بحاجة لرؤية المزيد من الطرق البرية مفتوحة".
"الطريق البري الأسرع والأوضح"
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) من جانبه "نعمل على وضع اللمسات الأخيرة على خططنا التشغيلية للتأكد من أننا مستعدون لإدارة" هذه المساعدات، "مع ضمان سلامة موظفينا"، مؤكدا تفضيله للنقل البري.
وقال فرحان حق نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة "لدرء أهوال المجاعة، يتعين علينا استخدام الطريق الأسرع والأوضح للوصول إلى سكان غزة، ولذا نحتاج إلى إمكانية الوصول عن طريق البر الآن".
مستوطنون يهاجمون شاحنة وأعمال عنف
ومن جانبه، أعلن الجيش الإسرائيلي الجمعة أن "عشرات المدنيين" هاجموا ليل الخميس شاحنة في الضفة الغربية المحتلة، ما أدى لإصابة سائقها وعدد من الجنود، في اعتداء نسبته وسائل إعلام محلية الى مستوطنين اشتبهوا بأن الشاحنة تنقل مساعدات الى قطاع غزة.
ووقعت الأحداث قرب مستوطنة كوخاف هشاحر في شمال غرب الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ العام 1967.
وبحسب الجيش، تدخل جنوده "لإبعاد المدنيين الإسرائيليين عن سائق" الشاحنة الإسرائيلي الذي تعرّض للاعتداء، وتوفير الرعاية الطبية له.
وأوضح أن "عشرات المدنيين الإسرائيليين... ردّوا على ذلك بالعنف"، ما أدى الى إصابة ثلاثة جنود إسرائيليين "بجروح طفيفة".
ودان الجيش "كل شكل من أشكال العنف حيال الجنود وقوات الأمن"، مؤكدا أنه "سيعمل لكي تتم ملاحقة مرتكبي هذه الأفعال أمام القضاء".
ووقع الاعتداء على مسافة نحو 40 كلم من الحدود الأردنية.
الصحة العالمية: أهم مشكلة هي نقص المحروقات
ومن جانبها، أعلنت منظمة الصحة العالمية الجمعة أنها لم تتلق أي إمدادات طبية في قطاع غزة منذ السادس من مايو/ أيار، عندما أمرالجيش الإسرائيلي المدنيين بمغادرة شرق رفح.
وقال المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية طارق ياساريفيتش في جنيف، إن "إغلاق هذا المعبر (رفح) يضعنا في وضع صعب فيما يتعلق بتنقل العاملين في المجال الطبي، فضلاً عن تناوب موظفي الأمم المتحدة والفرق الطبية".
وأضاف خلال مؤتمر صحافي "الأهم من ذلك هو أن آخر الإمدادات الطبية التي تلقيناها في غزة كانت قبل السادس من أيار/مايو". وتابع "تمكنا من توزيع بعض الإمدادات ولكن النقص كبير، بشكل خاص المحروقات اللازمة لتشغيل المستشفيات". وأكد ياساريفيتش أن "المشكلة الأكثر أهمية حاليا هي نقص المحروقات".
وأوضح المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية أن هناك حاجة إلى ما بين 1.4 و1.8 مليون لتر من المحروقات شهرياً لاستكمال أنشطة المؤسسات الصحية والشركاء الآخرين في هذا القطاع.
وأضاف "حتى يوم أمس (الخميس) ومنذ إغلاق المعبر، دخل إلى رفح 159,000 ليتر فقط لجميع الشركاء العاملين في المجال الإنساني، وهي كمية غير كافية".
ومن بين المستشفيات الـ36 في غزة، لم يعد هناك سوى 13 مستشفى تعمل بشكل جزئي، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.
ص.ش/ف.ي (رويترز، أ ف ب)