دراسة تكشف أن الشباب الألمان لهم صورة سلبية عن الإسلام
٨ يونيو ٢٠١٨الأحكام المسبقة ليست جديدة: فالكثير من الشباب يظنون أن النساء المسلمات يتعرضن لقمع رجالهن العنيفين. ويظنون أيضا بصفة عامة أن الكثير من المسلمين عنيفون ويميلون إلى الإسلام المتطرف. وتقول استاذة الدراسات الإسلامية لمياء قدور إن المواقف المعادية للإسلام لدى الشباب تتماشى مع تلك التي تروج في المجال العام ووسائل الإعلام. والشباب الذين وُلدوا في عام 2001 لا يمرون على ما يبدو بدون التصادم مع صور معينة للإسلام.
وتحدثت الباحثات في هذه الدراسة لجامعة دويسبورغ إيسن بتفويض من مؤسسة "ميركاتور" مع 20 من التلاميذ من ولاية شمال الراين وستفاليا، وقمن بتقييم 800 تصريح معادي للإسلام، واكتشفن في ذلك كموضوعات رئيسية: السلوك الجنسي والعقائدي، إضافة إلى العنف المفترض المتفشي وعدم تحضر المسلمين.
وتحققت الباحثات أيضا من السبب وراء المواقف المعادية للإسلام لدى الشباب، يعني هل هناك روابط مع السيرة الذاتية. لمياء قدور تصف نموذجين بشكل خاص.
فمن جهة هناك نموذج الوكالة: في ذلك يكون شخص واحد من وسط الشباب ممثلاً لجميع المسلمين أو الإسلام. والعداوة تنم عن الصفات المفترضة التي يتسم بها هذا الشخص.
والنموذج الثاني هو من التاريخ الجمعي: وعلى هذا الأساس يقيم الشبابُ المسلمين إذا وُجدت في تاريخ العائلة نقاط التماس، مثلاً لو أن العائلة أو محيطها لها علاقة مع نزاع الشرق الأوسط.
كما توجد أيضاً قطيعة في الصورة العدائية، لأن الشباب يميزون في الغالب بين المستوى الموضوعي البحت والشخصي. "كهذا التصريح مثلاً: الحجاب يمثل قمعاً للمرأة. لكن صديقتي تلبسه بمحض اختيارها"، كما تقول لمياء قدور.
فالإسلام بالنسبة إليهم هو كيان ينظرون إليه في الغالب كصورة عدائية في الوقت الذي يقدر فيه الشباب في حياتهم على التمييز. وتعتبر قدور أنه يجب العمل في إطار التعليم الاجتماعي السياسي. "هذه المؤهلات يجب تقويتها".
اقتراحات تربوية
ولهذا السبب تم إجراء الاستطلاعات في ولاية شمال الراين ويستفاليا، التي تتمتع بتعدد ثقافي كبير. فهنا يعيش الكثير من المسلمين، وهنا تكون ممارستهم الدينية ورموزهم لغالبية الشباب "جزءا عادياً من الحياة الاجتماعية".
والهدف هو بلورة نماذج للعمل التعليمي في الدارس، ولذلك يهم الباحثات بالأخص كيف يطور الشباب مواقف معادية للإسلام ـ أكان المسلمون جزءا من حياتهم اليومية أو لديهم تجارب شخصية مع المسلمين.
وفي خطوة ثانية تعتزم الباحثات التحقق من مدى انتشار المواقف المعادية للإسلام لدى الشباب. وفي الختام يردن تقديم مقترحات تربوية للمعلمات والمعلمين والمربيات والمربين حول كيفية التعامل مع مواقف معادية للإسلام.
وتؤكد لمياء قدور أن هذا الإيضاح حول معاداة الإسلام مهم، لاسيما في ضوء النقاشات الساخنة في برامج تلفزة ألمانية. فالكثير من الناس يطلقون تصريحات معادية للإسلام دون الشعور بذلك. ويمكن العمل مبكراً في تغيير مواقف الشباب حتى لا تتجذر صورهم العدائية.
شارلوته فوس/ م.أ.م