دراسة حديثة تجيب.. ما هو عمر أقدم حفرية للجنس البشري؟
١٣ يناير ٢٠٢٢أشارت دراسة حديثة أن تقديراً جديداً لعمر واحدة من أقدم حفريات الإنسان أضاف نحو 36 ألف عام إلى عمرها.
وتشير الدراسة التي نشرتها مجلة نيتشر Nature إلى أن الحفرية المعروفة عالمياً باسم (Omo I) والتي عثر عليها في إثيوبيا في الستينيات من القرن الماضي تم إعادة تقدير عمرها بشكل أكثر دقة ليصبح عمرها المصحح هو 233 ألف عام على الأقل.
وإلى اليوم، يعتبر العثور على أحافير قديمة لأفراد الجنس البشري الحالي، الإنسان العاقل Homo sapiens، أمراً نادراً بشكل استثنائي. وحتى الآن ، تم التوصل إلى ثمانية مواقع فقط في إفريقيا تحتوي على حفريات لأوائل البشر من جنس Homo sapien، وكان أقدمها الحفرية المعروفة باسم (أحفورة كيبيش أومو 1) نسبة إلى المكان الذي عثرت عليه فيه.
وتمت عملية إعادة تقدير عمر الحفرية من قبل فريق من الخبراء بقيادة البروفيسور كلايف أوبنهايمر من قسم الجغرافيا في جامعة كامبريدج، كما شارك علماء من أقسام الآثار أو الأنثروبولوجيا في الدراسة، بحسب ما ذكر موقع جيزمودو.
وتطلبت الجهود المبذولة لإعادة تأريخ وتحديد عمر هذه الحفرية وجود علماء في الجيولوجيا، وعلى وجه التحديد خبراء في علم البراكين، ذلك أنه تم العثور على عظام تلك الحفرية تحت طبقة من الرماد البركاني.
وسابقاً، قام العلماء بتحديد تاريخ هذا الرماد البركاني وتمييزه عن طبقات الرماد الأخرى ما أثار شكوكاً حول عمر الحفرية، لكن العلماء الذين أجروا الدراسة الجديدة يعتقدون أنهم تمكنوا من إزالة تلك الشكوك أخيراً ليصبح العمر الفعلي لحفرية Omo I هو 233 ألف عام ، مقابل التقدير السابق البالغ 197 ألف عام.
وقالت سيلين فيدال عالمة البراكين في جامعة كامبريدج والمشاركة في الدراسة، إنه تم استخدام أدلة جيوكيميائية لمطابقة طبقة الرماد البركاني التي تغلف الحفرة التي وجدت فيها الحفرية بانفجار بركاني محدد.
وتم تحديد عمر الحفرية الأول بإضافة نحو 36000 سنة عن العمر المقدر سابقاً، مضيفة أنه "تم إضافة الرماد الناتج عن ثوران هائل لبركان شالا الإثيوبي فوق طبقة الرواسب التي تحتوي على أحفورة أومو منذ حوالي 233 ألف عام، مما يعني أن أومو وجنسها عاشوا هنا منذ ذلك الوقت على الأقل" بحسب ما نشرت مجلة سيمثونيان الأمريكية المتخصصة.
وعلى الرغم من التقدير الجديد لعمر الحفرية، لايزال العلماء يعتقدون أن عمرها قد يكون أقدم مما تم تقديره في الدراسة الجديدة، خاصة مع اختلاف عمر الرواسب البركانية حول وتحت الحفرية (Omo I).
وكان عالم الأنثروبولوجيا الشهير ريتشارد ليكي وزملاؤه قد اكتشفوا حفرية (أومو) بالقرب من بلدة كيبيش جنوبي إثيوبيا عام 1967. في هذا الوقت، قام العلماء بتحديد عمر أصداف رخويات المياه العذبة التي عثر عليها مع الجمجمة ليتم الاستنتاج بأن البقايا عمرها حوالي 130 ألف عام.
وأشار العلماء أن وجه الجمجمة المسطح والذقن البارز والجبهة المرتفعة كانت حديثة بشكل واضح، وأنه يجب تصنيف هذا الشخص "المسن" على أنه عضو من جنسنا البشري.
ولأكثر من نصف قرن، عُرفت الحفرية بأنها واحدة من أقدم جماجم جنس الإنسان العاقل Homo sapien الموجودة في أي مكان في العالم.
وتعتبر الجمجمة والهيكل العظمي هما الأقدم حتى عام 2017 وذلك قبل اكتشاف شظايا جمجمة وفك وأسنان في جبل إرهود بالمغرب اعتقد أنها الأقدم. لكن دراسة اليوم تشير إلى أن أومو 1 Omo I هي أكبر بعشرات الآلاف من السنين.
عماد حسن