دراسة: هكذا تقلصون الوقت الذي يقضيه أطفالكم أمام الشاشات!
٧ يونيو ٢٠٢٤حللت دراسة أجراها فريق بحث أمريكي وتيرة استخدام الشاشات الإلكترونية لدى فئة عمرية محددة من الأطفال، إذ ركزت الدراسة على استطلاع رأي أكثر من عشرة آلاف طفل تتراوح أعمارهم بين 12 و13 عاما وأولياء أمورهم في الولايات المتحدة.
وأظهرت نتائج الدراسة التي نشرت في دورية "بيدياتريك ريسيرش"، أن أطفال الأسر التي يستعمل أفرادها الشاشات خلال أوقات تناول الطعام، يستخدمون الهواتف المحمولة والأجهزة اللوحية والتلفزيون وأجهزة الكمبيوتر بمعدل أعلى من المتوسط. وتبين أيضا أن السماح للأطفال باستخدام جهاز في السرير قبل النوم له تأثير كبير على وقت استعمال الشاشات.
وفي كلتا الحالتين كان سلوك استخدام المراهقين لوسائل التواصل الاجتماعي وألعاب الفيديو والهواتف المحمولة أكثر إشكالية. وفي المقابل، عندما تم حظراستخدام الشاشات خلال تناول الطعام وفي السرير، تقلص وقت استخدام الأطفال للشاشات بمعدل يزيد عن ساعة.
احذروا.. الأطفال يقلدونكم!
أشار المعد الرئيسي للدراسة، جيسون ناغاتا، من جامعة كاليفورنيا إلى نقطة أخرى مهمة وهي أنه يجب على الآباء الحد من استخدامهم للشاشات أمام أطفالهم، حيث كتب "حاولوا أن تكونوا قدوة حسنة"، موضحا أن البيانات أظهرت أنه إذا استخدم الآباء الشاشات بشكل متكرر أمام أطفالهم، فإن الأطفال سيقضون أيضا وقتا أطول أمامها. موضحاً أن الأطفال يقلدون والديهم.
ومع ذلك أوضحت الدراسة أن هناك اثنين من التدابير الشائعة التي لا تنجح في معالجة الأمر: المنع والمكافأة. وأشار فريق البحث هنا بالتحديد إلى قاعدة مفادها: من يتصرف بشكل جيد سيحصل على وقت لاستخدام الشاشات، أما من يتصرف بشكل سيئ لن يحصل على أي وقت لذلك. ووجد الباحثون أنه عندما لجأ الآباء إلى مثل هذه التدابير، استخدم أطفالهم الشاشات لفترة أطول.
ويؤكد معدو الدراسة أن الاستخدام المتكرر للشاشات يمكن أن يؤدي إلى مشكلات جسدية ونفسية، مثل السمنة وصعوبات النوم. وكتب ناغاتا في الدراسة: "وقت الشاشات قبل النوم يحل محل وقت النوم الضروري لصحة ونمو المراهقين الصغار". وينصح ناغاتا بإبقاء الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر المحمولة وغيرها من الشاشات خارج غرفة الأطفال وإطفائها.
الإدمان.. من أخطر سلبيات الشاشات!
كما قام فريق بحث دولي بقيادة كريستيان مونتاغ من جامعة أولم الألمانية بدراسة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي على وجه التحديد. وأوصت الدراسة بضرورة أن يضع الآباء قواعد مع أطفالهم منذ البداية حول كيفية استخدام يوتيوب وتيك توك وسناب شات وإنستغرام وغيرها من وسائل التواصل الاجتماعي.
وأوصى الباحثون بالسماح فقط للأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 13 عاما فما فوق بإنشاء حساب خاص بهم على وسائل التواصل الاجتماعي هذه. وتم نشر هذه النصائح في ورقة إجماعية بدورية "سلوكيات إدمانية".
ووفقا لباحثين في العلوم الاجتماعية وعلم النفس والطب النفسي، لا ينبغي للأطفال دون سن 13 عاما الوصول إلى هذه الوسائط، لأن جزءا مهما من الدماغ لديهم لا يزال في طور النمو. كما وجد الباحثون أيضا علاقة بين الاستخدام المبكر والسلوك الإدماني. ومع ذلك، يرى الباحثون أنه من السديد أن يستكشف الأطفال عالم وسائل التواصل الاجتماعي رفقة والديهم قبل سن 13 عاما، حتى تكون الأسرة مستعدة بشكل أفضل لها.
وفي هذه الورقة أشار الباحثون أيضا إلى دراسات تظهر تأثير الوالدين: عندما يقضي الآباء الكثير من الوقت على وسائل التواصل الاجتماعي، فإنهم يمهدون الطريق للأطفال لتقليدهم وتبني سلوك مماثل.
م.ب (د ب أ)