مستثمرون شباب من العالم العربي في زيارة عمل لألمانيا
٢١ نوفمبر ٢٠١٥لقاء هو الأول من نوعه في برلين بين مستثمرين شباب من العالم العربي ونظرائهم من ألمانيا بحضور مؤسسات اقتصادية وسياسية ألمانيةتدعم مبادرات الاستثمار والابتكار في أوساط الشباب العربي. عن أهداف هذا اللقاء الذي ترعاه مؤسسات ألمانية كوزارة الخارجية ووزارة الاقتصاد يقول رئيس المؤتمر يورغ شيفر في حديث مع موقع DW: "نعرف أن الشباب في العالم العربي لديهم كفاءات لكن الفرص المتاحة أمامهم قليلة أو منعدمة في بعض الأحيان، ولأن العمل يضمن الاستقرار في تلك الدول جاءت فكرة إطلاق مسابقة لاختيار مشاريع متميزة ستحظى بدعم المؤسسات الألمانية".
شابة مصرية تسعى لتجاوز النقص التكنولوجي في بلدها
من بين المشاركين المستثمرة المصرية الشابة رانيا رضا التي أسست شركة متخصصة في البرمجيات وتقدم الحلول في مجال المعلوماتية. فبعد دراستها في مجال الإعلاميات وعملها لسنوات في عدد من الشركات قررت أن تؤسس شركتها الخاصة. "بعد الثورة المصرية لاحظت أن هناك حاجة ملحة لمشاريع ذكية وجديدة في مجال المعلوماتية وسد الفجوة الموجودة التي تراكمت مع الحكومات السابقة خصوصا في مجال التكنولوجيا". غير أن اختيار تأسيس شركة خاصة لم يخلو من تحديات كبيرة. وتوضح رانيا رضا ذلك قائلة: "أهم تحدي كان هو غياب الاستقرار الذي تلى الثورات التي شهدتها مصر، وتعطل الدستور والقوانين دون أن ننسى فترة غياب الأمن حتى في الشارع وحضر التجول في بعض الفترات وتريث الشركات الكبرى في الاستثمار".
مكيف للنحل من ابتكار شاب تونسي
من بين المشاريع الأخرى التي حضيت باهتمام الألمان مشروع المهندس التونسي الشاب خالد بوشوشة ويتعلق الأمر بمكيف خاص بالنحل. درس خالد هندسة الكهرباء في تونس وعمل في مجال الطيران مباشرة بعد تخرجه. غير أن العمل "صار مملا وروتينيا بسبب غياب الإبداع فيه" كما يقول في لقاء مع DW. وعن سر الانتقال من مجال هندسة الكهرباء إلى الاستثمار في مجال التقنيات الفلاحية وتحديدا النحل يقول خالد: "أبي مدرس ومربي نحل في نفس الوقت. في أحد أيام الصيف الحارة بدأ النحل يموت بوتيرة سريعة، ورجحت أن السبب هو الحرارة المفرطة، فجاءت فكرة ابتكار مكيف هواء خاص بالنحل يجعل درجة الحرارة داخل صناديق النحل مناسبة لها وتتغير بتغير الطقس الخارجي".
"بناء الثقة بين الشباب العربي والمستثمرين الألمان"
من بين الأهداف الأساسية للقاء برلين هو تشجيع الشركات الألمانية على الاستثمار في العالم العربي من خلال دعم مشاريع الشباب. يشرح يورغ شيفر، مدير لقاء برلين للكفاءات الشابة الأهداف المتوخاة على المدى الطويل قائلا "نحن نريد بناء الثقة بين الأوربيين والعرب وتطوير أفكار جديدة في كل المجالات ونشر الوعي الاقتصادي". ويضيف يورغ شيفر "في المستقبل ستكون هناك فرصة أمام جميع الكفاءات الشابة في العالم العربي لتقديم أفكارهم ومشاريعهم في مسابقة خاصة".
من جانبها تعتبر المستثمرة المصرية رانيا رضا هذا التبادل مع ألمانيا بمثابة "محفز على الاستمرار وفرصة للاستفادة من التجربة الألمانية الرائدة في مجال المعلوماتية". غير أن تلك الاستفادة "لا يجب أن تقتصر على جانب دون غيره، فمصر لديها كفاءات بشرية يمكن أن تقدم الكثير لألمانيا في مجال المعلوماتية ".
وتشرف لجنة من الخبراء الاقتصاديين الألمان ومنسقين في الدول العربية على تأطير المشاريع وتقديم الدعم المعنوي والمادي للشباب. ويتفادى المشرفون على المشروع تقديم أموال لأصحاب المشاريع وبدل من ذلك تقدم وسائل العمل الضرورية. يشرح مدير لقاء برلين السبب قائلا: "نتفادى تقديمأموال، فكسب الأموال يجب أن يكون هدف أصحاب تلك المشاريع، ونفضل تقديم كل ما يحتاجونه من آلات أو تجهيزات، وهو مرتبط أيضا بالتطور الذي يحققه صاحب المشروع والتزامه بالمعايير المحددة والسقف الزمني".
وفي شهر يونيو/ حزيران من العام الجاري شهدت برلين أعمال الملتقى الاقتصادي العربي الألماني الثامن عشر بتعاون مع الجامعة الدول العربية، والإتحاد العام لغرف التجارة والصناعة والزراعة للبلاد العربية، وشارك فيه أكثر من 600 من صنّاع القرار ورجال الأعمال والخبراء من العالم العربي ومن ألمانيا. ويسعى الجانبان الألماني والعربي إلى تعزيز وتوسيع العلاقات الاقتصادية في عدة مجالات كـ "البنية التحتية والخدمات اللوجيستية والطاقات المتجددة.