دعوة لمؤتمر دولي حول السودان لمنع اشتعال القرن الإفريقي
٨ يناير ٢٠١٠رأت المتحدثة باسم الكتلة النيابية لحزب الخضر الألماني للشؤون الخارجية كيرستين موللرKerstin Müller في حوار إذاعي أجري معها، أن السودان يقف حاليا على مفترق طرق يمكن أن يؤثر سلبا أو إيجابا على كامل المنطقة المحيطة به تبعا لمجريات الانتخابات النيابية التي ستجري في نيسان /أبريل المقبل، وخصوصا لما يمكن أن يسفر عنه تطبيق اتفاق السلام بين الشمال والجنوب.
و أعربت موللر عن اعتقادها بأن انفصال جنوب السودان عن شماله "أمر شبه محسوم في الاستفتاء المقبل" داعية المجتمع الدولي إلى التحرك الآن لعقد مؤتمر دولي للدول الضامنة لاتفاق السلام إذا أراد منع انهياره، وإلا ثمَّة خطر تحوّل السودان إلى صومال آخر.
وذكرت المسؤولة السابقة في وزارة الخارجية والخبيرة في شؤون السودان أن على المؤتمر "وضع إستراتيجية وخطة عمل تلزم الأحزاب والأطراف المتنافسة في السودان الابتعاد عن استخدام العنف". ولفتت إلى أن ألمانيا هي إحدى الدول الضامنة لاتفاق السلام وشاركت كشاهد في حفل التوقيع عليه في كينيا إلى جانب الرئيس السوداني عمر البشير ورئيس الحركة الشعبية الراحل جون غرنغ.
"اتفاق السلام الموقع جيد، لكن الإحباط كبير"
واعتبرت موللر أن اتفاق السلام الذي وقِّع عام 2005 هو اتفاق جيد ينظم بتفصيل العديد من المسائل، لكنها أعربت عن أسفها "لأن شعور الناس بما جلبه الاتفاق، خصوصا في الجنوب، ليس إيجابيا، خصوصا وأن ما تحقق جاء بطيئا ولم يتحقق الاستقرار كما يجب، الأمر الذي أحبط الجميع وجعل الميليشيات تواصل كفاحها ضد بعضها البعض". وتحدثت موللرعن خطر حصول عنف في الانتخابات القادمة، ووقوع حرب العام المقبل بسبب الاستفتاء إذا لم يتدارك المجتمع الدولي الأمر.
وقالت موللر إن السودان بلد كبير ومتعدد الاثنيات، يغلب فيه الطابع العربي في الشمال والطابع الإفريقي في الجنوب. ولفتت إلى الحرب التي دامت واحدا وعشرين عاما بين الجانبين أسفرت عن مقتل مليون ونصف شخص وأربعة ملايين مهجر. ويضمن اتفاق السلام الموقَّع إجراء استفتاء العام المقبل لسكان الجنوب مع إعطائهم إمكانية التصويت لصالح الانفصال إذا شاؤوا ذلك. لكنها أشارت إلى أن الأمر "يتعلق في النهاية بالصراع القائم حول النفط في الجنوب". وتابعت أنه على الرغم من أن الاتفاق ينظم موضوع النفط وعائداته بين الجانبين، إلا أن الصراع يدور أيضا حول الأرض والمياه، إضافة إلى التغير المناخي الذي يلعب دورا سلبيا.
"على الأمم المتحدة والدول الضامنة تحمّل مسؤولياتها"
وأردفت موللر أنه إذا أراد المجتمع الدولي أن لا تفشل الدولة هناك وأن يتفادى وقوع حرب جديدة فعلى الأمم المتحدة الدعوة إلى عقد مؤتمر دولي حول السودان مهمته الأساس التحضير للانفصال بصورة سلمية في حال التصويت لصالحه. وذكَّرت بأن الدول العظمى مثل الولايات المتحدة وأوروبا، وكذلك ألمانيا التي شاركت شخصيا في حفل التوقيع كشاهد، تتحمل مسؤولية رعاية الاتفاق في حينه مع تقديم ضمانة لتنفيذ ما يتم التصويت عليه.
ورأت المسؤولة الحزبية الألمانية ردا على سؤال أن المحيط الافريقي سيتأثر في حال اندلاع حرب جديدة بين الشمال والجنوب وستتدخل دول عدة فيها لأسباب مختلفة مثل أوغندا واثيوبيا وأريتريا وكينيا. وستشمل الرقعة كامل القرن الأفريقي الذي سيشتعل بدوره. وبسبب قرب هذه المنطقة من أوروبا سيتأثر الأوروبيون والعالم كله بهذه الحرب، "لذلك لا بد من العمل المسبق للمساهمة في تأمين تطور سلمي ومستقر للقرن الأفريقي".
ودعت موللر الأمم المتحدة إلى جمع الأطراف المتنازعة حول طاولة واحدة في مؤتمر دولي لوضع خطة تنفيذية تحدد كيفية التقدم خطوة خطوة لتطبيق اتفاق السلام. وحضت حكومتها أيضا على تعيين مفوض حكومي لشؤون السودان للتدليل على الأهمية التي تعطيها للموضوع وتمثلا بما قامت به دول اسكندينافية أخرى.
سيلكه فونش/ اسكندر الديك
مراجعة: حسن زنيند