دورات العمل الليلية يمكن أن تسبب مجموعة من المشاكل الصحية
٧ يوليو ٢٠٠٩أكدت دراسة حديثة أن العمل في الدورات الليلية لا يعد من الأمور الشاقة فحسب، بل أن المشاكل الصحية المحتملة من ورائها ربما تكون أكثر مما كان يعتقد سابقاً مثل البدانة ومرض القلب. وكشفت الدراسة، التي أجرتها جامعة هارفارد في بوسطون ونشرت في الطبعة الالكترونية من مجلة الأكاديمية الوطنية للعلوم، وجود مخاطر أعلى للإصابة بمرض السكري والبدانة ومرض القلب بين الذين يعملون في الدورات الليلية. وقال التقرير إن انخفاض مستويات هرمون الليبتين في الدم يزيد من خطر السمنة على المدى الطويل.
ارتفاع ضغط الدم
كما تتضمن الأعراض الأخرى ارتفاع مستوى هرمون التوتر الكورتيسول وارتفاع ضغط الدم. وفي هذا الإطار قال فرانك شير عالم الأمراض العصبية المشارك في المشروع: "هناك دليل مقنع بحدوث مخاطر إضافية لمضاعفات مرض القلب وعملية الأيض المرتبطة بالعمل بنظام الدورات، ولكن الآليات المؤكدة غير معروفة على جانب كبير". وقام الباحثون بدراسة على خمس سيدات وخمسة رجال تطوعوا للخضوع لاختبار متقدم لتغيير إيقاع الحياة اليومي والنوم والأكل على أساس جدول مدته 28 ساعة. وتناول المشاركون أربع وجبات متماثلة في السعرات الحرارية. وكانت الدراسات السابقة التي أجريت على الحيوانات التي خضعت لتغيير أنماط النوم نهاراً وليلاً أكدت إنها تسببت في الموت المبكر.
يُذكر أن نتائج دراستين عن العمل في الدورات الليلية نُشرت عام 2001 ، أوضحت هي الأخرى تزايد خطورة إصابة النساء بسرطان الثدي ربما بسبب طول فترة التعرض للضوء ليلاً بالتداخل مع إنتاج الميلاتونين وهو هرمون يفرز استجابةً للظلام. كما أوضحت بيانات أخرى أيضا أن العمل بنظام دورات ليلية متغيرة على الأقل لمدة ثلاث ليال كل شهر طيلة 15 عاما أو أكثر ربما يزيد من خطورة سرطان المستقيم لدى النساء.
تقليل الآثار السلبية
وعلى الرغم من هذه المخاطر يستطيع الأشخاص، الذين يعملون في دورات ليلية، عمل الكثير من أجل تقليل الآثار السلبية على الجسم. ويقدم الأطباء في هذا الإطار مجموعة من النصائح؛ ومنها ضرورة أن ينام العمال، الذين يعملون في دورات ليلية، في بيئة مظلمة وهادئة خلال النهار. فيمكن أن يحسن النوم ومنع ضوء شمس الصباح المبكر من تنشيط الساعة الداخلية النهارية. كما ينصح الأطباء بعدم شرب سوائل كثيرة قبل الذهاب للنوم وتجنب الكحوليات والقهوة، إضافة إلى ممارسة التمارين بشكل منتظم بعد النوم والعمل، وتناول وجبات خفيفة فقط خلال الدورة الليلية وتجنب الوجبات الكبيرة قبل النوم.
كما يمكن لأصحاب العمل تركيب إضاءة أكثر سطوعاً، فمكان العمل المضاء جيداً يبلغ الجسم بأن الوقت وقت يقظة وانتباه. كما يجب على أصحاب العمل السماح بوقت لفترات راحة وأخذ غفوة من 15 إلى 20 دقيقة وتقديم أيام أجازات أكثر لعمال الدورات الليلية لاستعادة نشاطهم.
(ع/غ د ب أ)
مراجعة: سمر كرم